" نبض الحياة " ..قلب النجاح " 3 "

  • بقلم : د. ياسر بهاء

    عليك أن تعلم أنه من أجل أن تصبح سعيداً، لكي تذهب للنوم وعلى وجهك ابتسامة رضا، وأن تستيقظ وأنت مفعم بالحيوية من أجل بدء يوم جديد، فعليك أن تعلم أولاً ما الذي تريده ومن ثم تعمل لأجله. فهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكنك عن طريقه أن تعِيش حياتك، من أجل ذاتك، وليس لإرضاء أي شخص أخر.

    حتى الآن، إذا لم تكن منخرطاً بشكل كامل في حياتك، فربما ذلك لأنك تعيش حياة آمنة أكثرمن اللازم. دعني أشرح لك ما أعنيه بذلك حتى لا تسيء فهمي ولكن لنتفق أن المنطق شيء عظيم فالناس بحاجة لأن يستخدموا عقولهم. ومع ذلك فعقلك ليس المكان الوحيد الذي يجب أن تأخذ منه قراراتك.

    اسأل نفسك، من أين تأتي أحلامك؟ إنها تأتي من قلبك. أو أكثر تحديداً أنها تأتي من الإنصات إلى قلبك. إذا كنت فعلاً تريد أن تعيش الحياة التي من المفترض لك أن تعيشها، فعليك أن تقوم بالتفتيش في أعماقك. عليك أن تكون أميناً مع نفسك. وأن تكتشف ما الذي يريده قلبك حقاً.

    إن قلبك هو مرشدك الرائع، وذلك لأنه لا يتأثر بالعوامل الخارجية. فهو لا يأبه ما هو القرار "المنطقي" الذي يجب اتخاذه، ولا لما سيقوله الأشخاص الذين يؤثرون عليك بشأن الحياة التي من "المفترض" لك أن تعيشها.

    إنَّ قلبك متصل بغايتك. فهو متصل بشكل مباشرمع شيء أكثر قوة، وهو يعلم دورك في هذه الحياة حتى وإن كنت لا تعلم حتى الآن. فقلبك يعلم تمام العلم لماذا أنت هنا، وهو يتحطم عندما لا تعِيش وفقاً للحياة المفترض بك أن تعيشها.

    هذا هو السبب وراء حزنك عندما تعلم كيف أن هناك أشخاصا آخرين يعيشون أحلامهم ويعيشون حياتهم كما يريدون. هذا لأن قلبك يعلم ما يجب عليك فعله، ولكنك لا تنصت إليه.

    مرة أخرى لا تفهمني خطأ. أنت تحتاج للعقل والمنطق أيضاً. فهو قادر على مساعدتك في إيجاد الفرص وأن تبني حياة تنسجم مع قلبك ومع ما هو مُقَدَّر لك أن تعيشه. فبالعقل والقلب معاً يمكنك صنع المعجزات.

    ولكي تفهم كيف يمكن لقلبك أن يرشدك، أريد منك أن تفكر في ثلاثة أهداف تود تحقيقها، في ثلاثة جوانب مختلفة من حياتك. اذكر هدفا شخصيا واحدا ترغب في تحقيقه؟ ولماذا يعتبر تحقيق هذا الهدف أمراً مهماً بالنسبة لك؟

    كان من أحد أهدافي هو الحصول على الماجستير والدكتوراة عندما كنت في المدرسة ولكي تعلم عزيزي القارئ مدى تغلغل هذا الهدف في أعماقي فإن أول عنوان بريدي أنشأته كان Dr.Yasser.Bahaa@hotmail.com وذلك كان قبل حصولي على أول ماجستير في حياتي بحوالي 15 عاما!

    هل كان هذا الهدف منطقيًا في ذلك الوقت وفي هذا السن المبكر؟ بالطبع لا! في الحقيقة كان يمثل عبئاً نفسياً أحياناً خاصة بعد مرور السنوات والتقدم في العمر دون تحقيق ذلك. ومع ذلك، كنت منسجماً مع ما كان يريده قلبي. لم أكن في حياتي أكثر إصراراً من تحويل حلم إلى حقيقة أكثر من هذا الحلم. كان من أكثر الأيام سعادة في حياتي اليوم الذي حصلت فيه على الماجستير خاصة أن سنة كاملة في دراسته كانت في وقت حرج جداً في حياتي نفسياً ومادياً ووظيفياً.

    أريدك الأن، أن تفكر في أهدافك المالية، كزيادة حجم أعمالك، تطوير حياتك المهنية، الإرتقاء بمستوى معيشتك وما إلى ذلك. ثم أريدك بعد ذلك أن تفكر في تلك الأهداف التي وضعتها لنفسك. لماذا تريد تحقيق هذه الأشياء؟

    لو كانت أهداف صغيرة جدًا، فلن يكونوا على الأرجح متصلين بقلبك حقاً. لقد قرأت مقولة رائعة تحدث بها Les Brown "لقد اكتشفت أن معظم من يفشلون في حياتهم، لا يفشلون بسبب أنهم وضعوا أهدافا عالية جداً ولم يصلوا لتحقيقها، بل أخفقوا لأنهم فعلوا ما كنت أفعله شخصيا لوقت طويل في حياتي، وهو أن أضع أهدافاً صغيرة جداً وأنجح في تحقيقها" هذا بالإضافة إلى أن هناك الكثير ممن لا يضعون أهدافاً على الإطلاق. فلا تكن منهم!

    فكر الآن في مساهماتك المجتمعية. ما الذي سيتغير في مجتمعك لو لَمِعَ نجمك. قال Horace Mann "علينا أن نخجل من أن نموت قبل أن ننجز إسهامات عظيمة للبشرية".

    إذا كانت أهدافك متوافقة مع قلبك، إذا دعني أؤكد لك: "نعم يمكنك تحقيقها"

    الآن بعدما تيقنت أنه عليك الإنصات إلى قلبك، حان الوقت لمناقشة كيف يمكنك الوصول إلى هناك.

    وهذا ما سنناقشه في المقال القادم بعنوان "حديث إلى القلب!"

    "يتبع"



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن