أمن المدفوعات في عام 2021 " 1 "

  •  

           بقلم : هيكتور رودريغيز

           نائب أول للرئيس ومسئول المخاطر الإقليمي في شركة Visa لمنطقة وسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

     

    ألقت جائحة كوفيد-19 بظلالها الثقيلة على معظم أشهر العام الماضي وتسببت بالكثير من القيود الصارمة، لدرجة أن العالم دخل مرحلة أقرب إلى الجمود الكلي، فسارعت الاقتصادات العالمية لاتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الحيوية الاقتصادية، وقادت هذه الخطوات إلى تغييرات كبيرة ودائمة في سلوكيات المستهلكين. ورغم أن تلك المساعي كانت بهدف تعزيز إيجابية الأوضاع الاقتصادية، إلا أنها دفعت إلى نشأة أساليب جديدة للاحتيال وألقت الضوء على الحاجة الماسة لإيجاد سبل جديدة للحد من سطوة المحتالين. ومن هذا المنطلق، كرسنا خبراتنا ومواردنا في عام 2020 بهدف مساعدة المؤسسات المالية وشركائنا من التجار والحكومات والمستهلكين على التأقلم مع هذه التحولات الجذرية. ونتوقع لهذه التغييرات في مشهد المدفوعات الرقمية أن تواصل هيمنتها على المشهد العام خلال 2021 وما بعده، لكن الأهم أن تجربتنا جميعاً خلال العام 2020 ستكون محركاً للابتكار وستواصل دفع الشركات إلى التعلم من أخطائها لتجنب تكرارها في العام الجديد.

    ومن بعض توقعاتنا للعام الجديد:

    1.       ستتحول العادات التي اكتسبها العملاء خلال الجائحة إلى واقع جديد يستدعي تحديث استراتيجيات مكافحة الاحتيال التي يطبقها التجار.

    وفقاً لدراسة Visa المعنية بأمان المستهلكين، أفاد نحو 60% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع في مصر، والإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت، بأنهم ماضون في استخدام المدفوعات اللا تلامسية بشكل أكبر في المتاجر بعد الجائحة، بينما قال 50% منهم بأنهم سيختارون قنوات المدفوعات عبر الإنترنت باستخدام بطاقات المدفوعات أو المحافظ الرقمية بدلاً من الدفع النقدي.

    وسيعمل هذا التحول في سلوكيات العملاء على دفع التجار نحو تعزيز الابتكار لتلبية احتياجات العملاء وتفضيلاتهم. وسيحصد التجار ثمار استثماراتهم في الأساليب الجديدة لاستقطاب العملاء وقنوات الدفع الجديدة مثل الإلكترونية، وتطبيقات المدفوعات، واللا تلامسية وعبر إنترنت الأشياء (الأجهزة القابلة للارتداء؛ وفي السيارة؛ مكبرات الصوت الذكية، والأجهزة الذكية، وغيرها) وستكون فوائدها جلية على مستوى جذب العملاء الجدد والاحتفاظ بالعملاء الحاليين وتعزيز نمو المبيعات.  

    ومع تحول التجار نحو المنصات الإلكترونية، تزايد نشاط المحتالين عبر الإنترنت، وظهرت على السطح قضية في غاية الأهمية، وهي أن تحقيق أمان المدفوعات أمر صعب نسبياًـ لاسيما أن الخبرات التي تعزز مستويات الأمان بشكل صحيح ليست في متناول الجميع. وبالتالي سيحتاج التجار إلى تحديث استراتيجياتهم المعنية بتجنب الاحتيال الإلكتروني لدعم العمليات التجارية عبر قنوات عديدة، وفي حال غياب الخبرات الداخلية لدى الشركات، يتعين على التجار توطيد علاقاتهم من شركاء موثوقين ومتمرسين في هذا المجال للوصول إلى نتائج عالية الكفاءة ومنسجمة مع أهداف أعمالهم وتحقق مصالحهم.

    2.       عملية المصادقة القوية لمعاملات الدفع الرقمية ستساعد في تعزيز أمان المدفوعات

    مع استمرار تفشي جائحة "كوفيد-19"، سيواصل ارتفاع الطلب على حلول الأمان الديناميكية، والقادرة على مساعدة التجار في ضمان تفاعل عملائهم عبر الإنترنت بأسلوب في غاية الأمان والسلامة ويكفل تسوقهم بسهولة تامة دون أي معوقات. وكشفت دراستنا المعنية بأمان المستهلكين بأن نحو 88% من المستهلكين في مصر يجدون عمليات المصادقة التي لا يحتاجون فيها لإدخال (كلمة مرور لمرة واحدة OTP) هي أمر أكثر سهولة بالنسبة لهم، وبالمثل فإن ثلثي المستهلكين في دولة الإمارات (بنسبة 66%) والمملكة العربية السعودية (بنسبة 70%)، 59% من المستهلكين في الكويت يفضلون عملية المصادقة اليسيرة التي لا تطلب منهم إدخال (كلمة مرور لمرة واحدة OTP) للمعاملات القياسية والمتكررة.

    للحديث بقية ....

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن