وقال البراندينج: الجوازة دى مش لازم تتم " 1- 7 "

  •      بقلم : محمد حنفى

    كنت قلقًا جدًا من اجتماع اليوم الذى سنعرض فيه نتائج حملة التسويق لـ "بيوريجي" Purigy، وهو براند لكل ما يخص الجمال والصحة من خلال الرجوع للطبيعة، جزء كبير منه مخصص للجنس الناعم، وشركتنا هي المسئولة عن تطوير علامته التجارية وإدارتها، وكانت تلك هي المرة الأولى في الشركة التي نقسم فيها العملاء المحتملين للبراند شرائح على حسب السمات النفسية لهم، واجتماع اليوم هو أول اجتماع يحضره أصحاب القرار في شركة "بيوريجي" بعد إطلاق حملته التسويقية. خرجت من مكتبي وفي أثناء إعداد كوب من الشاى الأخضر، دخلت فريدة مديرة المشروع، وفريدة تجاوزت الأربعين ببضع سنين، وهي من الشخصيات المخلصة الملتزمة التي يُعتَمد عليها، تتمتع بالذكاء والمنطق وتعشق الأرقام، وهي من الفئة النادرة في مجال التسويق التي جمعت بين العمل الأكاديمى والممارسة العملية في مجال البراندينج.

    -صباح الخير يا فريدة.

    - صباح النور يا أستاذ أحمد.

    - ايه أخبار الولاد؟

    - قالت مبتسمة: اللى هنا ولا اللى في البيت؟

    ففريدة بمثابة أم لجميع العاملين في الشركة، يثق بها ويلجأ إليها الجميع في الأمور والمشاكل الشخصية.

    اللى في البيت أخبارهم ايه؟

    كله تمام الحمد لله.

    والولاد هنا أخبارهم ايه؟ و ايه أخبار التجهيز للاجتماع؟ طمنينى.

    لا تمام، كله تمام الحمد لله.

    أزعجني جدًا رد فريدة، فبرغم الكلمات التي نطقت بها فإن كلمات عينيها وجسدها يشيران إلى أن هناك أمرًا مهمًا.

    وفي أثناء الحوار دخلت مي، ومي هي المسؤولة عن المحتوى الخاص بالبراند على شبكات التواصل الاجتماعي، وهبها الله موهبة الذكاء الاجتماعي، وعندها قدرة عالية لتتقمص شخصية أي براند؛ فتخلق تواصلاً ممتعًا مع شريحة العملاء المحتملة من خلال منشورات كلها إبداع على شبكات التواصل الاجتماعي، وبرغم هذا الذكاء الاجتماعي الواضح في عملها فإنها لا تستعمله مع زملائها، ناقمة على المجتمع، متمردة على اللوائح والقوانين، تحاول أن تظهر دائمًا أنها غير مهتمة، لم تأت في موعدها قط منذ بدأت العمل في الشركة، فهي تأتى وقت ما تريد وتذهب متى تشاء، ولكننا نتفهم ذلك، ويشفع لها إبداعها وأفكارها الثورية الجديدة.

    منذ ثلاثة أشهر تمت خطوبة مي على زميلنا خالد، فخالد شخصية مرحة، رياضي، باش دائمًا مبتسم، صادق، يعشق الحرية، حديثه حلو ذو أسلوب مميز.

    أصبح خالد ومي ثنائيًا رائعًا، لا يتوقفان عن الضحك وإطلاق النكات، والسخرية من الجميع حتى من أنفسهم، لم تكن مي بتلك السعادة والانطلاق قبل ارتباطها بخالد.

    مرت مي وكأنها لا ترانا متجهة لعمل مشروب لها.

    - مي: مش عارفة من غير نسكافيه ازاى ممكن نعيش.

    - فريدة: ازيك يا حبيبتي.

    - مي: جود مورننج مسز فريدة ... جود مورننج مستر أحمد.

    -أنا: صباح الخير يا مي، ايه أخبارك؟

    -مي: تمام... تمام...

    وهنا دخل خالد ليتحول له نظر الجميع، وكانت أول شخصية أمامه فريدة؛ فوجه لها كلامه:

    للحديث بقية ...



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن