وفقا لمركز معلومات الوزراء : الألومنيوم لاعب رئيس في مستقيل انتاج العديد من التقنيات والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون

  •  

    كتب : وائل الجعفري – امين قدري

    أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً معلوماتياً تناول خلاله دور معدن الألومنيوم في مستقبل الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن المواد أو المعادن الحرجة هي المواد اللازمة لإنتاج العديد من التقنيات الرئيسة لانتقال الطاقة، بما في ذلك توربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات المركبات الكهربائية والمحللات الكهربائية؛ حيث تتطلب عملية إزالة الكربون العميقة من أنظمة الطاقة كميات كبيرة من المعادن المهمة، بما في ذلك على سبيل المثال: الليثيوم، والنيكل، والكوبالت، والنحاس، والعناصر الأرضية النادرة (REEs). ومن الأهمية بمكان ضمان توافرها والقدرة على تحمل تكاليفها لتحقيق انتقال ناجح. ولضمان التحول المنظم للطاقة؛ حيث أصبحت الحكومات تركز على حماية هذه المعادن الحرجة وتعزيز الحلول طويلة الأجل.

    أوضح أنه في أوائل يوليو 2023، عدَّل الاتحاد الأوروبي قائمته للمعادن التي يعتبرها مهمة، مضيفًا الألومنيوم إلى القائمة بموجب قانون المعادن الخام الحرجة، وهذه هي المواد التي تُعَد بالغة الأهمية لاقتصاد أوروبا، وخاصة في سياق التحول المكثف ماديًّا بعيدًا عن الوقود الأحفوري. كما أن الألومنيوم مدرج أيضًا في قائمة المعادن المهمة في الولايات المتحدة.

    كما أشار التحليل إلى ما قدرته الدراسات التي أجرتها منظمات مثل البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية بزيادات كبيرة محتملة في الطلب على المواد من تقنيات الطاقة الجديدة هذه، ويمكن أن يكون حجم الطلب المحتمل على الألومنيوم من مجموعة فرعية من هذه التقنيات كبيرًا، حيث تشير التقديرات أنه لتلبية السيناريوهات الطموحة ونشر 60 تيراوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بحلول عام 2050، قد تكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى 486 مليون طن من الألومنيوم حتى عام 2050، مقارنة بالإنتاج السنوي العالمي الحالي البالغ 69 مليون طن.

    وأكد التحليل أن الألومنيوم لا يُستخدَم في تقنيات تحويل الطاقة هذه فحسب، بل إنه في الواقع لا يشكل سوى جزء صغير من إجمالي الطلب؛ فهو مادة حيوية عبر مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك البناء (يمثل نحو 25٪ من الطلب الحالي)، والنقل (بما في ذلك الطائرات والمركبات الكهربائية، ويمثل 23٪)، والمواد الكهربائية (بما في ذلك الاستخدام المتزايد في خطوط النقل ويشكل 12٪)، والآلات والمعدات الأخرى (11٪).

    أشار التحليل إلى أن الألومنيوم هو المادة المكررة من خام البوكسيت، وهو ثاني أكثر العناصر المعدنية وفرة على وجه الأرض، وفي عام 2022 بلغ الإنتاج العالمي من البوكسيت نحو 380 مليون طن، مع احتياطيات عالمية محددة قادرة على الحفاظ على هذا المستوى لمدة 100 عام تقريبًا. كما أن هذا الإنتاج متنوع نسبيًّا؛ حيث تنتج أستراليا (26%) من إجمالي الإنتاج العالمي، والصين (24%)، وغينيا (23%)، وهي تمثل الحصص الكبرى. ومع ذلك، فإن البوكسيت ليس هو الألومنيوم؛ إذ إنه للحصول على المعدن النهائي؛ يجب أولًا تكرير الخام إلى ألومينا ثم صهره إلى الألومنيوم. ومرحلة إنتاج الألومينا هي المرحلة التي يبدأ فيها التركيز في السوق، حيث مثلت الصين 54% من الإنتاج العالمي في عام 2022. وداخل الصهر، يزداد التركيز بشكل أكبر؛ حيث تصهر الصين 58% من المعروض العالمي.

    أضاف التحليل إلى أن أحد الجوانب المهمة لإنتاج الألومنيوم، والذي يمثل نحو 30% من التكاليف، هو استخدام الكهرباء في عملية "هول-هيرو": وهى عملية تحويل الألومينا إلى المعدن النهائي، وتستخدم هذه العملية ما لا يقل عن 6 كيلووات ساعة من الكهرباء لكل كيلوجرام من الألومنيوم، ومن المحتمل أن تكون مصدرًا كبيرًا للانبعاثات، اعتمادًا على كيفية إنتاج هذه الكهرباء، وبالتالي فإن الجوانب الرئيسة التي تحدد موقع مصاهر الألومنيوم الجديدة هي التكاليف الرأسمالية الأولية والحصول على الكهرباء الرخيصة، وهذه العوامل هي التي أدت إلى زيادة القدرة والإنتاج في البلدان المتوسطة الدخل، وانخفاض الإنتاج في المناطق الأعلى تكلفة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا.

    وأكد التحليل أن حجم بصمة الانبعاثات المحتملة لإنتاج الألومنيوم يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك حجم الزيادة في الطلب، وموقع إنتاج الألومنيوم المستقبلي، والأهم من ذلك طريقة توليد الكهرباء المستخدمة لتشغيل مصاهر الألومنيوم، وتنشأ الانبعاثات أيضًا في عملية "هول-هيرو" نفسها؛ حيث يتم تمرير الكهرباء عبر أنودات الكربون، على الرغم من أن انبعاثات "العملية" هذه قد انخفضت في السنوات الأخيرة وهناك جهود مستمرة داخل القطاع لإيجاد حلول اقتصادية وممكنة من الناحية التكنولوجية للقضاء على هذه الانبعاثات.

    وتبذل مصر جهودًا حثيثة لتطوير منظومة صناعة الألومنيوم؛ وذلك لدورها الحيوي في عملية التنمية الجارية في القطاعات كافة. وتستهدف مصر تحسين بيئة صناعة الألومنيوم وتقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام الطاقة النظيفة، تفعيلًا للتوصيات الصادرة عن قمة المناخ COP27 التي استضافتها مصر العام الماضي. كما تستهدف مصر تطوير مجمع الألومنيوم بنجع حمادي، وإنشاء مصنع جديد بمدينة سفاجا.

    أوضح التحليل أن السيناريو المستقبلي المحتمل ينطوي على توسع في الطلب العالمي على الألومنيوم بسبب الانتشار الكبير للطاقة الشمسية الكهروضوئية كثيفة الاستخدام للألومنيوم، والتي سيتم تلبيتها بشكل أساسي من خلال توريد الألومنيوم كثيف الانبعاثات نسبيًّا من الصين أو الهند، وهذا من شأنه أن يخلق سلسلة توريد معرضة للقضايا الجيوسياسية وبصمة الانبعاثات المتبقية التي يمكن أن تقوض بعض المكاسب من التحول إلى توليد الطاقة المتجددة.

    كما أن أحد العوامل المخففة في مثل هذا السيناريو هو القدرة على إعادة تدوير الألومنيوم بسهولة نسبية وبتكلفة زهيدة، ويتمتع الألومنيوم المعاد تدويره بالقدرة على أن يكون له بصمة كربونية أقل 20 مرة من الألومنيوم الأولي، على الرغم من أن هذا يعتمد بشكل كبير على المكان الذي يفترض أن يأتي منه الألومنيوم الأولي؛ على سبيل المثال، إذا كان من منتج يستخدم الطاقة الكهرومائية بكثافة، فيمكن أن تكون البصمة الكربونية أقل حتى ثماني مرات.

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن