ناسداك 100: مؤشرات الأسهم بين الواقع والمأمول

  • بقلم : رانيا جول

    محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com

     

    انخفض مؤشر ناسداك 100وسط نطاق ضيق بنسبة 0.6٪ ليبدأ تعاملات اليوم ، الخميس الماضي ، عند 17851 دولار، بعد أن أظهرت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس ميلًا هبوطيًا على المدى القصير، ويسود الموقف الحذر للمستثمرين الذين يتوقعون رؤى جديدة حول بيانات التضخم من الولايات المتحدة وأوروبا في وقت لاحق.

     

    كما إن انتهاء موسم الأرباح بعد سلسلة من التقارير الايجابية للشركات الأمريكية الرائدة يمهد الطريق نحو تصحيح هابط. والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يُظهر الإفصاح الفصلي لشركة Salesforceزيادة في الإيرادات تصل إلى 9.22 مليار دولار، مما قد يدعم عودة الارتفاع بعد الخسائر المتواضعة اعلاه، ومن المرجح أن يعزز قوة مؤشر ناسداك.

    ومن وجهة نظري، يمكن أن تبقى مؤشرات الأسهم العالمية ثابتة إلى حد ما مع اقتراب نهاية الأسبوع. حيث كان أداء مؤشرFTSE 100 ضعيفًا وهو حاليًا أقل بنسبة 0.75%. وعلى مستوى العملات الأجنبية، يعد الدولار هو الأفضل أداءً بين مجموعة العشرة، حيث يسيطر القليل من النفور من المخاطرة على معنويات السوق، بينما ينتظر المتداولون أرقام تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي المهم للغاية والذي من المقرر إصداره اليوم.

     

    بعد أن جاء رقم الناتج المحلي الإجمالي عند 3.2٪. واستنادًا إلى هذه البيانات، يبدو المستهلك الأمريكي قويًا، مع اقتراب التضخم حول المعدل المستهدف من بنك الاحتياطي الفيدرالي. و يبدو أن الهبوط الناعم قد حدث بالفعل للاقتصاد الأمريكي. ولكن بعيداً عن التفاؤل يبدو لي في واقع الأمر أن الوضع بات أكثر صعوبة، لأن هذه البيانات لا تعطي إشارة واضحة حول متى ينبغي لبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يخفض أسعار الفائدة.

     

    حيث سيراقب الفيدرالي المزيد من المؤشرات وأرقام البيانات خلال عام 2024 قبل أن يقرر السياسة النقدية المستقبلية. ونلتفت هنا إلى أن البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع كانت مختلطة. فقد جاءت أرقام طلبيات السلع المعمرة أضعف من المتوقع، وتراجعت مؤشرات الثقة بشكل كبير. وانخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن كونفرنس بورد لشهر فبراير إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر، ومن الجانب الحذر تشير هذه البيانات إلى أن وتيرة الاستهلاك قد تتباطأ، مما قد يهدد نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في المستقبل ويبقي مخاوف الركود حاضرة نوعا ما.

    ومن المتوقع حالياً أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول إلى 3.2%، وهو أعلى من توقعات الأسبوع الماضي البالغة 2.9%. وبالتالي، في حين أنه من الضروري النظر في كل من البيانات الاقتصادية على حدة، وأعتقد أنه من الأفضل أن ننظر إلى الحالة الاقتصادية على نطاق أوسع. فإذا كان الاقتصاد الأمريكي ينمو بمعدل 3.2%، فهذا أمر سريع، ومن غير المرجح أن يكون متوافقاً مع تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية في النصف الأول من العام الحالي.

    ومن وجهة نظري فإن إحدى علامات القوة الاقتصادية في الولايات المتحدة هي الأداء المتفوق للقطاع الاستهلاكي التقديري في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مقابل قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية. وهذا يعني أن المستهلك الأمريكي سعيد بإنفاق الأموال على العناصر غير الأساسية، بدلاً من استهلاك مجرد السلع الأساسية، وهو ما يعد علامة على وجود مستهلك قوي.  وهذا يشير إلى أننا لا نزال في ذروة الاستهلاك في الولايات المتحدة، وأن مساهمته في نمو الناتج المحلي الإجمالي قد تستمر في النمو، وهذا ايجابي للأسواق.

    التحليل الفني لـ أسعار مؤشر ناسداك (US100):

    يتحرك مؤشر ناسداك (US100) عبر نمط مثلث ضيق على الرسم البياني خلال اليوم منذ أن بلغ ذروته عند 18100 دولار وهي القمة التاريخية في 23 فبراير، مدعومًا بتوازن دقيق بين قوى البيع والشراء. وقد يؤدي الاختراق دون مستوى الدعم الرئيسي عند 17633.25 إلى تكثيف ضغط البيع، مستهدفًا الحد الأدنى لبولينجرباند عند  17328. حيث سيؤدي انخفاض مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى منطقة البيع إلى قوة في الزخم الهبوطي، في حين يظل مؤشر (MACD) غير محدد ومحايد فيما يتعلق بنطاق الاتجاه الحالي.

     

    لكن في حال عودة الزخم الصعودي المستمر فسيكون السعر قادر على دفع المؤشر فوق قاعدة المثلث، ويمكن أن يحول التركيز نحو المقاومة عند 18006.35. وقد يؤدي التحرك المستمر بعد هذه المقاومة إلى تحدي المزيد من المستويات التالية عند 18036.80 و18069.59، مما قد يؤدي إلى إعادة الاتجاه الصعودي القوي.

     

    ومع تسليط الأضواء على تسعير السوق لأرقام تقرير نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ، وهو تقرير محوري لصياغة المزيد من توقعات خفض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر التعديلات الأسبوعية في احتياطيات النفط الخام والعجز التجاري في السلع لشهر يناير على قطاع الطاقة وتحفز إعادة تخصيص رأس المال عبر الصناعات، مما يؤثر على التقلبات الأوسع في مؤشرات السوق. في الوقت الذي تدعم فيه المتوسطات المتحركة زخم الاتجاه الهبوطي المسيطر حالياً.

    وأعتقد أن التماسك الحالي لمؤشر ناسداك ضمن نمط المثلث يشير إلى منعطف حاسم للأسعار. حيث يقدم المشهد الفني الحالي، إلى جانب الأرباح الوشيكة والتقارير الاقتصادية، مشهدًا معقدًا للمشاركين في السوق. لذا ستكون مراقبة هذه العوامل الرئيسية ضرورية للتعامل مع تقلبات السوق المتوقعة وتحديد الفرص المحتملة في الأيام القليلة المقبلة، مع وجوب اتخاذ الحذر الشديد.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن