المتميزون اختبار المارشميلو " 2 "

    • بقلم : د . ياسر بهاء الدين

    تحدثنا في المقال السابق عن أهمية قوة الإرادة في تحقيق الأهداف وأنهينا المقال بأنه هناك بعض النصائح التي تساعد على زيادة قوة الإرادة والحفاظ عليها من النقصان إن أمكن ومن هذه النصائح:

    الاهتمام بالنوم والأكل

    من المهم أن يحصل الإنسان على قسط كافي من النوم لا يقل عن 7 أو 8 ساعات يومياً حتى تكون لديه المقدرة على مواجهة المواقف المختلفة خلال اليوم ولا يكون الإرهاق وعدم التركيز هو السبب الرئيسي في ضعف الإرادة وبالتالي عدم الالتزام بما تم التخطيط له خلال اليوم. ومن ناحية أخرى فإن طبيعة الطعام وتوقيته وجودته لها أهمية كبرى في الحفاظ على صحة جيدة تساهم في زيادة مخزون الإرادة اليومي فمثلاً الإفطار الجيد ووجبة الغذاء المتكاملة ووجبة العشاء الخفيفة وغير المتأخرة ليلاً وتجنب الوجبات السريعة وغير الصحية وشرب الكثير من المياه هي ممارسات بسيطة وبديهية ولكنها ذات تأثير كبير على زيادة قوة الإرادة الشخصية خلال اليوم.

    الأهم أولاً

    تحدث ستيفن كوفي في كتابه “Eat That Frog” عن أهمية أن نبدأ بالأشياء المهمة أولاً حيث أن الإرادة غالباً ما تكون في أعلى مستوياتها في بداية اليوم وبالتالي يجب استغلال تلك الفترة بالبدء بالأشياء الأكثر أهمية حتى لا نتعرض لها في نهاية اليوم عندما تكون قوة الإرادة في أدنى مستوياتها ومن هنا تجد أن معظم العادات الجديدة التي يحاول المرء اكتسابها كثيراً ما يتم كسرها في نهاية اليوم كالتوقف عن ممارسة الرياضة إن تم تأجيلها من الصباح إلى المساء أو الضعف أمام أكلة دسمة في نهاية اليوم حيث تكون المقاومة لتلك المغريات في أقل مستوياتها.

    بناء العادات

    تساعد بناء العادات الجديدة في زيادة قوة الإرادة حيث أن العقل يستخدم مجهود وطاقة كبيرة واستنفاذ لقوة الإرادة في أفعال كثيرة يومياً ولكن إذا تم تحويل تلك الأفعال – بعد فترة – إلى عادات فإنه سيتم توفير تلك الطاقة المطلوبة سابقاً وتوجيهها إلى أمور أخرى فعلى سبيل المثال عندما يقرر أحدنا أن يمارس رياضة المشي 30 دقيقة يومياً في الصباح ستكون الإرادة المطلوبة لهذا النشاط في البداية كبيرة ولكن بعد تحول ذلك النشاط إلى عادة فإنه لن يتطلب ذلك المستوى العالي من الطاقة وبالتالي نستطيع العمل بطاقة أكبر خلال اليوم.

    تبسيط الحياة: 

    هل تساءلت يوماً لماذا يرتدي بعض الأثرياء مثل ستيف جوبز (مؤسس أبل) و مارك زوكربرج (مؤسس الفيسبوك) نفس الملابس؟ السبب الرئيسي هو توفير المجهود المطلوب لاختيار الملابس وعدم التفكير في مثل هذه الأشياء البسيطة وتحويلها إلى أمور روتينية كأن يقوم الشخص بتحديد وجبات الأسبوع مرة واحدة بدلاً من سؤال "ماذا نأكل اليوم" وبالتالي إن أمكن اتخاذ بعض الإجراءات بشكل مجمع أو موحد بحيث لا يتكرر نفس المجهود والتفكير في كل مرة فإنه يؤثر بشكل إيجابي وكبير على الاحتفاظ بمخزون الإرادة أيضاً.

    تجنب الفوضى والمشتتات:

    تبسيط غرفة المكتب والتخلص من المشتتات في المنزل ومكان العمل وغيرها مما يتواجد في البيئة المحيطة بنا يساعد بشكل كبير على تقليل القرارات حيث أن المشتتات والفوضى بشكل مباشر تتسبب الضغط العصبي والتشتت ومن هنا فإن الترتيب والتخلص من الفوضى والمشتتات تؤثر بالتبعية على استهلاك مخزون الإرادة لدينا كل يوم.

    تجنب جلد الذات

    الكثير من الأعمال لا تحظى بالنجاح من المرة الأولى وبالتالي من لديهم الصبر والتحمل والثقة بأن النجاح يأتي بالاستمرارية والتحفيز الذاتي هم من يحافظون على قوة إرادتهم ولكن من لا يتحملون الإخفاق ويعتبرون أن الفشل هو نهاية الرحلة والاعتقاد بأنهم فاشلين وغير قادرين على فعل أي شيء يهبط لديهم مستوى قوة الإرادة إلى أدنى مستوياته وبالتالي يكونون عرضة لإخفاقات أكثر في مجالات مختلفة حيث أن النجاح يؤتي بالنجاح والفشل – مع جلد الذات – لا يأتي إلا بفشل آخر.

    التنفس بعمق

    تشير العديد من الأبحاث إلى مزايا التنفس بعمق على مختلف المستويات الصحية والنفسية والذهنية ومنها أيضاً استعادة قوة الإرادة خلال اليوم وحيث أن هناك العديد من أساليب التنفس بعمق لكن أشهرها هو أولاً أخذ شهيق بعمق لمدة 5 أو 6 ثواني ثم نحبس النفس لمدة ثانيتين وأخيراً نطلق الزفير ببطء لمدة 6 أو 7 ثواني ويتم تكرار نفس الخطوات 4 مرات في دقيقة واحدة ويفضل القيام بهذا التمرين عند الاستيقاظ أو قبل عمل صعب أو غير مُحبب للنفس أو قبل النوم ولكن المهم هو الاستمرارية وقد تجد صعوبة في بداية الأمر ولكن بعد عدة مرات سيكون الأمر سهلاً وله تأثير إيجابي ملحوظ على قوة التركيز والإرادة وصفاء الذهن وتحسن المزاج.

     

    ونختم المقال بالتأكيد على أن قوة الإرادة هي الوقود الرئيسي الذي يُحدث الفارق لتحقيق إنجازات وأهداف يسعد بها الفرد ويسعد بها من حوله فلا تبخل على نفسك بأن تكون من الذين يمتلكون التحكم الكامل في إرادتهم وسلوكهم وبالتالي أهدافهم وأحلامهم، فأنت تستحق أن تكون من الصفوة.



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن