وفقا ل"جارتنر" : 6 عوامل ترسم مستقبل مزودي الخدمات والتقنيات حتى العام 2025 - شركات تزويد الخدمات والتقنيات بحاجة للتركيز على هذه العوامل للحفاظ على تنافسيتها واستمرارية أعمالها

  •  

    كتب : باسل خالد 

     

     

     سلّط عام 2020 الضوء بقوة على حقيقة وجودية أمام شركات تزويد الخدمات والتقنيات ألا وهي ضرورة الاستمرار في تقييم وتكييف نماذج أعمالها ومنتجاتها وخططها التسويقية لأجل تحقيق النجاح في بيئة العمل الراهنة. ففي ظل جائحة كورونا والاضطرابات المرافقة لها، أصبح التخطيط لمجرد أسابيع قادمة تحديا بحد ذاته، ناهيك عن التخطيط لفترة طويلة مقبلة

     

    لكن فكرة الحاجة إلى التكيف الدائم مع المتغيرات لا ترتبط بجائحة كوفيد-19 وحسب، إذ تحتاج المؤسسات إلى البقاء متيقظة على الدوام حيال أي تغيرات أو تهديدات تطال أعمالها وتؤدي إلى تغييرها أو تعطيلها بشكل كامل

     

    وعن ذلك، يقول راجيش كانداسوامي، رئيس الأبحاث لدى شركة جارتنر: "الأيام العادية تجلب لمدراء التقنية جميع التحديات المألوفة من عملاء متطلبين ومنافسين أقوياء ومشهد تكنولوجي سريع التغير، لكن هنالك بعض القوى المؤثرة على شركات تزويد الخدمات التي تشكل تهديدا جوهريا لها، ولذلك يجب استشراف تلك القوى والاستجابة لها بالتطور وإلا سيكون الاضطراب هو مصير الأعمال".

     

    6 عوامل رئيسة

    قامت شركة جارتنر بتحديد 6 عوامل رئيسة سيكون لها الأثر الأكبر على مستقبل شركات تزويد الخدمات والتقنيات حتى عام 2025. ورغم أن مصادر تلك العوامل أو القوى قد تكون خارجة عن سيطرة تلك الشركات، إلا أن أثرها سيكون كبيرا جدا خلال السنوات القليلة القادمة وينبغي الانتباه لها باستمرار

     

    الاضطرابات الجيوسياسية والأحداث العالمية

    أسفرت جائحة كوفيد-19 عن إغلاق دول بأكملها وشركات وسلاسل إمداد وأدت إلى تغيرات على الأساليب التي تتبعها الشركات في الشراء والبيع والعمل. لكن هنالك أحداث أخرى مثل الحروب التجارية والتشريعات والسياسات التنظيمية التي لها بالغ الأثر على عمل الشركات المزودة للتقنيات. فالأمر لا يقتصر على استشراف وقوع الأحداث العالمية بل تحديد التوجهات الحالية التي ستكتسب المزيد من الزخم حال وقوع تلك الأحداث (مثل توجهات العمل من المنزل والتجارة الإلكترونية).

     

    التغيرات على متطلبات العملاء وتطلعاتهم

    يتطلب العملاء منتجات وخدمات تلبي احتياجات محددة في الأعمال أو تقنية المعلومات. وبمعنى أوسع، تتأثر طلبات وتطلعات العملاء بالأحداث العالمية والتغيرات الثقافية الحاصلة (مثال زيادة الطلب على أدوات العمل عن بُعد إثر توجيهات البقاء في المنازل). وقد أدت تجارب العملاء وتوجهات مثل التقنيات الجوالة أو التسعير القائم على الاشتراكات أو المحتوى المجاني، والتي حظيت بجماهيرية واسعة في أسواق المستهلكين، إلى رغبة عملاء التكنولوجيا في الحصول على تلك المزايا ذاتها من الشركات المزودة للتقنيات

     

    الاضطرابات الناجمة عن التوجهات والتقنيات الناشئة

    قد تبدو التقنيات الناشئة كأنها بدعة عند ظهورها للوهلة الأولى، لكنها عندما تتحول إلى توجهات فإنها تعمل على صياغة سلوكيات الشراء والبيع وتفرض اعتماد نماذج جديدة في الأعمال. فعلى مدى السنوات العديدة المقبلة، يحتمل أن تؤدي التقنيات غير الناضجة في يومنا هذا إلى تعطيل منتجات بعينها وأساليب توصيلها والشريحة التي تستهلكها في المستقبل. لذلك ينبغي على مدراء المنتج رصد التقنيات الناشئة وفهمها والاستفادة منها ومن تأثيراتها المحتملة على كافة جوانب أعمال شركات تزويد الخدمات والتقنيات

     

    القوى المحركة للصناعة

    تؤثر الديناميكيات التي تحرك الصناعة على أساليب المنافسة أو الدخول في شراكات مع اللاعبين الآخرين. ويلزم مدراء المنتجات اختيار منظومة العمل البيئية التي يمكن لشركاتهم الانخراط فيها، ودراسة العوامل مثل حجم المشاركين في المنظومة البيئية والفجوات القائمة في احتياجات العملاء وحجم المنافسة المتوقعة، إضافة إلى دعم التسويق والمبيعات المقدم من مزودي التقنيات العاملين في المنظومة ذاتها

     

    اللاعبين الجدد (والقدامى)

    التحولات في ديناميكيات الصناعة ودورة تطوير المنتجات بسرعة فائقة باتت تفرض على مزودي التقنيات السعي الحثيث للحصول على معلومات تنافسية. ورغم ذلك، لم يعد يكفي تتبع القائمة المعهودة من المنافسين. ففي الوقت الراهن الذي أصبحت فيه "كل شركة هي شركة تكنولوجيا"، سيتعين على مدراء المنتجات المنافسة على اقتناص حصة سوقية من مجموعة من اللاعبين الجدد، بما في ذلك مزودي الخدمات غير التقنية والمستخدمين النهائيين وكبريات شركات التوريد

     

    نماذج غير مسبوقة في الأعمال

    في بعض الأحيان لا يكمن مفتاح نجاح مزودي التقنيات في المنتجات التي يبيعونها، لكن في الأسلوب المتبع في بيعها. فبحلول عام 2025، ستتيح النماذج التي تحدث تحولات غير مسبوقة في أسلوب أداء الأعمال فرصا وتهديدات طويلة الأمد لمزودي الخدمات والتقنيات. ويستدعي تقديم المنتجات لعملاء راضين الاستثمار في التقنيات الملائمة وتنفيذ إستراتيجية النفاذ إلى السوق بشكل لا تشوبه شائبة وتوظيف أصحاب المواهب وأكثر من ذلك. ولذلك فإن إيجاد القيمة لأجل تحقيق نمو هائل في الإيرادات يتطلب من مدراء المنتج انتقاء نموذج الأعمال الأمثل لشركاتهم ومنتجاتهم

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن