رحلتى الى دبى (جزء أول)

  •  بقلم ايمن صلاح

     

    عدت لتوى من رحلة عمل من دبى، تلك الامارة التى تكون وست امارات أخرى دولة من أحب الدول الى قلبى وهى دولة الامارات العربية المتحدة ولن أكون مبالغا ان قلت ان الامارات هى الدولة الوحيدة على وجه الأرض التى يدنو حبها فى قلبى حب وطنى الأول مصر العزيزة التى لا يضاهى حبها فى القلب والنفس شىء آخر، أما عن الامارات فان حب شعبها لمصر قد يكون هو السبب الرئيسى والباعث الأساسى لحبى بل لحب شعب مصر بأسره لها ولأهلها الكرام، ذلك الحب الذى غرسه فى وجدان شعب الامارات رجلا من أعظم رجال الأمة العربية فى تاريخها وحكيم العرب على مر العصور الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله وأدخله فسيح جناته.

     

     

     

    زيارتى لدبى لم تكن هى الأولى لى فلقد زرتها فى العديد من المرات من قبل ولكن هذه المرة ربما تكون هى الأكثر تميزا واشراقا، ولعل ما لمسته من حرارة وحفاوة اللقاءات وكرم وحسن خلق أهلها يكون وراء هذا التميز، ولكن بعيدا عن دفء المشاعر وصدق الأحاسيس فان ما وجدته فى دبى وأعتدت أن أجده فيها هو التجديد والبناء المستمر الذى لا يتوقف ولا أقصد هنا بالطبع بناء الأبنية أو الأبراج أو الجسور والتى بالفعل أبهرتنى من حيث الذوق الرفيع والتخطيط العلمى والجمال الرائع ولكن أعنى البناء الحضارى وهى السياسة التى تنتهجها دولة الامارات العربية المتحدة، فهم بالفعل معنيون ببناء حضارة حديثة تتميز بالتنوع الفكرى والتمدد الثقافى المختلف مع الاحتفاظ فى نفس الوقت بالهوية الذاتية التى يتمتع بها شعب الامارات، فعندما تطأ قدماك أرض الامارات لابد وأن تجد مهرجانا من نوع ما أو معرضا عالميا فى تخصص معين أو نشاطا يستهدف فئة ما، ولقد برعوا فى التسويق لمثل تلك الأحداث حتى أصبحت الامارات عامة ودبى خاصة قبلة للسياح فى العالم من كل حدب وصوب، ولقد احتفلت الامارات منذ فترة وجيزة بوصول السائح رقم مليار فى تاريخها الى أراضيها وهو رقم انما يعبر عن مدى نجاح وتطور هذه الدولة التى يزورها على مدار العام الواحد أكثر من ثلاثين مليون سائح طبقا لاحصاءات علمت بها ولم أستطع التحقق من دقتها.

     

     

     

    ما رأيت جعلنى والحق يقال أشعر بالغيرة ..... ودعونى أستبدل كلمة "الغيرة" بكلمة أخرى وهى "الغبطة" حيث أن غيرتى لم ولن تكون حسدا للامارات أو دبى فحبى لهذا البلد العزيز يدفعنى الى تمنى تنامى الخير للامارات وشعبها، ولكن غيرتى نابعة من كون مصر تستحق أكثر وأعظم مما هى فيه، وكم أتمنى أن أرى مصر فى يوم من الأيام كما رأيت دبى اليوم مع اعترافى وقناعتى التامة باختلاف الظروف والامكانيات على مر التاريخ الحديث، فلقد مرت مصر فى تاريخها الحديث ما ان مرت به دول أخرى لكانت اليوم فى غياهب النسيان، فكم من حرب خاضتها مصر دفاعا عن أمة بأسرها وكم من قرارات سياسية خاطئة أودت باقتصاد مصر وكم من أزمات عصرت بمصر وشعبها.

     

     

     

    ويبقى سؤال يطرح نفسه: "كيف نصل بمصر الى ما وصلت له الامارات؟"، سؤال يمكن أن نتناول الاجابة عليه مجتهدين فى مقال قادم ان شاء الله مع بعض المشاهدات والمقارنات.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن