الروبوتات البشرية تهدد اليد العاملة في المستودعات

  • كتب : سماح سعيد

     

    بدأت الروبوتات البشرية (هيومانويد روبوت) تشق طريقها إلى المستودعات، حيث تبحث الشركات عن المزيد من المساعدة التي كانت توفرها الأذرع الآلية وغيرها من الآلات التي تهدف إلى تسريع عمليات الخدمات اللوجستية.

     

    وتعد شركات مثل روبوتيكس أجيليتي Agility Robotics وفيغر إي آي Figure AI وبوسطن دايناميكس Boston Dynamics، من بين الشركات التي تصمم الروبوتات المستوحاة من البشر لاستخدامها في مراكز التوزيع، وتقول هذه الشركات إن روبوتاتها ستساعد المشغلين في المستودعات على التغلب على نقص العمالة والتخلص من الحاجة إلى إعادة تصميم المستودعات لتتناسب مع قدرات الآلات.

     

    وعمد مشغلو اللوجستيات إلى إضافة التشغيل الآلي إلى مستودعاتهم على مدى سنوات لتسريع عمليات تكديس واسترجاع البضائع، ولتخفيف بعض المهام الأكثر عبئًا وتكرارًا عن العمال، وصممت العديد من الأجهزة للعمل بالتنسيق مع الموظفين من خلال القيام بمهام مثل نقل البضائع الثقيلة أو جلب مجموعة من العناصر مباشرة إلى العمال.

     

    وتأخذ الروبوتات البشرية هذه الأتمتة إلى مستوى أعلى، حيث تسعى إلى أن تحل محل الموظف البشري.

     

    وقامت شركة أجيليتي روبوتيكس، التي تلقت تمويلاً من شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "أمازون"، بصنع روبوت على شكل إنسان يسمى Digit بلون أزرق مخضر وفضي وأسود وعيون متحركة بيضاء، ويبلغ طول الجهاز 5 أقدام و 9 بوصات، ويزن 141 رطلاً ويمكن أن يحمل ما يصل إلى 35 رطلاً.

     

    وفي أحد عروض الفيديو، تحركت أذرع وأرجل Digit بسلاسة وهي تنحني لالتقاط صندوق من السلع عن رف المستودع، ويرفع الروبوت الحاوية ويمشي بخطوات ثابتة إلى حزام ناقل لوضعها.

     

    أوضحت أجيليتي، التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها، أن شكل الروبوت الشبيه بالإنسان يمنحه "القدرة على الدخول إلى البنية التحتية الحالية وسير العمل الحالي والبدء في القيام بالمهام"، وقالت إن الروبوت مصمم لتولي وظائف يواجه مشغلو المستودعات صعوبة في توظيف أشخاص للقيام بها، بما فيها المهام المتكررة مثل تحميل وتفريغ حاويات التخزين.

     

    وانتقلت بعض الشركات، التي تسعى إلى معالجة نقص العمالة وارتفاع تكاليفها، نحو بناء مستودعات مؤتمتة بالكامل، والمعروفة في قطاع الخدمات اللوجستية باسم المستودعات المظلمة dark warehouses، هذا المستوى من الأتمتة يمكن أن يكلف عشرات الملايين من الدولارات ويمكن أن يتطلب بناء جديدا، وقامت شركة التكنولوجيا أوكادو جروب Ocado Group التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها ببناء العديد من مراكز التنفيذ الآلي التي تستخدم الروبوتات لنقل الصناديق عبر نظام شبكي بدون ممرات للعمال البشر.

    وصرّح هيرست بأن الروبوتات ذات الشكل البشري من شركة أجيليتي مصممة بشكل خاص لمشغلي المستودعات الذين لا يسعون لإعادة تصميم مبانيهم.

     

    أضاف: "الروبوتات متعددة الأغراض التي تعمل بشروطنا في المساحات البشرية هي جزء لا يتجزأ من مستقبلنا".

     

    أشار روبن سكريفن، مدير البحوث في قطاع أتمتة المستودعات في شركة البحوث Interact Analysis، بأن الروبوتات ذات الشكل البشري تمثل تحديات مختلفة أمام الشركات التي تضيف الأتمتة إلى مستودعاتها، وقال: "مع توفر تقنيات واسعة الانتشار مثل الأذرع الروبوتية وأنظمة التخزين والاسترجاع الآلي، فإن تهديد عملك سيكون أقل"، "ولكن إذا كان لديك روبوت بشري، فهذا يعني حرفياً فقدان الوظيفة".

     

    ويقول مطورو الروبوتات أن عملاءهم في مجال اللوجستيات لا يستبدلون الوظائف بل يسعون لشغل الوظائف في المجالات التي يجد فيها المشغلون صعوبة في إيجاد العمال.

     

    وقالت شركة فيجر إي آي إنها تبحث في مهام التخزين للتطبيق الأول المحتمل لروبوتها البشري، والهدف من ذلك أن يقوم الروبوت بكل ما يمكن للإنسان القيام به، بما في ذلك أوامر الانتقاء والتعبئة، وتفريغ الشاحنات والشحنات.

     

    وذكر بريت أدكوك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيغر، إن الشركة "ترى أن ثمة حاجة حقيقية لتقديم بعض الحلول التي يمكنها المساعدة في أداء الأعمال التي تتطلب العمل البشري" دون تكاليف كبيرة في البداية أو تداخل مع العمليات اليومية في المستودعات.

     

    مع ذلك، تحتاج الروبوتات البشرية إلى استراحات، حتى وإن لم تكن للأسباب نفسها التي يحتاجها البشر.

     

    ويمكن أن يعمل روبوت ديجيت لمدة ساعتين مع شحن لمدة ساعة واحدة، وهذا أقل بكثير من نوبة عمل مدتها ثماني ساعات، لكن أجيليتي تقول إن الجهاز من المفترض أن يعمل كجزء من أسطول، حيث يعمل روبوتان بينما يشحن واحد، وقالت الشركة إنها تصمم روبوتاتها لتعمل لمدة خمس ساعات بعد شحنها لمدة 30 دقيقة.

    وتتطلع بوسطن دايناميكس، وهي واحدة من أشهر مطوري الروبوتات في العالم بفضل ابتكارها لروبوت "الكلب" الآلي رباعي الأرجل، لمعالجة بعض هذه التحديات باستخدام جهاز أنشأته للعمل في المستودعات بعد أكثر من عقد من البحث في الروبوتات البشرية.

     

    وكشفت شركة والثام في ماساتشوستس التي تعود ملكيتها بمعظمها لشركة هيونداي موتورا، في عام 2021 عن روبوتها المسمى ستريتش Stretch، والذي يتمتع بقاعدة واسعة بفضل الحفاظ على ثبات الجهاز وبطارية تدوم 16 ساعة لكل شحنة.

     

    مع ذراعه الواحدة المرتبطة بمقبض هوائي للسحب، يبدو "ستريتش" أكثر شبهًا بمهندس صناعي مع عامل في المستودعات بدلاً من روبوت بشكل بشري، ومع ذلك، فإن الجمع بين القدرة على التنقل والقدرة على التعامل أدى إلى قرار مزود الخدمات اللوجستية بالعقود "دي إتش إل سبلاي تشين"، التابع لمجموعة "ديتشه بوست دي إتش إل"، بالبدء في استخدام روبوتات "ستريتش" هذا العام لنقل الطرود من المقطورات ووضعها على سير نقل في عدة مستودعات في الولايات المتحدة.

     

    وقال كيفن بلانكسبور، المدير العام لروبوتات المستودعات في بوسطن ديناميكس، إن الشركة ما زالت تبحث عن جهاز ذي ذراعين تسميه أطلس، لكن ستريتش يملأ الشاغر في هذه الأثناء.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن