الصين تستثمر ٥٠ مليار دولار لتطوير البنيه التحتيه

  •  

    تدعو التقنيات الحديثة، إضافةً إلى مجموعة متنوعة ومتزايدة من مصادر الطاقة -أبرزها الطاقة المتجددة- المجتمعات والحكومات إلى إعادة التفكير في كيفية إنتاج الكهرباء وإدارة استهلاكها. وتسهم المنازل الآن في إنتاج الطاقة باستخدام الألواح الشمسية، أو طواحين الهواء. ونرى اليوم دولًا مثل الصين تتولى تنفيذ مشاريع ضخمة لإنشاء محطات «عالية الجهد» لربط مناطق الإنتاج بمناطقها الحضرية المتنامية. والتقنية هي أساس هذا التغيير وسببه، وهي في الوقت ذاته الحل الذي يساعدنا في إدارة تعقيداته الجديدة.

    وتشير التقديرات إلى أن الصين استثمرت نحو 50 مليار دولار فعليًا في مشروعات البنى التحتية للطاقة كجزء من «مبادرة الحزام والطريق» الصينية، وهي مبادرة صينية تعمل على إحياء طريق الحرير لربط الصين بالعالم. وتندرج محطات تحويل الجهد العالي في الصين تحت هذا التوسع الهائل، وتتلاقى في محطات التحويل هذه مصادر الطاقة الصينية الناتجة في معظمها من توربينات الرياح، ومزارع الطاقة الشمسية، ومحطات الفحم منخفض الكربون، ثم تنقل الكهرباء إلى المدن الشرقية الأكبر في الصين على بعد أكثر من 2300 كيلومتر، ولم تُنشئ أي دولة أخرى في العالم شيئًا مماثلًا، ولم تبنِ الصين سوى 22 محطة إلى الآن، وأحد أبرز أسباب ذلك هو تركز إنتاج الطاقة النظيفة في شمال وغرب البلاد، مع أن مراكزها السكانية المتنامية تقع في شرق الصين.

    وتتيح مثل تلك المشروعات الضخمة نقل الكهرباء بين البلدان أو القارات، وهو ما تعمل الصين على بنائه داخل أراضيها، والتوسع به إقليميًا عبر آسيا، مع احتمال وصوله إلى أوروبا. ما يمنح الصين قوة تتمثل بتوسيع نفوذها، متخذة النهج التقليدي؛ إنتاج الكهرباء بالمشروعات الضخمة الخاضعة لسيطرة مركزية. في حين تتبع أجزاء أخرى من العالم نهجًا أكثر شعبية ولامركزية لإدارة الطاقة.

     

    تنتج الطاقة في العادة في عددٍ قليلٍ من محطات الطاقة الكبيرة، ثم تنشر لمحتاجيها على امتداد مساحات واسعة، أما اليوم فنجد أن النموذج السابق الذي يتجه من الأعلى إلى الأسفل قد تغير وازداد تطور نظام الشبكة.

    ويمثل إدراكنا المتزايد لتغير المناخ والأثر الضار لحرق الوقود الأحفوري أكبر محرك لهذا التطور المتزايد. ونتيجة لاستمرار انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة، وازدياد قدرتها على المنافسة، أصبحت خياراتنا أكبر لإنتاج الطاقة. وهي لا تأتي اليوم من محطة كهرباء واحدة، بل قد تحصل عليها من الألواح الشمسية في منزلك، أو من عنفة الرياح بجوارك. وتؤدي زيادة الأدوات المساهمة في إنتاج الطاقة إلى ازدياد تعقيد نظامنا التقليدي للشبكات؛ وبشكل خاص عند الأخذ بالاعتبار التناقض بين طاقتي الشمس والرياح.

    وليست الصين الدولة أو الإقليم الوحيد المتطلع إلى تنظيم شبكاته وتحويلها إلى شبكات أكثر ذكاءً إذ يمكن أن يستفيد كثيرون من الأدوات المتاحة. ووفقًا لتوقعات صناعة الطاقة في العالم العربي، يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي توفير نحو 10 مليار دولار من استثمارات البنية التحتية للعام المقبل من خلال استخدام الشبكات الذكية، مع اعتماد دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على استراتيجيات الطاقة للمستقبل التي تمثل في جوهرها الطاقة المتجددة.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن