آثــــــار البطالة .. البطالة وريادة الأعمال (3 – 4 )

  • أفكار

     

    بقلم : اسلام محفوظ

    بعدما تناولنا فى المقالين السابقين التعرض لمشكلة البطالة من حيث المفهوم والأسباب وأنواع البطالة المختلفة وأي منها يوجد فى الدول النامية وأيها فى الدول المتقدمة وعرفنا أن كل أنواع البطالة توجد فى الدول النامية وان الدول العربية تحظى بنصيب الأسد فى أنواع البطالة والتى يرجع بعضها إلى أسباب إجتماعية وإقتصادية بل بعضها أسباب نفسية أحيانا تناول فى هذا المقال الآثار المختلفة للبطالة سواء على مستوى الاقتصاد أو على مستوى المجتمع وحتى على مستوى الفرد ، حيث تمتد آثار البطالة إلى كل القطاعات الاقتصادية، فهي تؤثر على المستوى المعيشي للعاطلين عن العمل وعلى أسرهم، وتؤثر البطالة كذلك على القطاع الحكومي وقطاع التجارة الخارجية ولا تقتصر آثار البطالة على الجانب الإقتصادي، وإنما لها آثار سياسية وإجتماعية.ونستعرض فيما يلى أهم آثار البطالة الاقتصادية والإجتماعية والسياسية

     أولا: الآثار الإقتصادية للبطالة فتشمل الآتى :

     1. تؤدي البطالة إلى هدر الموارد الإنتاجية والبشرية وإنخفاض الإنتاج القومي والدخل القومي ويعود سبب ذلك إلى تكلفة الفرصة البديلة الناجمة عن تعطل نسبة كبيرة من الأيدي العاملة عن العمل.

     2. يرافق إرتفاع معدل البطالة إنخفاض في المستوى المعيشي للعاطلين عن العمل وأسرهم وإرتفاع نسبة الفقر.

     3. تؤدي البطالة إلى مزيد من الأعباء المالية على الحكومة، حيث تسعى لمواجهة هذه المشكلة من خلال استحداث المزيد من فرص العمل أو تعويض العاطلين عن العمل، ويؤدي ذلك إلى زيادة في النفقات العامة و العجز في الموازنة العامة.

     4 تؤدي البطالة إلى تدني الإنتاجية على المستويين الكلي والجزئي، مما ينعكس على مستويات الأجور والدخل وعلى حجم الإنتاج الكلي.

    5. تؤدي البطالة إلى إنخفاض حجم المدخرات لدى العاطلين عن العمل بسبب توجههم إلى الإنفاق على الإستهلاك في فترات التعطل عن العمل.

    6 .هجرة الكفاءات من الأيدي العاملة المحلية .

    7. وزيادة الهجرة إلى المدن الرئيسية.

    8 .هجرة الموارد البشرية الماهرة إلى الخارج وحرمان قطاعات الإنتاج منها.

    ثانيا: الآثار الإجتماعية والسياسية للبطالة فتشمل:

    إنتشار بعض الأمراض الإجتماعية كالسرقة والاختلاس وإرتفاع معدل الجرائم بأنواعها المختلفة

     إنتشار الكثير من السلوكيات المنحرفة مثل تناول المخدرات وإنتشار العنف والتدخين والإدمان.

     تأخر سن الزواج وما يرافقه من آثار سلبية على كافة فئات المجتمع.

     تأثر الوضع النفسي للعاطلين عن العمل مما يزيد من العنف ضد المرأة والأولاد، وإنتشار ظاهرة الطلاق، والتفكك الأسري، وتشرد الأطفال، والإنحراف الأخلاقي.

     حدوث اضطرابات واعتصامات ومشاكل سياسية بسبب البطالة وعدم العدالة في توزيع فرص العمل، وللمطالبة برفع تعويضات البطالة، وإيجاد فرص عمل .

    جدير بالذكر أن ماحدث فى بعض الدول العربية من أحداث فى العام 2011 م إنما يرجع جزء كبير منه إلى البطالة فتعطل عدد كبير من الشباب عن العمل وإفتقادهم لعمل يستوعب طاقاتهم وإمكانياتهم ، وإفتقادهم لمصدر دخل ينفقون منه على أنفسهم أوعلى من حولهم من الأهل سواء كانوا أبناء أو آباء أو زوجات ، أو حتى يتمكنوا به من الزواج وتكوين أسرة كل ذلك أشعرهم باليأس والضياع وولد فى أنفسهم الغضب الذى دفعهم للخروج إلى الشوارع فتم إستغلالهم فى كثير من الأحداث التى أضرت ببلادهم بعد ذلك إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا .فى المقال القادم بإذن الله نتناول دور ريادة الأعمال فى مواجهة وعلاج مشكلة البطالة ، فإلى لقاء .

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن