§       بقلم :د/ حسام نبيل

ادى شيوع استخدام الاجهزة الالكترونية وانتاج المعلومات الالكترونية وتوافرها بشكل كبير لحدوث تغير كبير في طبيعة البيانات التي اصبحت تنتج باستمرار وبكميات كبيرة وتتسم المعلومات التي يتم انتاجها بخصائص فريدة تميزها عن البيانات المستمدة من المصادر التقليدية وتحقق تلك البيانات مستويات عالية من التوزيع وهي ذات هياكل فضفاضة وكميات كبيرة وفي الكثير من الاحيان تتاح في وقتها ، والبيانات الضخمة تعد من المصادر البيانية التي تتسم بالضخامة في كميتها والسرعة الفائقة والتنوع الكبير بحيث تتطلب اشكالا فعالة من حيث التكلفة والابتكار لفهمها بشكل اكثر عمقا واستخدامها بشكل امثل في عمليات اتخاذ القرار .

وفي ظل انخفاض التجاوب المجتمعي مع الدراسات الاستقصائية يمكن ان يستعان بالبيانات الضخمة للوصول للنتائج المطلوبة لاتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية وغيرها من القرارات الهامة التي تؤثر في حياة المجتمعات. وللبيانات الضخمة امكانية انتاج احصاءات أوثق صلة بالموضوعات واكثر مناسبة في التوقيت الذي تصدر فيه من المصادر التقليدية كالاستقصاءات وجمع المعلومات ومن الملاحظ ان معظم البيانات الضخمة تتوافر لدى مؤسسات القطاع الخاص، كما ان معظم الدول لم تصدر تشريعات تنظم التعامل بالبيانات الضخمة وكيفية استغلالها بشكل قانوني لا يتعارض مع الامن القومي للدول ولا الحق في الخصوصية للأفراد ، لذا لزم في الوقت الحالي مواصلة الحوار على نطاق واسع في المسائل القانونية المتعلقة بالسرية وكذا في استخدام البيانات في الوقت المناسب وبشكل موثوق ، ويمكن للمنظمات الاحصائية الوطنية والاقليمية والدولية ان تدرج البيانات الضخمة ضمن مصادر عمليات انتاجها للإحصاءات الرسمية وبذلك يمكن ان تصبح في وضع يتيح لها الحصول على احصاءات رسمية بشأن الاقتصاد والمجتمع والبيئة تتسم بالفعالية والتوفير في التكلفة وتستهلك موارد اقل.

وفي هذا الإطار وادراكا من منظمة الامم المتحدة لأهمية البيانات الضخمة في العمل الانساني وتحقيق السلم والامن العالمي الذي انشئت لتحقيقه فقد أعلن الامين العام للأمم المتحدة عام 2009م عن بدء مبادرة النبض العالمي التي تهدف لتسخير الابتكارات في مجال البيانات الرقمية وجمع البيانات وتحليلها بسرعة وذلك لمساعدة متخذي القرار على فهم كيفية تأثير الازمات في الفئة السكانية الضعيفة وقت حدوثها واشارت الوثيقة البيضاء التي انبثقت عن المبادرة الى ان تلك البيانات ليست حلا سحريا ولكنها فرصة يجب ان تستغل للنهوض بالقدرات العالمية لدعم المجتمعات البشرية وحمايتها بفهم المعلومات التي تنتجها على نحو متزايد في الشكل الرقمي  .

وقد اكدت التقارير الصادرة عن اللجان الخاصة للأمم المتحدة بشأن تعزيز التنمية عام 2015م على اهمية البيانات الضخمة باعتبارها جزءا هاما من ثورة البيانات وهو ما يعزز فرص تحقيق تحسن كبير في بعض جوانب الجودة في الاحصاءات دون المساس بأهمية تلك الاحصاءات وحياديتها وسلامتها من الناحية المنهجية ومن ناحية اخرى اكدت تلك التقارير ان البيانات الضخمة سوف تحقق تعزيزا لقدرة الحكومات على متابعة التقدم والتأكد من سلامة القرارات التي تتخذها وكذا تعزيز الشفافية والمساءلة ....... يتبع