توقعاتي بواقع إنترنت الأشياء لعام 2021 ..ودور التقنيات الذكية لدعم الأعمال " 2- 2 "

  •  

    بقلم: آسا تامسون

    رئيسة وحدة الأعمال التكنولوجية والأعمال الجديدة في اريكسون

     

    استمرار لحديثنا الذى بداناه هنا ، الاسيوع الماضي ، حول أهم اتجاهات إنترنت الأشياء التي سنشهدها عام 2021 خاصة فى مجالات" الصحة الرقمية"  سوق نركز فى هذا المقال على مجال " التعليم عن بعد"  حيث ان التعليم الافتراضي يوفر مجموعة واسعة من الفرص والإمكانات

    يعد التعليم أحد أكثر القطاعات تضرراً من جائحة  كوفيد-19، ذلك أن تجربة التعليم ذات طابع شخصي، وبالتالي لا يمكن نقل جميع المعلومات اللازمة حتى باستخدام أفضل التقنيات عن بُعد. من المعلوم أن الجانب الاجتماعي للتعليم لا يمكن تجسيده بشكل كامل عبر الشاشة، لكن المعلمين استطاعوا إثبات ذكائهم وقدراتهم الإبداعية، حيث اعتمد المعلمون أدوات جديدة في البداية بدافع الضرورة والحاجة إلى إشراك الطلاب عن بُعد، ويمكن لهذه الاتجاهات أن تستمر في ريادة السوق حتى مع تلاشي الوباء. يمكن لتقنيات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء تمكين تجارب جديدة، مثل الرحلات الميدانية الافتراضية، ورغم أن الجولة الافتراضية للمتحف ليست مماثلة للزيارة الشخصية، ولكنها قد تكون ذات تأثير حقيقي، وتبقى أفضل من التعرف على المتحف عبر قراءة كتاب يفصل محتوياته والمقتنيات المعروضة فيه.

    يمكن أن يساهم إنترنت الأشياء في سد الفجوة الرقمية عبر المشاركة الفعالة للموارد والمعلمين. في المناطق الريفية، يمكن للطلاب التعلم عبر منظور التفاضل والتكامل مع مدرس في مدرسة أخرى. تسهل تطبيقات إنترنت الأشياء الممتازة على المدرسين "زيارة" الفصل الدراسي والتفاعل مع الطلاب، ومن المتوقع أن نشهد توجهاً أكبر لاتباع طرق التدريس والتعلم الرقمية والافتراضية.

    سلاسل توريد وتصنيع أكثر ذكاءً

    سيتم تسريع عملية إعادة التفكير في التصنيع والعمليات وسلاسل التوريد وتحديثها على نحو أكبر خلال عام 2021. وقد أدت الحاجة للتصنيع والإنتاج محلياً إلى دفع التقدم على مستوى كفاءة الخدمات اللوجستية. وقد أدى انتشار الوباء إلى زيادة استخدام الأجهزة الذكية في بيئات التصنيع، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه في النمو، حتى بعد السيطرة على الفيروس وتوفير اللقاحات وتوزيعها، لاسيما وأن الشركات باتت على ثقة تامة من أن دمج تطبيقات إنترنت الأشياء في المصانع، يحقق مجموعة من المنافع التجارية والاقتصادية على نحو فائق السرعة. على سبيل المثال، يمكن أن تحل الكاميرات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء على خط الإنتاج محل المفتشين، ما يؤدي إلى توجيه الموظفين للقيام بمهام أخرى. كما يمكن للزاحف الآلي مراقبة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بطريقة مستحيلة بالنسبة للإنسان.

    سيكون عام 2021 عام التوائم الرقمية والجيل الخامس، وتتمثل التوأمة في جمع البيانات حول عملية ما أو آلة معينة لإنشاء نموذج تنبؤي، وهو عبارة عن "توأم" رقمي ذات كفاءة استثنائية، يعزز القدرة على تتبع أفضل لحالات التآكل والتلف واحتياجات الصيانة التشغيلية، وبالتالي تخفيض النفقات.

    وتوفر التوائم الرقمية وتقنيات الأشعة فوق البنفسجية، مجموعة من الفرص والإمكانات المتكاملة، لشركة Taylor Construction في أستراليا. وتزود تقنية الجيل الخامس عمال البناء والمهندسون المعماريون وفرق الإنتاج، بخدمات اتصال آمن وعالي السرعة، مع زمن انتقال منخفض، لتمكينهم من تصور المباني بتصاميم ثلاثية الأبعاد، وإجراء عمليات المسح للتأكد من السلامة بزاوية 360 درجة، مع تركيب أجهزة الاستشعار الذكية على الهياكل، ووضع مخططات التصميم الرقمي مباشرة في الموقع.

    عملية تتبع النقل الدقيق تغير طرق المواصلات داخل المدن

    مع تزايد عدد الناس الذين يعملون من المنزل، شهدت حركة المواصلات تراجعاً ملحوظاً، حيث باتت تقتصر على التنقل في البيئة المحلية والمجاورة. كما أدى تغير أنماط استخدام السيارات والمواصلات العامة، إلى جعل وسائل النقل الأخرى، بما في ذلك ال السْكُوْتَرات الكهربائية أو الدراجات الكهربائية، أكثر انتشاراً. وتشهد شرائح من المجتمعات حول العالم، اعتماد برامج الاستخدام المشترك للسكوتر الإلكترونية في أكثر من 100 مدينة، عبر 20 دولة على الأقل، بدءاً من تشيلي إلى كوريا الجنوبية وصولاً إلى نيوزيلندا، حيث تحتاج جميعها أن تكون متصلة. وتعتبر تقنية إنترنت الأشياء العنصر الأساسي لربط هذه السكوترات وتنسيق برامج عملها، إضافة إلى توفير قدرات الاتصال لشركات التنقل الصغيرة لتوفير هذه الخدمات.

    تعزيز الاستدامة عام 2021

    طغت جائحة كوفيد-19 عام 2020 على قضايا الاستدامة، الأمر الذي سيعتبر خلال عام 2021، شرط أساسي لضمان استمرارية مستقبلنا. وتلعب التقنيات الرقمية دوراً محورياً في تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري بنسبة 30٪ بحلول عام 2030، كما هو موضح في أحدث تقرير لخارطة الطريق الأسية. وتلعب إريكسون كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا، دور حيوي في تحقيق سابقة عالمية، عبر تخفيض انبعاثاتها بنسبة 50٪. وتتيح التقنيات الرقمية وإنترنت الأشياء تسهيل الوصول إلى المصادر الأساسية لاستمرارية الحياة البشرية مثل المياه النظيفة والغذاء.

    وفقًا للأمم المتحدة، يفتقر 3 من كل 10 أشخاص للحصول على مياه الشرب الآمنة، وفي هذا الإطار، يمكن أن تضمن مراقبة البيانات في الوقت الفعلي واعتماد الأنظمة الذكية جودة المياه. وتعتبر شركة Wayout، إحدى الشركات الرائدة التي تلبي الحاجة للحصول على المياه النظيفة، حيث أتاحت Wayout للمصانع الصغيرة القدرة على إنتاج مياه نظيفة ومفلترة محلياً بأقل بصمة بيئية. وتقدم المصانع الصغيرة العاملة بالطاقة الشمسية، نظاماً متقدماً لتنقية المياه. وتعتبر الزراعة الذكية مثال آخر على كيفية تحسين كفاءة مواردنا لإنتاج الغذاء، حيث أطلقت  Stanley Black & Decker  نظاماً ذكياً للري مخصصاً للمزارعين في الهند، وسيتمكن المزارعون عبر الري الذكي والمتصل، إدارة موارد المياه الجوفية بشكل أفضل والاستفادة من المواسم المتعددة لإنتاج ما يصل إلى 3 محاصيل سنوياً، وبالتالي زيادة العائدات والإيرادات.

    رؤية تستشرف المستقبل يإيجابية

    من المؤكد أننا وبينما نواصل مسيرة التحول الرقمي على نطاق أوسع، وبسرعة متزايدة، سنواجه قدر هائل من التحديات، وقد أدى اعتماد المزيد من الأجهزة المتطورة في الأعمال التجارية، إلى تزايد أهمية التوحيد والاتصال.

    وسنتمكن عند النجاح في مواجهة هذه التحديات، من تحقيق قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال إنترنت الأشياء عام 2021، مع ارتكاز أعمالنا بالدرجة الأولى على تقنية الجيل الخامس كمنصة للابتكار والاستدامة. أدى انتشار جائحة كوفيد -19 إلى تسريع اعتماد هذه التقنيات بدافع الضرورة، إلا أننا سنستمر في الاعتماد عليها مستقبلاً، حيث سيكون الاتصال أكثر أهمية لتعزيز حياتنا وتحسين طرق العمل والتعلم. وستكون التكنولوجيا الأكثر ذكاءً مثالية لتوفير مجموعة هائلة من فرص وإمكانات  الأعمال.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن