مدير مستشفى جينينتان بووهان يستعرض تجارب المستشفى في مكافحة كوفيد-19 

  • كتب : نهله مقلد

    في مقابلة تلفزيونية لشبكة تلفزيون الصين الدولية، تم بثها في الـ27 من أبريل الجاري، قال الدكتور تشانغ دينغيو، مدير مستشفى جينينتان، إن المستشفى وطاقمها الطبي قد واجهوا صعوبات متعددة في فترة مكافحة #كوفيد_19.

    في الـ26 من الشهر الجاري، وبعد 95 يوما على قرار إغلاق مدينة #ووهان الذي أعلنت عنه الحكومة الصينية باعتبارها بؤرة الوباء في الـ23 من يناير الماضي، وصل عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في ووهان إلى "صفر".

    قال تشانغ إن مستشفى جينينتان تقوم بعملية تعقيم كاملة حاليا، ما سيتيح للطاقم الطبي فرصة لأخذ عطلة قصيرة قبل لقاء أسرهم بعد قضاء فترة الحجر الصحي.

    فريق طبي يصل إلى ووهان في ذروة الأزمة مستشفى جينينتان بووهان هي مستشفى متخصصة في علاج الأمراض المعدية تضم 685 طبيبا وممرضا و690 سريرا.

    ولكنها رغم ذلك واجهت تحديا كبيرا في علاج ما بلغ مجموعة 840 حالة إصابة بكوفيد-19 في نفس الوقت عندما وصل انتشار العدوى بفيروس كورونا الجديد إلى ذروته بالصين. "كانت ذروة الأزمة في فترة ما قبل عيد الربيع، فكنا نتابع علاج عددا متزايدا من الحالات الجديدة، وفي كل جناح كان يوجد حوالي 35 حالة يشرف على علاجهم 20 شخص ما بين 14 إلى 15 ممرضة و6 أطباء فقط"،

    أضاف تشانغ أن الملابس الواقية في بداية الأمر لم تكن كافية في مواجهة هذا الفيروس الجديد.

    ومن أجل الاقتصاد في استخدام الملابس الواقية، كان أعضاء الطاقم الطبي يعملون بشكل متواصل داخل منطقة العزل لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات.

    قال تشانغ دينغيو: في ليلة رأس السنة القمرية الصينية الجديدة تلقينا الخبر الأول الذي بشرنا بقدوم فريق طبي من جيش التحرير الشعبي الصيني مكون من 150 عضوا وأنه سيصل إلى المستشفى لتقديم المساعدة في صباح اليوم التالي".

    وفي حوالي الساعة الـ10:30 مساء من نفس الليلة، تلقى تشانغ خبر ثاني يبلغه بقدوم فريق طبي من شانغهاي يضم أكثر من 130 عضو لتقديم الدعم والمساعدة. قال تشانغ إنه بعد أن بدأت الطواقم الطبية القادمة من خارج مدينة ووهان أعمالها، تولوا على الفور مسؤولية اثنين من أقسام الحالات المصابة وتحسن الوضع داخل المستشفى بشكل كبير.

    وبعد ذلك، أرسلت الحكومة الصينية 150 ممرضة إلى المستشفى لتقديم المساعدة في الأقسام الطبية الأخرى. كما بدأ استشاري الحالات الحرجة بالكشف على الحالات المصابة ومتابعة علاجها وتقديم الآراء والاقتراحات لسائر أعضاء الأطقم الطبية.

    وابتداء من شهر فبراير كان هناك تطوير وتحسين مستمر لكيفية التشخيص والعلاج، وفي الوقت نفسه كان هناك تطور ملحوظ في علاج الإصابات الجديدة ومعدل الشفاء.

    كفاءة الوقاية من الوباء ومكافحته في الصين بصفته مدير مستشفى الأمراض المعدية، كان تشانغ على دراية كاملة بأعمال حالات الطوارئ في مجال الصحة العامة. ومع ذلك، كان يشعر بالفخر والاعتزاز بكفاءة تعامل الحكومة الصينية مع الوقاية والسيطرة على وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد. استغرق اكتشاف الكائن المضيف أقل من عشرة أيام بعد بدأ علاج الدفعة الأولى من حالات الإصابة.

    وبعد ذلك، بدأ العمل على تطوير خطة التشخيص والعلاج وتعزيز نتائج البحث العلمي في وقت قصير. قال تشانغ: عملنا بشكل سريع على تطوير مجموعات اختبار مختلفة للتشخيص السريري.

    وفي الوقت نفسه، كنا نشارك ما نتوصل إليه من نتائج الأبحاث العلمية وفور التوصل للتسلسل الجيني للفيروس قمنا بمشاركته مع مختلف دول العالم. كما تبادلنا مع الأطباء والخبراء من جميع أنحاء العالم وجهات النظر بشأن طرق التشخيص وكيفية علاج حالات الإصابة."

    وتعقيبا على ما تم تداوله بشأن إخفاء الصين لبعض المعلومات عن الوضع الوبائي والبيانات الخاصة به داخل الصين، قال تشانغ باعتباره كان شاهدا على حقيقة الوضع الوبائي بشكل كامل وقال: لم نخفي أي بيانات أو معلومات بشأن الفيروس، ومنذ بداية تفشي الفيروس، أولت الجهات المعنية اهتماما بالغا لمكافحته والسيطرة عليه، ولكن لأنه كان فيروسا جديدا فيطلب بعض الوقت لدراسته والتوصل إلى توافق في الآراء حول بعض الأمور مثل تشخيص الإصابات وكيفية علاجها.

    أضاف تشانغ أن خبراء من مستشفى جينينتان قد قاموا بمشاركة تجربة علاج حالات الإصابة مع نظرائهم في كل من إسرائيل وكندا. ويعتقد تشانغ أن واحدا من أهم التدابير التي لعبت دورا رئيسيا في مكافحة الوباء كان إغلاق المدينة وبناء المستشفيات المؤقتة.

    وأشار تشانغ إلى أن أهل مدينة ووهان قد قاموا بتضحيات هائلة، لكن ما فعلوه قد يكون ما ساعد في تخفيف حدة انتشار الوباء في عموم البلاد وحتى باقي دول العالم. حيث أظهرت دراسة قامت بها مستشفى شيا خه ببكين أن إغلاق مدينة ووهان قد منع إصابة ما قد يصل مجموعة إلى ما بين 500،000 و 3 ملايين شخص في الصين و 12 مليون و 42 مليون شخص في العالم. وكان بناء المستشفيات المؤقتة التي وفرت بيئة مناسبة لعلاج حالات الإصابة بكوفيد-19 دون نشر العدوى بين غير المصابين، خطوة حاسمة في عملية الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الصين. مبادرة "أطباء بلا حدود" وحالة "التصلب الجانبي الضموري" تم تشخيص تشانغ بالإصابة بـ"التصلب الجانبي الضموري" في عام 2018، لكنه لم يفصح عن حقيقة مرضه لفترة طويلة لأنه يعتقد أن المرض هو أمر شخصي، وفي نهاية شهر يناير قرر تشانغ أن يفصح عن حالته المرضية إلى الجميع خشية من أن تثير- قلة مرافقته لأعضاء الأطقم الطبية أثناء متابعة الحالات أو حركته البطيئة بعض الشئ- سوء فهم البعض. وقال إن أكبر مشكلة كانت تواجهه بسبب مرضه هي صعوبة المشي. "لحسن الحظ، كل من يعرف أنني مريض، -سواء من أعضاء الأطقم الطبية المساعدة أو زملائي في المستشفى- يساعدونني عند صعود أو نزول الدرج. في هذه المعركة ضد كوفيد-19 عرف أبناء الشعب الصيني الدكتور تشانغ كما عرفوا الدور الذي قامت به مستشفى جينينتان بووهان في تلك المعركة، لكن تشانغ يقول "على الصعيد الشخصي أعتقد أنه ليس هناك ما يدعو إلى التفاخر فلم أقم إلى بما يحتمه على واجبي تجاه عملي، ويجب أن نسعى وراء القضاء على الصعوبات والتحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية من أجل الحفاظ على استقرار المجتمع وصحة المواطنين".



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن