"البلوكتشيني " .. وتأمين التصويت الرقمي

  •     بقلم : فريد شوقي

    الكثير من شباب الجامعات، بل والعاملين فى العديد من مؤسسات الأعمال ، الخاصة أو الحكومية ، لا يعلم ماذا يعني مفهوم "سلسلة الكتل"، أو البلوكشين " Blockchain" ؟

    وببسطه عبارة عن تقنية تعمل على ايجاد ملف حسابي إلكتروني  موحد ، يتيح تسجيل كل المعاملات الخاصة بأي صفقة أو تعامل تجاري بين الأفراد أو المؤسسات ، بما يسمح بتتبع الأصول في شبكة غير مركزية، حيث تكون هذه الأصول مواد ملموسة أو غير ملموسة، ويحتفظ كل طرف "فى الصفقة" بنسخة احتياطية مطابقة لجميع النسخ، حتى تتم عملية الإجماع على صحة المعاملة بين المشاركين، وتم ابتكار هذه التقنية لأول مرة لإيجاد بديل للعملة النقدية، وهي العملة الرقمية الأولى "البيتكوين"، والتي ابتكرها باحث يدعى "نكاموتو ساتوشي"، وتعتبر البتكوين واحدة من العديد من التطبيقات التي تعمل على تقنية البلوكتشين. 

    وفى الحقيقة توجد عدة أنواع للبلوكشين الشبكة العامة، والشبكة الخاصة. حيث تكون شبكة البلوكشين العامة متاحة لجميع المشاركين، وتكون صلاحية قراءة وكتابة المعاملة متساوية على الجميع، وتمتاز هذه الشبكة بكونها لا مركزية، حيث يقوم المشاركون جميعا بمحاولة حل اللغز لإثبات صحة المعاملة، وبسبب وجود عدد كبير من المشاركين في عملية إثبات المعاملة، فقد يستغرق وقت الإثبات مدة طويلة تتراوح ما بين 10-60 دقيقة، على خلاف شبكة البلوكتشين الخاصة التي تتيح صلاحية قراءة وكتابة المعاملة لعدد من المشاركين دون البقية، وتدار الشبكة جهة مركزية حيث تعمل تقنية  البلوكشين على مبدأ "الإجماع"، بحيث يجب على جميع المشاركين في الشبكة التوافق بأن هذه المعاملة صالحة وصحيحة. 

    وبمناسبة موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية .. ناهيك عن انتخابات أعضاء مجلسي النواب المصرى فإنه من المهم الإشارة هنا إلى أنه من أهم التطبيقات التي يمكن الاستفادة فيها من تقنية " البلوك تشين " هو ما كشف عنه ، مركز " كاسبرسكي"  للابتكار ، من انتقال منصة التصويت الرقمي " Polys " ، التي تعتمد على تقنية blockchain إلى بُنية " Exonum " في خطوة ستمكّنها من تسريع العمل وتوسيع نطاق معالجة التصويت فضلًا عن إتاحة إمكانيات تعديل الخدمة بما يتناسب مع احتياجات العملاء حيث تسمح البنية الجديدة أيضًا بتنفيذ قدرات تحقّق أكثر تطورًا وشمولًا، علاوة على أقوى خوارزميات التشفير وإخفاء هوية المصوّتين.

    ومن المعروف ان تقنية سلاسل الكتل الموزعة، ذات طبيعة لامركزية غير قابلة للتغيير، مما يجعلها مثالية لتنظيم عملية التصويت وصناعة القرار المشترك عبر الإنترنت اذ تضمن هذه السمات منع أيٍّ من كان من التلاعب سرًا بالأصوات. لكن سرعة إجراء المعاملات في العديد من البُنى القائمة على هذه التقنية تظلّ محدودة. فعلى سبيل المثال، يمكن لإحدى حالات استخدام منصة التصويت Polys، وهي بُنية Ethereum، التعامل مع ما يتراوح بين 100 و200 معاملة في الثانية، في حين يممكن لفيزا معالجة حوالى 45 ألف معاملة في الثانية  مما يجعل الإنتاجية المنخفضة للسجلات الموزعة (كما في حالة البلوك تشين) عائقًا أمام استخدامها في المشاريع واسعة النطاق.

    وللتغلّب على هذا القيد، انتقلت " Polys " من شبكة بلوك تشين خاصة تعتمد على بُنية " Ethereum " إلى بُنية " Exonum " وتستخدم هذه البنية المؤسسية مفتوحة المصدر، التي طورتها Bitfury، خوارزمية إجماع معدّلة تتيح سرعة أعلى في تنفيذ العمليات ويمكن تنفيذ منطق العقود الذكية على Polys من دون جهاز افتراضي، نظرًا لأن Exonum تدعم اللغة البرمجية Rust، الأمر الذي يعزز كذلك إنتاجية المنصة لتصبح قادرة على معالجة ما يصل الى 5 الاف معاملة فى الثانية  بزمن استجابة قدره 0.5 ثانية.

     

    ويسمح الأداء المتزايد لمنصة Polys بتنفيذ تشفير أقوى لاختيارات المصوتين. ويُخزّن مفتاح فك التشفير في الأصل لدى منظم التصويت، لكن Polys تتيح خيار تشارك هذا المفتاح بين العديد من الجهات باستخدام مشاركة سرية يمكن التحقق منها، أو آليات لتوليد المفاتيح الموزعة. وتسمح البنية المحدثة أيضًا بتطوير مخططات التشفير التي يحتاجها العميل وتنفيذها بسرعة، من أجل الامتثال لمتطلبات الجهات التنظيمية، على سبيل المثال.

    كما يمكن أن تتيح Polys إخفاء هوية المصوتين من خلال تنفيذ مخطط "توقيع أعمى"، مما يعني قدرة نظام التصويت على التحقق من إرسال صوت من قبل شخص مخوّل بالمشاركة في التصويت، ولكن النظام، مع ذلك، لا يستطيع ربط ذلك الصوت بناخب محدّد أو الكشف عن اختياره، مما يجعلها طريقة أكثر اعتمادية لإخفاء الهوية، والتي تضمنها خوارزميات رياضية ولا تعتمد على مسئولية أي طرف في عملية التصويت. وتضاف تلقائيًا خدمة التوقيع بجانب خدمات Polys الحالية، ويمكن بحسب الطلب استضافتها في بيئة العمل التابعة للعميل كما يمكن للنظام دعم مخطط "التوقيع المتعدد" الذي يشمل العديد من الجهات.

    كذلك من المهم الاشارة إلى أنه من أهم تطبيقات التقنية ، تطبيقات إدارة الهوية، والتصويت الإلكتروني، والعقود الذكية، وتسجيل الأصول، وبالطبع في عالم الأمن السيبراني، كتطبيق التصديق الالكتروني اللامركزي، وتطبيق التوقيع الرقمي بدون مفتاح والذي يسهل عمل فريق الاستجابة للحوادث السيبرانية، وأخيرا التطبيق اللامركزي لحماية البنى التحتية.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن