«القومي للبحوث» يؤكد أهمية وضع خريطة للأمراض المعدية للتغيرات المناخية

  • أكدت نخبة من العلماء والباحثين أهمية رسم خريطة للأمراض المعدية المرتبطة بالتغيرات المناخية في مصر، لوضع استراتيجيات التكيف معها لتفادي انتشارها.

     

    جاء ذلك خلال فعاليات ورشة عمل عن (التأثيرات البيولوجية للتغيرات المناخية رؤية مستقبلية وحلول مبتكرة: تأثير التغيرات المناخية علي توزيع وانتشار مسببات الأمراض) بالمركز القومي للبحوث، بمشاركة علماء من مختلف الجامعات والهيئات البحثية تحت رعاية رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور محمود صقر، والدكتور حسين درويش رئيس المركز.

     

    وأشار الباحثون المشاركون في ورشة العمل إلى أهمية قضايا التغيرات المناخية، وبحث سبل إدارة الأزمات الناجمة عنها والتعرف على المشكلات البيئية والصحية الناتجة عنها في مصر، لوضع حلول مقترحة للتخفيف من آثارها السلبية.

     

    ومن جانبها، قالت أستاذ الكيمياء الحيوية النباتية بالمركز ورئيسة اللجنة الوطنية للعلوم البيولوجية بالأكاديمية الدكتورة هناء عبدالباقي "إنه يمكن الربط المباشر بين انتشار الفيروسات والتغيرات المناخية الناتجة عن زيادة النشاط الصناعي وزيادة الانبعاث الكربونية، مما يؤدي لارتفاع درجات الحرارة (ظاهرة الاحتباس الحراري) وذوبان الجليد والفياضانات والجفاف أوزيادة الأمطار".

     

    وأضافت أنه من المتوقع أن تتركز الفيروسات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مما يتسبب في سهولة انتقال الفيروسات بسرعة أكبر من المناطق الأخرى، موضحة أن الخفافيش والفئران وبعض الحيوانات والطيور البرية والحشرات تلعب دورا محوريا في انتشار الفيروسات بين الإنسان والحيوان.

     

    وأشارت إلى أن الأمراض الوبائیة المنقولة بواسطة نواقل الأمراض، مثل الحشرات الطبیة شاملة "القراد" بصفة عامة تزید على 25% من الأمراض المعدیة، وتتسبب في حصاد العدید من الأرواح البشریة سنویا، وتابعت: "نجد أن الحشرات تنقل العديد من الأمراض، مثل الملاریا وداء الللیشمانیا، كما تنقل الفئران بكتريا الطاعون".

     

    واستطردت "نلاحظ جمیعا أن الحشرات على اختلاف أنواعھا تكثر في فصل الصیف بصفة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، الحافز لھا على التكاثر السریع والنشاط المستمر، بحثا عن الوجبات الغذائیة، سواء من دم الإنسان أو الحیوانات الحاملة للأمراض، وھكذا تستمر دورة انتشار الأمراض من الحشرات أو الحيوانات إلى الإنسان".

     

    وأكدت أنه نتيجة لذلك فإن تغیر المناخ من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وزيادة الأمطار یؤدي لانتشار الأوبئة على المستوى المحلي والإقلیمي والعالمي.

     

    وبدورها، قالت الدكتورة أمل سعد الدين أستاذ الطب البيئي وصحة البيئة بالمركز القومي للبحوث "إن التغيرات المناخية يصاحبها أيضا ارتفاع معدلات الأمراض، خاصة المنقولة بالحشرات، ومن بينها الملاريا والفلاريا وحمى الوادي المتصدع، بسبب زيادة أماكن تكاثر البعوض الناقل للمرض في المياه الراكدة الناتجة عن هطول الأمطار بكميات كبيرة أو الفيضانات أو خزانات المياه غير المطابقة للمواصفات الصحية في مناطق الجفاف".

     

    وأضافت أن زيادة الأمراض المنقولة بالماء والغذاء الملوث نتيجة لموجات الجفاف ونقص المياه العذبة في بعض الأماكن يعوق نظافة البيئة المحيطة، والتي ينتج عنها زيادة في أمراض الإسهال وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن