الذكاء الاصطناعي يحدث طفره في التعليم

  •  

     

    أصبحت تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على أشدّها في العالم، كواحدة من تحولات القرن الواحد والعشرين في مجالات التقنيات المتقدمة التي تغلغلت استخداماتها في مختلف المجالات، ومنها مجال التعليم، الذي أسهمت فيه هذه التقنيات في تحسين أساليب التعليم والتعلّم من خلال أدوات تقنية أكثر تطورًا، انبثقت عن الذكاء الاصطناعي التوليدي.

     

    وبخلاف الذكاء الاصطناعي التقليدي، فإن الذكاء التوليدي يتميز بالقدرة على توليد نتائج متنوعة وغير محدودة ببيانات التدريب، ويفتح الباب أمام إمكانيات غير مسبوقة في مجالات مثل: ترجمة الآلة وإنتاج النصوص والصور علاوة على أنه يُتيح أفاقاً واعدة في مجال الابداع والابتكار.

     

    الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

     

    على الأرجح سيجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي المؤسسات التعليمية في العالم تُعيد رسم أهداف التعلم وطرق التقييم لديها لمواءمتها مع قدرات الذكاء الاصطناعي ويصبح تركيزها على مهارات التفكير النقدي والتحليل والتدقيق في المعلومات من الأمور ذات الأولوية العالية في العملية التعليمية.

     

    وتوقع العديد من خبراء التعليم في دول العالم تبنّي استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي كعنصر أساسي في أنظمة المؤسسات التعليمية، لذلك بدأت بعـض المؤسسات التعليمية بصياغة سياسات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم.

     

    وإزاء الاهتمام الدولي بهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تقريرًا عن الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة في خطوة تستهدف فيها رفع مستوى الوعي بهذه التقنيات.

     

    كما أطلقت سلسلة من ملتقيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في جامعات المملكة بهدف تعزيز المعرفة بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي لدى أساتذة وطلاب وطالبات الجامعات.

     

    مساعدة الطلاب والمعلمين

     

    في مقابل ذلك، شدّد خبراء التعليم على أهمية العقل البشري في العملية التعليمية على اعتبار أن الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد مساعد رقمي للطلاب والطالبات المجتهدين في دراستهم من خلال اختصار الوقت وتبسيط المفاهيم العلمية والترجمة، وتقييم التقدم الدراسي وتحديد المجالات التي تحتاج مزيدًا من التركيز، ويفتح أفاقاً جديدة لتطوير التدريس ودعم المُعلم في مهامه المختلفة مثل: زيادة مشاركة الطلاب أو تخصيص التعلّم من أجل تيسير اختيار التقنيات المناسبة لكل استخدام تعليمي.

     

    وتستطيع الإدارات التعليمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين الأداء المؤسسي ورفع جودة النتائج الأكاديمية، وأتمتة بعض المهام الإدارية لتوفير الوقت والجهد، كما تضطلع الإدارات التعليمية بدور أساسي في وضع السياسات والضوابط التي تنظم التعامل الأمثل والأخلاقي مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

     

    ويحذر الكثير من خبراء الذكاء الاصطناعي من المخاطر المحتمل حدوثها في حال تأخر تطبيق وتنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم بصورة علمية صحيحة وبتشريعات تنظيمية مطبقة من أبرزها زيادة الفجوة الرقمية بيـن الـدول المتقدمـة والناميـة.

     

    وبينوا أن الـدول المتقدمـة سـتكون قـادرة علـى الاسـتفادة مـن هـذه التقنيـة لتحسـين جـودة التعليـم لديهـا بينمـا تظـل الـدول الناميـة قابعة في مرحلة تعليم متأخرة، علاوة على أن هذا التأخير يُفقد المؤسسات التعليمية الميزة التنافسية في التعليم علـى المستوى العالمي ممـا يؤثـر علـى جـودة التعليـم وقـدرات الطـلاب فـي مواكبـة متطلبـات سـوق العمـل المسـتقبلية.

     

     

     

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن