§ (فَرْق قدرات).. الجزء الذهني من منطقة الراحة " 4 "

  • §       بقلم : د . ياسر بهاء

     

    تحدثنا في المقال السابق عن الجزء البدني من منطقة الراحة، أما في هذا المقال والحديث عن الجزء الذهني سيكون الجزء الأصعب. إذا كنت تريد النجاح، فأولاً أنت بحاجة إلى التحلي برجاحة العقل وثانياً عليك أن تبحث عن الحواجز التي تتغلغل بداخلك وأن تعرف في قرارة نفسك كيف يمكنك تحطيمها والتخلص منها وأيضاً التعامل معها بذكاء في الكثير من الحالات.

      اعلم أن "منطقة الراحة" لديك فقط في مخيلتك وكل ما عليك فعله  هو أن تتوقف عن الاستماع الى الصوت الذي يخبرك  تكراراً  بأن عليك أن تستسلم لأن هذا الصوت في أغلب الاحيان "خاطئ".

     

     الكثير من هذا له علاقة بالمنظور التي ترى من خلاله ما يحدث لك. قد تشعر أنك تمر  بأسوأ أيام حياتك ولكن عليك أن تعلم أننا جميعا لدينا أيام سيئة.

    الشيء المهم هو أنك لست مضطر لأن يكون يومك سيء، فعوضاً عن ذلك يمكن أن تحوله ليكن يوماً لكي تبني  وتتطور به شخصيتك . أنظر على يومك وفكر  واسأل نفسك كيف جعلني هذا اليوم – السيء – أن أصبح قوياً؟ وما الأشياء التي تعلمتها ولم أكن على علم بها من قبل؟ وما هي المعلومات الأساسية التي ظهرت لي جلياً في هذا اليوم وما يحمله من مواقف ودروس؟

     

    بمجرد تغيير نظرتك إلى الأمور، فإنك ستعيد توجيه  جزء من عقلك الذي سيخبرك عن الكيفية التي من المفترض أن تكون عليها الأشياء كي يتحول الموقف لصالحك. فستبدأ في مواجهة وكسر حواجزك المحسوسة وستشعر  بالتقدم والتطور بطرق لم تكن تتوقع أنها ممكنة، فقط حاول وحاول وحاول وقاوم ولا تقلق فالنتيجة مضمونة ولكن تحتاج صبر ووقت.

     إن نجاحك يتوقف على مدى رجاحة العقلية في المواقف الصعبة، ومدى استعدادك لاجتياز شعورك بعدم الارتياح وأن تصل أن ترتاح لعدم ارتياحك.

    سأخبرك بشيء، لا تتوقع أنك ستصل الى قمة الراحة التامة، فإذا شعرت بذلك؟ فاعلم أنك تستريح على ما حققته من نجاحات فقط ولكن ما زال هناك الكثير من العمل ينتظرك.

     

    والآن عليك أن تبدأ بتحدي نفسك في اكتشاف مناطق الراحة لديك (البدنية والذهنية). في حال حددتها، حاول في أسرع وقت أن تنقذ نفسك وتخرجها من هذه المنطقة. ففي البداية لا يجب عليك أن تجتاز خطوة كبيرة، بل يجب أن تأخذ خطوة خارج منطقتك وتتحرك قليلاً، ثم شاهد كيف يبدو الأمر  بالنسبة إليك، فاذا شعرت بالارتياح فانطلق و حطم القيود وتأكد أن هناك حياة أخرى تنتظرك خلف تلك القيود، فابدأ.

    عندما تنشأ منطقة راحة جديدة، فقم بنفس الخطوات ولكن بسرعة وكفاءة أكثر واستفد من خبراتك السابقة ففي نهاية الامر ستصل الى نقطة، تكن فيها قادراً على أن تدرك منطقة الراحة الخاصة بك بسرعة و تستطيع أن تسيطر على طريقك واتجاهك فيما تسعى لتحقيقه في الحياة، فابدأ.

    منطقة الراحة  تتسم بالركود، و ذلك يعني  أن هناك حالة توقف تام ولا يوجد أي تقدم مطلقاً. فامضي قدماً واستمر في العمل نحو أحلامك واعمل على توسيع دائرة راحتك يوم بعد يوم.

    في المقال القادم سنتتاول كيفية بدء يومك بشكل صحيح يضمن زيادة نسبة فعالية وكفاءة أفعالك كل يوم، فاستعد.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن