الاسكندرية ...غنية بآلاف مثل "رافايل" و"بافلى" و"أيهم"

  • بقلم : د. هبه صالح 

    رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات  "iTi " 

     

    اسكندرية فى خواطر الكتير منا لها ذكريات متنوعة مش ذكرى واحدة. فمحبو البحر يرحلون إليها شتاءا قبل

    الصيف» ومن يبحث عن التاريخ يحرص على زيارة قلعة قايتباى فى أقصى غربها أو متحف المجوهرات الملكية

    المعروف بقصر المجوهرات فى زيزينيا الاسكندرية. وعشاق المساحات الخضاء وألقة القصور العلوية

    يقصدون حدائق المنتزه. والأسر التى تبحث عن متنفس هادئ ليوم عائلى يتوجهون الى حديقة أنطونيادس

    والتى تعود الى عهد البطالمة قبل أن يهتم بها الخديوى اسماعيل متأثرا بحدائق قصر فرساى وجالبا لها الأشجار

    النادرة» لتنتقل ملكيتها الى التاجر اليونانى أنطونيادس قبل أن ينقلها ابنه الى بلدية الاسكندرية بقصرها الذى

    سمعت أنه شهد توقيع اتفاقية الجلاء. شلل الشباب ذكرباتهم أكثر مع شواطئها المختلفة. وخصوصا شواطئٌ

    أبو قير فيبداً يومهم مبكرا لشراء طاولات السمك من الصيادين بأسعار مغرية والاستمتاع بتناولها على البحر

    مباشرة وممارسة الصيد بين الصخور والتقاط الصور فى طابية كوسا باشا أو جزيرة نيلسون. ولن أنسى محى

    زيارة الاولياء والصالحين ممن يأتون لمسجد البوصيرى أو مسجد المرسى أبو العباس. ولعاشقى الاثارة نصيب

    حتى لوفى مخيلتهم وهم يتجولون داخل ح اللبان» فهنا كان يوجد بيت ريا وسكينة؛ وهنا قسم الشرطة الشاهد

    على أحداث روعت أهل المنطقة سابقا. وكل دول مع اختلاف مقاصدهم؛ الا أنهم بيتفقوا فى أهمية تتويج

    يومهم بفقرة سياحية غذائية وحيوية فى أحد مطاعم السمك أو المشويات أو الكبدة أو الحلويات والتى تذخر

    بها الاسكندرية ومن كل المستويات.

     

    وليا أنا كمان ذكريات؛ وحاضر موجود تكون من خلال أعمال ‎١11‏ داخل الاسكندرية عبر سنوات. آلاف من

    الشباب المتميز بشخصيته والتى يبدو أن البحر امتد سحره فأصابهم بعضا منه؛ تلمسها فى جرأتهم الذهنية

    وطريقة تعبيرهم عن أفكارهم بدون تكرار واكليشيهات وثقافتهم العامة؛ التى لطالما استعننا بالمئات منهم

    لمقابلة وفود الشركات الأجنبية القى تحرص على دردشات مكثفة مع الشباب قبل اتخاذ القرار لبدء أعمالهم

    بهذه المدينة عن غيرها جزءا من عملية تقييم يدخل بها عوامل عدة؛ فى مقدمتها وفرة الكوادر المؤهلة

    ومعدلات تدفقها والكيف من حيث المهارات اللغوية والتقنية والثقافية ومدى انفتاحهم واستعدادهم لتقبل

    الثقافات المختلفة. الاسكندرية ثرية بشبابها. جامعة الاسكندرية فقط يتخرج منها أكتر من ‎7١‏ ألف سنوياء

    هذا غير الأكاديمية البحرية وغيرها من المؤسسات.

     

    فى لقاء مع معالى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومحافظ الاسكندرية الأسبوع الماضى» تحدث سيادته

    فى لقاء مفتوح مع عدد من خريج المعهد بالاسكندرية واللى اخترنا معظمهم من تخصص الذكاء الصناعى كونه

    أحدث البرامج التى تم اطلاقهاء غير بعض من نماذج خريجى تخصصات أخرى فى تطبيقات البرمجيات

    المفتوحة المصدر وتصميم الواجهات وتوكيد الجودة وغيرها.

     

    "رافايل"» و"بافلى" و"أيهم" و"سندس" و"محمد" و"منة" نماذج من العديد ممن أنهوا تدريبهم واستمروا فى

    العمل فى شركات داخل الاسكندرية بيقدموا حلولهم التقنية لعملاء حول العالم. يصل عدد الشركات التى

    نتواصل معهم كمؤسسة واحدة فقط الى ما يقرب من ‎٠5١‏ شركة تكنولوجيا المعلومات يعملون دون صخب

    أو ضجيج. العديد منهم على تواصل دام أكثر من ‎٠١‏ سنة استمر وزاد فيها حجم أعمالهم واللي بيصدروها

    لعملاء فى الخليج واوروبا وأمريكا. هذا فضلا عن شركات خدمات العملاء والتى تضم آلاف من الكوادر الشابة

    المؤهلة لغويا من أبناء المدينة.

     

    سحر بحر الاسكندرية مستمر ف ابهارنا بأسماء متميزة لشخصيات أخذت نصيبا من أسماءها فى التفرد؛ وساهم

    بسحره فى أن يجذب عدد كبير من هذا الكنز البشرى ليبقى داخل المدينة المزدحمة بتاريخها وحاضرها وسكانها

    على عكس ما أرى فى العديد من المحافظات الأخرى. قاعدة من الكوادر والشركات التى تمثل لبنات حقيقية

    لمنظومة مدينة ليست بمنأى عن منافسة أكبر المدن التى تتنافس عالميا فى بناء نموذج اقتصادى معرى

    جاذب للمواهب ولرواد الأعمال ولرواد العمل الحر والاستثمارات العالمية.

     

    تذكرت قصة تناولتها الأخبار منذ سنوات لعدد من المدن والنى كانت تتنافس فى سباق محموم لاقتناص

    وجذب المقر الرئيسى الجديد لأحد كبرى الشركات التقنية العالمية المقدر حينها بما يوازى © مليار دولار.

    تسابقت المدن لاستعراض مقوماتها التى تضمنت عدد من المعايير والتى على رأسها وجود كبرى الجامعات

    الشهيرة وأعداد وكفاءة خريجييها وبيئة الأعمال الجاذبة والمستقرة؛ والمنطقة الحضرية وبنيتها التحتية

    والخدمات الصحية المتقدمة والعمران الصديق للبيئة.

     

    انضم لهذه العوامل مؤخرا عناصر أخرى تصاعدت فى أوزانها من حيث الأهمية لجذب رواد العمل الحر

    لتتضمن شبكة تنقل وسط المساحات الخضراء محتضنة لممرات التمشية وممرات العجل والسكوترز جزءا

    من خيارات حيوية لتوقعات هذه الفئة والأجيال القادمة!! وطبعا كل مدينة تبنى كل ما سبق وتسوق له ارتكازا

    على ما تمتلكه من عناصر مميزة لها دون غيرها.

     

    نعم ليست الإسكندرية بمنأى عن المنافسة فى أسواق المدن التقنية العالمية ذات الاقتصاد المعرق بل

    ويشاركها فى ذلك عدد آخر من المدن المصرية الأخرى. ولكنها تحتاج تخطيطا دارسا لمقوماتها وتحدياتها

    ومستهدفا مكانة واضحة غير مشتتة المقاصد»؛ أخذا فى الاعتبار النماذج المنافسة ممهدا لخطة واضحة يشارك

    فيها خبراء المجال وأبناء وشباب المدينة مثل الشابة الجميلة "رافايل" أى رأفة اللّه و"بافلى" أى الصغير بالقبطي وغيرهم كتير.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن