المتميزون (فَرْق قدرات).. ابدأ يومك بشكل صحيح " 5 "

  • بقلم : د . ياسر بهاء

    كنت في السابق أكره كلمة روتين ولكن مع تقدم السن واكتساب الخبرات اكتشف أن الروتين هو سر أصيل من أسرار النجاح وأصبح حالياً من أشد المعجبين به من أجل النمو والتطور. إنك تحتاج بشدة إلى إجراءات روتينية صحيحة. ومن أهم الأوقات التي تحتاج إلى تبني روتين ثابت هو بداية يومك حيث يكون عقلك في حالة تأهب واستعداد فلا تخسر تلك الفرصة الذهبية.

     

    اكتشفت بعد العديد من جلسات الكوتشينج مع عملائي أن المعظم يبدؤون صباحهم بطريقة إما عادية أو غير مجدية. فعلى سبيل المثال ستجد أنه بمجرد الاستيقاظ ستجد أن أول شيء يقوم به الكثيرون هو فحص التليفون للتأكد ممن اتصل أو من أرسل رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من أعجب بأخر مشاركة على الفيسبوك؟ من أرسل لي إيميل؟

    آخرون يبدؤون يومهم بتشغيل التليفزيون وتتبع آخر الأقاويل والإشاعات أو الأخبار المحزنة في العالم. كل هذه الأفعال في بداية اليوم تعمل على تخدير العقول واستهلاك جزء كبير من الطاقة اليومية فيما هو غير مفيد بالمرة وقد تشعر و كأنك فعلت شيء ما ولكن كل هذا ما هو إلا وهم وفي الواقع انك استهلكت يومك، إما بعائق أو باكتساب طاقة سلبية أو تخدير عقلك والأهم أنك لم تستفد من أهم لحظات يومك وهي البداية.

    بدلاً من ذلك يجب أن تكون أوقاتك مليئة بما هو مفيد لك وما سيعود عليك بالنفع في مجالات حياتك المتنوعة.

    أعلم أن هذا شيء يبدو شيئا صعباً، وأفهم  تماماً أنك قد لا تكون شخص صباحي ولكن مع ذلك  ستساعدك العادات أو الروتين الصباحي على إصلاح وقتك المهدر في بداية اليوم وبالتالي ستستغل هذا الوقت وستنجز  به أعمال مفيدة  قبل خروجك من المنزل وبدء يومك بنشاط وبإنجازات صباحية متعددة.

     أقترح عليك أن تبدأ يومك بمجرد أن تنهض من فراشك عن طريق ترتيبه واشكر الله على نعمة الحياة والأمان وعلى فرصة حياة يوم جديد ثم اطلب منه القوة التي تحتاجها لقضاء يومك  وأيضاً الشجاعة التي ستساعدك في الاستمرار في طريقك نحو  النمو الشخصي لك ولمن حولك.

     بعد ذلك، قم واشحذ همتك بنشاط فمن الممكن أن تسمع موسيقى حماسية أو مدونتك الصوتية الملهمة المفضلة لديك أو فيديو تحفيزي، أياً كان! وعليك أن تتأكد إنه يثير حماسك ويزودك بالطاقة والدافعية لتتمكن من قضاء يوم مثمر.

    إذا كنت ترغب في أن تنتقل إلى مستوى أعلى بتقدم الأيام ورغبتك في الاستزادة،  إذن فليشتمل صباحك  على بعض التمارين الرياضية و لحسن الحظ إن هذه الخطوات تتماشى مع تخطي حدود مناطق الراحة البدنية الخاصة بك كما تحدثنا في المقال الثالث. يمكن أيضاً بناء عادة أن تبدأ يومك بالمشي أو بالهرولة أو بإمكانك أن تقفز بالحبل أو تمارس تمارين الضغط وجلسات القرفصاء، قم بأي شيء تستطيع فعله، لتضخ الدم في عروقك وتتدفق الطاقة بجسدك.

    أخيراً، اجعل رحلتك إلى العمل مثمرة وذلك من خلال الاستماع إلى خطابات تحفيزية وكتب صوتية أو قل بعض التوكيدات الإيجابية عن نفسك وقدراتك وأهدافك بصوت عالي داخل سيارتك و أنت في طريقك الى العمل، استغل كل دقيقة في هذا الصباح الجميل.

    إن هذا سيساعدك على وضع المسار الصحيح لما تبقى من يومك، فتركز على مهامك التي تحتاج الى إكمالها من أجل الحصول على يوم مثمر وبالتالي أسبوع منتج والوصول إلى شهر استثنائي وتحقيق عام مليئ بالإنجازات إن شاء الله. ولأفكار أكثر يمكنك الرجوع إلى كتاب "نادي الخامسة صباحاً" لروبين شارما.

    أخيراً، دوام على النضوج

    كنت مستعداً لأن تستمر في النمو والتطور و تنظر إلي حياتك  على أنها فرصة لن تتكرر، فحاول دائما أن تتجاوز تقوقعك حول ذاتك و انطلق  وواجه صراعات الحياة لتطور من نفسك.

    إنه حقاً أمرُ لا يصدق، فلديك الكثير من القدرات العظيمة بداخلك، ولكن الرائع أنه - مع ذلك - لا تزال بحاجة إلى أن تؤمن بهذه القدرات أولاً لتراها وتستلغها بشكل جديد وفعال.

     أنت بحاجة شديدة إلى أن تؤمن  بفكرة أنك رائع، فهذه حقيقة و واقع ولكنك في غالب الأوقات تبقي نفسك مكبلا بقيود منطقة الراحة الخاصة بك، فاخلع تلك القيود و تخطى حواجز منطقتك وكن كما يجب أن تكون وإلى اللقاء في سلسلة مقالات قادمة نسعى من خلالها لنكون الأفضل كل يوم. تحياتي



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن