كتب : محمد الخولي
أظهر استبيان أجرته شركة «بين أند كومباني»، مؤخراً، أن 75% من أكثر من 750 مديراً تنفيذياً قالوا إن الذكاء الاصطناعي حقق بالفعل توقعاتهم أو تجاوزها. ووفقاً لتقرير التكنولوجيا العالمية السنوي الرابع لشركة «بين»، الذي صدر الثلاثاء، يمكن للجيل الحالي من أدوات ونماذج الذكاء الاصطناعي، أن يساعد الشركات على تسريع مهام الموظفين بنسبة 20%، دون فقدان الجودة.
في حين أن سهولة الوصول إلى واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لنموذج اللغة الكبيرة (LLM)، سهلت نسبياً عرض المنتجات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فقد وجد الاستبيان أن 89% من شركات البرمجيات، تستخدم هذا الذكاء، لتمييز منتجاتها - بمقدار 15 نقطة مئوية أعلى من القطاعات الأخرى. ووجدت «بين» أن أول المستخدمين للذكاء يشهدون بالفعل نتائج ومكاسب في الإنتاجية، حيث تستكشف الشركات طرقاً جديدة لاستخدام الذكاء في أعمالها.
من جهته قال ديفيد كروفورد، الرئيس العالمي لممارسات التكنولوجيا في «بين»: «نحن نشهد تطوراً متسارعاً في الابتكار، وما نزال في المراحل الأولى منه، وتؤكد ثلاث من أصل أربع شركات برمجيات شاركت معنا في الاستبيان أن الشركات التي تتحرك مبكراً، ستتمتع بميزة مستدامة دون تراجع. ويتوقع قادة البرمجيات أن توفر التكنولوجيا فرصاً كبيرة لزيادة النمو الإجمالي والاحتفاظ بالعملاء».
من ناحيته قال أوليفر بيتنر، الشريك ورئيس قسم تكنولوجيا المؤسسات والممارسات الرقمية في «بين» الشرق الأوسط: «مع تحول الذكاء الاصطناعي في كل صناعة تقريباً في جميع أنحاء العالم، فإن منطقة الشرق الأوسط تخصص بدورها استثمارات كبيرة في هذه المجالات، لا سيما في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
إن هذه التقنيات المبتكرة، إذا تم استخدامها بشكل صحيح، لن يقتصر دورها على تغيير الطريقة التي نعمل ونعيش بها فقط، وإنما ستشكل أيضاً تحديات يمكن أن تؤثر على الصناعات في المستقبل. وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى التخطيط الدقيق لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية».
وتحتاج شركات البرمجيات أيضاً إلى معالجة كيفية اعتماد عملائها للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمكن للمنافسين التأثير على أعمالهم، وتظهر الكثير من مخاوف العملاء بشأن حماية البيانات والوصول إليها، ومعلومات التعريف الشخصية، ومسارات التدقيق، والأساس السريع مع بيانات الملكية، والتكامل مع تقنيات التعلم الآلي (ML) وتقنيات الأتمتة الأخرى، في طبقات النظام الأساسي، خارج نماذج اللغات الكبيرة.
ويوضح التقرير أنه هذا هو المجال الذي يمكن لشركات البرمجيات أن تميز نفسها فيه، وأن تستفيد من مكانتها الراسخة في البنية الهيكلية بالنسبة للعملاء.
مع قيام العملاء باعتماد الذكاء الاصطناعي في عملياتهم الخاصة، من المتوقع أن تتغير الأدوار الوظيفية. تعد الهندسة والمبيعات والتسويق من بين الوظائف التي من المرجح أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي، فعلى مدار ال 18 شهراً المقبلة، ستحتاج الشركات إلى المزيد من المواهب الهندسية في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، خاصة مع الخبرة في بناء أو دمج نماذج اللغات الكبيرة.
سيغير الذكاء الاصطناعي التوليدي الطريقة التي تقوم بها الشركات بتسويق منتجاتها وخدماتها وبيعها، لأنها تؤدي إلى أتمتة كبيرة عبر كل خطوة من دورة حياة العميل.
وعلى وجه الخصوص، فإن الطلب وتوليد العملاء المحتملين، ومبيعات الخدمة الذاتية الرقمية، ونجاح العملاء، وأنشطة الدعم الأخرى، لديها جميعاً القدرة على الاستفادة من أنواع الأتمتة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبالنسبة للتوجهات التي يسعى إليها المستثمرون، أظهر تقرير «بين» أن معظم المستثمرين يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي، سيكون له تأثير كبير على قطاع التكنولوجيا.
وفي الواقع، فإن حماس المستثمرين له مرتفع، حيث قادت استثماراته والتعلم الآلي نمو المشاريع في النصف الأول من عام 2023. ومع ذلك، يعتقد معظم المستثمرين أن تطور المشهد التنافسي لا يزال مرتقباً.
لتجنب مخاطر أي تأثير سلبي، يجب على المستثمرين النظر في كل من احتمالات هذه التأثيرات والحواجز الهيكلية في السوق.
يقول كروفورد: «إن أفضل صناديق التمويل لا تنتظر لترى كيف يغير الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا المجال، وإنما هي تنحاز نحو اتخاذ الإجراءات للاستفادة من إمكانات أصولها البرمجية الحالية».
تؤكد ثلاث من أصل أربع شركات برمجيات شاركت في الاستبيان أن الشركات التي تتحرك مبكراً، ستتمتع بميزة مستدامة دون تراجع. ويتوقع قادة البرمجيات أن توفر التكنولوجيا فرصاً كبيرة لزيادة النمو الإجمالي والاحتفاظ بالعملاء.