لماذا معظم الأغنياء غير سعداء؟

  • مجرد أفكار

     

    بقلم : اسلام محفوظ

    قابلت وقرأت عن كثير من الناس الناجحين الذين استطاعوا تحقيق نجاح وتقدم كبير في حياتهم العملية حتى أصبح يشار إليهم بالبنان ويغبطهم كثير من الناس على ماوصلوا من الناحية المهنية وأيضا ما وصلوا إليه ماديا من ثراء فاحش فلديهم ثروة ضخمة لديهم أموال وحسابات بالبنوك بالملايين ولديهم عقارات وسيارات فارهة وقصور وغيرها من وسائل المتعة والرفاهية، ورغم كل ذلك يشتكي معظمهم من عدم شعورهم بالسعادة بل كثير منهم يشعر بالحزن الشديد، بل كثير منهم يرى أن كل الانجازات التي حققها لا قيمة لها، والسبب أنهم فجأة وجدوا أنفسهم وحيدين ليس معهم أحد، فزوجاتهم وأولادهم هجروهم بسبب انشغالهم عنهم واستغراقهم في العمل والإنجاز. لذلك يحتاج الفرد لتحقيق التوازن في حياته، حيث يعاني الكثيرون من عواقب عدم التوازن في حياتهم فيحتاجون إلى نصائح لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والعائلية، فيظن البعض أن العمل بشكل أكبر على حساب الحياة العائلية سيعود فوائد كبيرة لكن على العكس فإنه يؤدي إلى نتائج سلبية  منها:

    التعب والإرهاق واعتلال الصحة

     إن قضاء الكثير من الوقت في العمل يؤدي إلى الإرهاق والتعب وبذلك يرتكب الكثير من الأخطاء في العمل وفقدان التركيز. كما أن الضغط الذي يسببه العمل يؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعي للإنسان، وبذلك يزيد من المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الفرد.

    إهمال الأسرة

    إن قضاء الكثير من الوقت في العمل يؤدي إلى ضياع الكثير من الأوقات العائلية والمناسبات الأسرية الهامة التي قد تحدث، مما يجعل العائلية تشعر بالإهمال، ثم تبدأ في تجاهل عائلها وفقدان الصلة الروحية بينه وبينهم، ويصبح مجرد مصرف للحصول على الأموال، وعندما يريد هو الروجوع لحضن العائلة فلن يجد له مكان بينهم.

    كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحياة العملية والأسرية؟

    قد يبدو تحقيق التوازن بين الحياة والعمل أمرًا مستحيلًا، ومع زيادة تطور التكنولوجيا أصبح الوصول للعمل ووصول المدير للموظفين سهلًا، لذا أصبح العمل يطارد الفرد في جميع أوقات حياته، لذا يحتاج الفرد إلى نصائح لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والعائلية، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساهم في تحقيق التوازن:

     

    التخلي عن حتمية الوصول للكمال

    الفرد قد يعتاد على الكمال في الدراسة أو في الأعمال البسيطة لكن عندما يتعلق الأمر في الوظيفة التي يقوم بها يكون الأمر أصعب، وقضاء الكثير من الوقت في العمل أو التفكير به دائما من أجل الوصول للكمال يسبب مزيد من القلق لذلك يجب التخلي عن الكمالية والقبول ببعض الأخطاء فالمهم ليس الكمال بل التميزوالاستمرار في السعي نحو التحسن .

    الفصل بين الحياة والعمل

    بسبب التكنولوجيا قد يلاحق العمل الإنسان حتى في المنزل وهذا يؤثر بشكل كبير على الحياة العائلية، لذلك لا بد من تخصيص وقت يتم فيه إغلاق الهاتف  والاستمتاع فيه باللحظات العائلية.

    تعلم فن إدارة الوقت

    يمكن إدارة الوقت من خلال الحد من الأنشطة المضيعة للوقت، فيمكن عمل قائمة في الأولويات من الأعمال والناس التي يفضل الفرد قضاء الوقت معهم، وبذلك  لا يضيع وقته في الأعمال التي لا ترجع بالفائدة على حياته العملية والعائلية.

    في هذا العصر التي سيطرت فيه المادة على كل شئ ورغم التقدم والتكنولوجيا التي جعلت شكل الحياة أحسن وأفضل من ذي قبل والتي أفرطت في إشباع احتياجات الجسد البشري المادية سعيا لتحقيق السعادة للإنسان إلا أن الجميع فوجئ أن سعادة الإنسان ليست في شكل الأشياء التي حوله وإنما سعادته في داخله وأنه مهما كانت حياته بسيطة وبها قليل من الأدوات البدائية إلا أنه قد يكون في غاية وقمة السعادة ومن أهم الأشياء التي تحقق سعادة الإنسان بعد طاعة الله عزوجل هي حياة عائلية مستقرة والشعور والاستمتاع بدفء وحنان الأسرة.

    &




    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن