كلمات ومعاني البريد الإلكتروني .. وأبرز التهديدات الأمنية في 2020

  • §       بقلم : فريد شوقي

    لم تعد الجرائم الإلكترونية تتمحور فقط حول إرسال بريد إلكتروني محمل بفيروس يؤدي إلى تدمير بيانات الكمبيوتر أو سرقة بعض البطاقات الائتمانية أو التلاعب في بعض المواقع الخاصة بالمؤسسات والشركات لنشر أخبار غير صحيحة تستهدف التأثير السلبي على الشرفاء ومحاولة التشهير وتلويث السمعة وابتزاز البعض سواء أفراد أو مؤسسات .. ناهيك عن عمليات النصب التي يمكن أن يقوم بها البعض لبيع الأوهام ومنتجات غير موجودة لاسيما أن هذه الجرائم لم تعد تمثل حوادث فردية متناثرة بل تحولت لما يمكن وصفه بالظاهرة العالمية .

    ومؤخرا  كشف التقرير السنوي الرابع بعنوان " حالة أمن البريد الإلكتروني 2020 "، والذي أعدته شركة  " مايم كاست " المتخصصة في مجال أمن البيانات والبريد الإلكتروني، عن أبرز 10  مخاطر باتت تشكل تهديدا كبيرا لمستخدمي البريد الإلكتروني  أولها القادة يدركون أن محيط البريد الإلكتروني معرّض باستمرار للهجمات. ويشكل حجم واتساع إمكانات الهجمات على بوابة البريد الإلكتروني مصدر قلق للغالبية، إذ قال 66% من المشاركين أن الهجمات عبر البريد الإلكتروني حتمية أو مرجّحة خلال العام المقبل.   

    كذلك تزداد هجمات انتحال الشخصية وسرقة الهوية والاستحواذ على البريد الإلكتروني الخاص بالأعمال بمعدل مقلق. حيث قال 70% من المشاركين أنهم لاحظوا المستوى ذاته أو زيادة في هجمات سرقة الهوية التي استهدفت مؤسساتهم، وبسبب الجائحة العالمية، يستخدم المجرمون الإلكترونيون ـ على نطاق واسع ـ هجمات انتحال الشخصية وسرقة المستخدمين الذين لا يشكوّن بأمرهم. ويساند مركز مايم كاست لأبحاث التهديدات هذا التقييم، إذ كشفت الأبحاث عن قفزة بواقع 30% في هجمات انتحال الشخصية حول العالم بين يناير وأبريل 2020.

    وكشف التقرير لا تزال تأثيرات هجمات طلب الفدية واضحة دون تغيير عامًا بعد آخر حيث قال أكثر من ثلثي المشاركين أنهم تعرضوا لهجمة لطلب الفدية هذا العام، وبلغ متوسط انقطاع الأعمال يومين.

    ولعل من أهم ما ركز عليه التقرير أن "التدريب الشهري للتوعية بالأمن"  هو الطريقة المثلى لتدريب الموظفين. ومن المشجّع أن 36% من المشاركين يتلقون التدريب بشكل شهري، ولكن الكثير من المؤسسات لا تقدم لموظفيها التوعية والتدريب وفقًا لأفضل الممارسات. إذ إنه في ظل غياب التدريب المستمر للتوعية الأمنية، تتزايد حالات النقر على الروابط غير الآمنة وتسرب البيانات. وجد مركز مايم كاست لأبحاث التهديدات أن الموظفين من الشركات التي لا تستخدم دورات مايم كاست التدريبية للتوعية كانت أكثر عرضة بواقع 5 أضعاف للنقر على الروابط الخبيثة مقارنة مع الموظفين الذين استفادت شركاتهم من التدريب. أما المخاطر التي تفرضها تلك النقرات فهي كبيرة، حيث قال 74% من المشاركين أن مؤسساتهم تعرضت لانتشار الأنشطة الخبيثة من موظف إلى آخر.

    ونوه التقرير الى أهمية " توفير الحماية " بما يتجاوز محيط البريد الإلكتروني من أجل حماية العلامة التجارية أحد جوانب الأعمال التي لا يمكن تجاهلها بعد الآن. هناك وعي كبير بمدى الحاجة لحماية علامتك التجارية على شبكة الإنترنت والحفاظ على ثقة العملاء، ولكن مجرد عدم قدرتك على رؤية الهجمة لا يعني أنها لا تحدث. يستخدم 98% من المشاركين أو يخططون لاستخدام استراتيجية DMARC ولكنها مجرد جزء من عملية متكاملة لحماية العلامة التجارية.

    كذلك تسلط الميزانية الضوء على مدى اهتمام المؤسسة بحماية العلامة التجارية وسرعة استجابتها للهجمات. لدى معظم المؤسسات – 98% منها – ميزانية مخصصة لحالات انتحال البريد الإلكتروني والاستغلال وانتحال الشخصية، ويتباين المنصب المسئول عن إدارة الميزانية بين المدير المالي أو مدير نظم المعلومات أو مدير الاستثمار أو غيره – ولكن المهم هو العلاقة بين المسئول عن الميزانية وبين الخبير المسئول عن الأمن السيبراني، والذي يقود الاستثمار المناسب في الأدوات والمعرفة اللازمة للكشف عن استغلال العلامة التجارية.

    ومن أهم ما أشار إليه التقرير ان قلقك المتزايد حيال انتحال البريد الإلكتروني وتقليد عناوين الويب في محله. هناك بالمتوسط 6 هجمات لانتحال وتقليد البريد الإلكتروني وعناوين الويب تواجهها كل مؤسسة سنويًا، وهذه فقط الهجمات التي تم الكشف عنها. يتوقع 54% من المشاركين ارتفاع تلك الهجمات في عام 2020، بينما يقول 77% منهم أنهم قلقون حيال الاستغلال المباشر للعلامة التجارية أو هجمات تقليد وانتحال عنوان البريد الإلكتروني.

    ويتفق الجميع على أن استراتيجيات الصمود في وجه الهجمات السيبرانية ضرورية جدًا ولكنها لا تزال غير مكتملة. لدى غالبية المؤسسات (80%) استراتيجية للصمود السيبراني مطبقة أو قيد التطبيق، وقد أخبرنا المشاركون أن استراتيجياتهم تنضم إلى حلول أمن البريد الإلكتروني وأمن الشبكات وأمن الويب والنسخ الاحتياطي للبيانات وحلول التعافي. لكن المشاركين ما زالوا يواجهون مع ذلك مشاكل تتمثل في فقدان البيانات (54%) والأثر السلبي على إنتاجية الموظفين (40%) وانقطاع سير الأعمال (24%) بسبب عدم جاهزيتها للصمود في وجه الهجمات السيبرانية. 

    وختم التقرير بالتأكيد على ان برامج"  Office 365 " تحتاج إلى مزيد من الصمود السيبراني فيما يتعلق بتحقيق مزايا الأمن ذات المستوى العالمي. فيما يستخدم 92% من المشاركين برامج Office 365 للبريد الإلكتروني، فإن تأثر مؤسساتهم بأحداث مثل انقطاع الكهرباء أو الأحداث الأمنية أدى إلى ترك انطباع دائم بأهمية تعزيز القدرة على الصمود من خلال عناصر مثل أمن البريد الإلكتروني. 



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن