مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بدأت تداعياتها تتجاوز أسواق المال لتصل مباشرة إلى المستهلكين، وسط تحذيرات من أزمة مرتقبة في سوق الإلكترونيات العالمي.
شركة "بيجاترون" التايوانية، التي تُعد من أبرز مورّدي شركة أبل وشركات كبرى مثل "ديل"، أطلقت جرس الإنذار بشأن نقص متوقع في الأجهزة الإلكترونية خلال الأشهر المقبلة، بسبب سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الصين.
هواتف ذكيةأبلمخزون آيفون 17 يثير قلق تيم كوك
وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، قال رئيس "بيجاترون"، تي. إتش. تونج، إن السياسات المتقلبة لإدارة ترامب، لا سيما الرسوم الانتقامية التي وصلت إلى 25% إضافية، قد تتسبب في نقص كبير في المعروض مع دخول فصل الصيف، بحسب تقرير نشره موقع "gizmodo" واطلعت عليه "العربية Business".
مضيفاً أن رفوف المتاجر الأميركية قد تُشبه قريباً تلك التي في دول العالم الثالث، حيث يذهب الناس إلى الأسواق ليجدوا الرفوف خالية.
الرسوم الجمركية التي فرضتها أميركا، والتي وصلت في بعض الحالات إلى 145%، شكّلت عبئاً ثقيلاً على الشركات، عبئاً يُتوقع أن يتحمّله المستهلكون في نهاية المطاف، إلا أن المشكلة الأعمق، بحسب تونج، تكمن في حالة الضبابية التي تفرضها السياسات التجارية الأميركية، والتي تجعل من الصعب على الشركات التخطيط للمستقبل.
من جانبها سعت "أبل" إلى التكيّف بسرعة مع القرارات الجديدة، حيث قامت بنقل هواتف آيفون بقيمة ملياري دولار من الهند إلى أميركا قبيل تطبيق الرسوم الجديدة، ثم شرعت في تعديل سلاسل التصنيع بعيداً عن الصين نحو وجهات بديلة مثل الهند، حيث لا تزال الرسوم أقل نسبياً (حوالي 10%).
لكن هذا التحوّل ليس مضمون الاستمرارية، إذ تشير تقارير إلى أن الهند قد ترفع هي الأخرى رسومها إلى 26% بحلول يوليو، في حال لم تُبرم اتفاقيات تجارية جديدة.
ورغم إعلان إدارة ترامب إعفاء مؤقتاً للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجديدة، إلا أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك سرعان ما أكد أن هذه الخطوة ليست دائمة، وأن تعريفات جديدة ستُطبق خلال أشهر قليلة.
هذا التخبط في السياسات، يترك الشركات في حالة ترقّب دائم، ويدفعها إلى تجميد أي خطط استراتيجية طويلة الأمد، وهو ما قد يُفضي إلى شح حقيقي في المعروض.
وبحسب مراقبين، فإن المستهلكين الأميركيين قد يُفاجأون خلال الصيف القادم بعدم توفر العديد من الأجهزة التي اعتادوا اقتناءها بسهولة.