باعتبارها " منجم دهب" لتوليد 4 تيرابايت من البيانات يوميًا: ضخ استثمارات عالمية جديدة لتطوير تقنيات السيارات ذاتية القيادة بين" الفقاعة " و"الحقيقة"

  • 11 مليار دولار من "جنرال موتورز" استثمارات فى القيادة الذاتية ..وتوقع قفزة قيمة "وايمو" إلى 175 مليار دولار

    المركبات ذاتية القيادة " حلم "سيغير أسلوب التنقل وحياة البشر وهيكل وظائف العمل

    منظومة "النقل الذكي" إحدى آليات تنمية الاقتصاد الرقمي ومساعدة ملايين الأشخاص

     

    كتب : عادل فريج : نيللي علي

    ستحدث السيارات ذاتية القيادة ثورة في مجال النقل، ولكن تعرض أصحاب الهمم للتجاهل على الرغم من هذه السيارات يمكن أن تفيدهم بصورة كبيرة. ويشير تقرير، أصدرته مؤسسة رودرمان، إلى أن «السيارات ذاتية القيادة ستقلل صعوبات التنقل التي يواجهها المواطنون الأمريكيون أصحاب الهمم.».

    وينقسم التقرير إلى أقسامً فرعية تقدم حلولًا لبعض الإعاقات. فبالنسبة للصم، تمثل الإشارات والتعليمات البصرية حلًا. ويمكن مساعدة ذوي الإعاقات العقلية من خلال تطوير نظم أقل تعقيدًا لتشغيل السيارات ويمكن أيضًا طمأنة القائمين على رعاية هؤلاء الأشخاص على سلامتهم من خلال تزويد السيارات بميزة التتبع باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي والكاميرات التي يُتَحَكَم بها عن بعد.

    أما في حالة الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، فإن الأولوية هي تسهيل الولوج إلى السيارات من خلال تزويدها بسلم آلي. ويمكنهم تشغيل السيارة بواسطة نظام اتصال صوتي بينهم وبين السيارة بمجرد الولوج إليها.

    حلول فعالة

    ويقول التقرير إنه يجب تصميم هذه الحلول ودمجها «في أسرع وقت ممكن في عملية التصميم والتصنيع» لتوفير أقصى إفادة للأشخاص أصحاب الهمم. وإذا لم يحدث ذلك، فسيواجه هؤلاء الأشخاص حلولًا غير فعالة ومكلفة إذا حاولوا استخدام تلك السيارات.

    تسهيل التنقل

    أظهرت إحصاءات مركز مكافحة الأمراض الأمريكي «سي دي سي» في عام 2015 أن واحدًا من كل خمسة أمريكيين يعاني من إعاقة، وقال المركز إن هذه النسبة يمكن أن تكون أقل من النسبة الحقيقية. وبالتالي فإن تصميم سيارات ذاتية القيادة لتناسب أصحاب الهمم يعني أنها ستخدم نسبة 22% من المجتمع الأمريكي. ويمثل الانتقال من مكانٍ لآخر دون مساعدة مشكلةً كبيرة لهم، ولذلك فإن أخذ هؤلاء الأشخاص في الاعتبار عند تصميم السيارات ذاتية القيادة سيسهل تنقلهم ويحسن مستوى حياتهم بصفة عامة.

    واذا كانت وسائل النقل العامة تمثل حلًا جزئيًا للأشخاص أصحاب الهمم إلا أن السيارات ذاتية القيادة ستمثل لهم خطوة كبيرة نحو الاستقلال والاعتماد على أنفسهم وتصحيح الخلل الذي يواجهونه في الفرص والأجور والتعليم. ولن تقتصر هذه الاستفادة على هؤلاء الأشخاص فحسب، بل ستمتد أيضًا للاقتصاد الأمريكي بصفة عامة لأنها ستقلل البطالة وتراجع السوق الناجمة عن جمود العمل.

    وعلى الرغم من أن مستقبل السيارات ذاتية القيادة يبدو مشرقًا، إذ تصنع شركات شهيرة مثل مرسيدس إصدارات رياضية من هذه السيارات، بالإضافة إلى أنها تبشر بتخفيف الاختناقات المرورية، إلا أن على مصنعي السيارات التركيز على إمكانية تحسين مستوى الحياة لحوالي خمس الأمريكيين. فإذا كانت السيارات ذاتية القيادة تمثل قفزة، يجب أن يستفيد منها الجميع.

    آمال كبيرة

    ومن ناحية اخرى انفجرت فقاعة السيارات ذاتية القيادة بعد أن فشلت التقنيات في الواقع في تحقيق الآمال الكبيرة التي علقتها عليها شركات سيارات القيادة الذاتية لكن وفقًا للموقع الإخباري أكسيوس، ما زال المستثمرون مهتمين بالاستثمار في شركات تقنيات القيادة الذاتية التي تتمتع بالطابع التحليلي، وتشير هذه النزعة الاستثمارية إلى أن القيمة الحقيقية لهذه الشركات قد تكمن في البيانات التي تجمعها عن تصرفات السائقين والركاب، وليس التقنيات التي تعمل بها سياراتها.

    ذكر موقع أكسيوس الإخباري أن محللين بمؤسسة "مورجان ستانلي "حددوا قيمًا متبانية لشركات رائدة في القيادة الذاتية تبعًا لاختصاص كل منها، ونظرًا للتأجيلات التي أعلنت عنها شركة السيارات الشهيرة جنرال موتورز، صرح آدم جوناس ـ أحد محللي مورجان ستانلي أن تقييم قسم القيادة الذاتية في "جنرال موتورز" ينبغي أن ينخفض من 11.5 إلى 9 مليارات دولار.

    وإن نظرنا إلى شركات القيادة الذاتية الأخرى، فلا بد أن ننظر إلى شركة وايمو التابعة للشركة الأم لجوجل ألفابت، إذ تنفرد بخبرتها الكبيرة في تحليل بيانات القيادة، ووفقًا لتقارير أكسيوس، قدر برايان نواك زميل آدم جوناس أن قيمة "وايمو" تعادل 37 مليار دولار، لكنها ربما تقفز سريعًا إلى 175 مليار دولار بدافع من ازدياد شعبية السيارات ذاتية القيادة.

    وقال آدم في مقال أكسيوس «تكمن القيمة في البيانات وما يمكن إنجازه بها.»وتحمل البيانات الشخصية أهمية كبيرة وقيمة عظيمة، وينبغي أن تؤمنها شركات التقنية كي ترفع من قيمتها وتجمع بها التمويلات اللازمة.

    وفي العام 2016، توقعت شركة" إنتل" أن تولد السيارات ذاتية القيادة 4 تيرابايت من البيانات يوميًا؛ أي ما يعادل 8 ملايين صورة رقمية، واليوم يثمّن المستثمرون قيمة بيانات شركات القيادة الذاتية حتى بات جليًا أن قيمة تلك الشركات تتوقف على ما تمتلكه من بيانات.

    12 مبدأً تحدد مستقبل السيارات ذاتية القيادة

    جميل أن يكون لديك خيار مطالعة كتاب أو أخذ قسط من النوم بينما تقودك مركبة ذاتية القيادة إلى العمل، إذ انبثقت فكرة السيارات ذاتية القيادة أساسًا من الرغبة في تأمين سائق أكثر أمانًا من سائقي السيارات المتهورين، فإن كانت النسبة العظمى من حوادث المرور ناتجة عن أخطاء بشرية، فلا ريب أن إخراج البشر من المعادلة يفترض أن ينقذ الأرواح، أليس كذلك؟

    من الناحية النظرية، نعم، لكن من الناحية العملية سيتحقق هذا إن استطعنا صناعة سيارات ذاتية القيادة أكثر أمانًا من السائق البشري. وتضع صناعة السيارات في الوقت الراهن هذا الهدف كي تعمل على تحقيقه من اتجاهات لا تعد ولا تحصى، دون أن تحدد أي أسس واضحة لمقاييس النجاح.

    لذا تعاونت مجموعة من 11 شركة من بينها؛ إنتل وأودي وفولكسفاجن وأودي، على نشر ورقة بيضاء بعنوان «السلامة أولاً للقيادة الآلية.» وهو بمثابة دليل شامل لتطوير المركبات ذاتية القيادة الآمنة.

    تتمحور الوثيقة التي يبلغ طولها 146 صفحة، حول اثني عشر مبدأً توجيهيًا يشرح بالتفصيل القدرات المختلفة التي يجب أن تمتلكها السيارة ذاتية القيادة قبل إمكانية اعتبارها آمنة وتمثل أولها "التشغيل الآمن" يجب أن تكون المركبة ذاتية القيادة قادرة على التعامل مع أي خلل قد يصيب أي من مكوناتها الحرجة ثانيا "حدود الأمان" يجب أن تعرف السيارة ذاتية القيادة حدودها، وتعيد التحكم إلى السائق البشري عندما يتطلب الموقف ذلك.

    اما المبدا الثالث يتمثل مجال "التصميم التشغيلي " اذ يجب أن تكون السيارة ذاتية القيادة مستعدة لتقييم مخاطر القيادة في الحالات المعتادة وأيضا " السلوك في حركة المرور " حيث يجب أن يكون سلوك السيارة متوقعًا للسائقين الآخرين على الطريق، دون مخالفة قواعد المرور والمبدأ الخامس " مسئولية المستخدم" يجب أن تكون المركبة قادرة على تمييز حالة التأهب عند السائق وقادرة على التفاعل معه لمعرفة أي المهام التي سيكون مسئولًا عنها أما المبدأ السادس  " تسليم القيادة من المركبة إلى السائق" يجب أن تكون المركبات ذاتية الحكم قادرة على تنبيه السائقين عند الحاجة إلى تسليمهم زمام القيادة وتسهيل تلك المهمة عليهم، والقدرة على التعامل مع الموقف في حال تجاهل طلب الاستحواذ مع تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.

    والمبدا السابع يتمثل فى "تسليم القيادة من السائق إلى المركبة" يحتاج السائق إلى وسيلة واضحة لطلب تولي السيارة ذاتية القيادة قيادة المركبة اما المبدأ الثامن فهو " تأثيرات الميكنة" يجب أن تتمكن السيارة ذاتية القيادة من التعامل مع تأثير الأتمتة على السائق حتى بعد انتهاء فترة القيادة الآلية اما المبدأ التاسع "تقييم السلامة" يجب أن تتاح طريقة مؤكدة وثابتة للتحقق من قدرة السيارة ذاتية القيادة على تحقيق أهداف السلامة وإمكانية التحقق منها والمبدأ العاشر " تسجيل البيانات" يجب أن تكون السيارة ذاتية القيادة قادرة على تسجيل البيانات بطريقة لا تنتهك قوانين خصوصية البيانات المعمول بها، عند تعرضها لحادث سير أو موقف معين.

    والمبدأ الحادى عشر "الأمان" يجب أن توفر المركبات ذاتية القيادة الآمنة الحماية من التهديدات الأمنية وأخيرا " السلامة السلبية" يجب أن تكون السيارة ذاتية القيادة مستعدة لأي حالات تصادم قد تكون فريدة من نوعها بالنسبة لهذا النوع من المركبات.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن