يخلط الكثير بين مصطلحي الويب المظلم والويب العميق، وغالباً ما يرتبط كلاهما في الأذهان بالجرائم الإلكترونية أو تجارة المخدرات أو الأنشطة السرية. لكن في الواقع، هناك فرق جوهري بينهما، رغم أن الويب المظلم يُعد جزءاً صغيراً من الويب العميق.
يُعرف الجزء الذي نستخدمه يومياً من الإنترنت باسم الويب السطحي (Surface Web)، وهو يشمل كل المواقع التي يمكن لمحركات البحث مثل
"غوغل" وبينغ فهرستها والوصول إليها بسهولة.
تقع مواقع مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" ضمن هذا الجزء المرئي من الإنترنت، بحسب تقرير نشره موقع "lifehacker" واطلعت عليه "العربية Business".
الويب العميق هو الجزء غير المفهرس من الإنترنت، أي الذي لا يمكن لمحركات البحث الوصول إليه مباشرة.
ويتضمن صفحات تتطلب تسجيل الدخول، مثل حسابك البنكي، أو بريدك الإلكتروني، أو مكتبات الجامعات، أو منصات المشاهدة المدفوعة مثل "نتفليكس".
بمعنى آخر، كل صفحة لا يمكن الدخول إليها دون بيانات خاصة بك هي جزء من الويب العميق.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90٪ من محتوى الإنترنت موجود في هذا الجزء المخفي عن محركات البحث، لكنه في الوقت نفسه آمن تماماً ويُستخدم في أنشطة يومية مشروعة.
ما هو الويب المظلم؟
أما الويب المظلم (Dark Web) فهو جزء صغير جداً من الويب العميق، لكنه لا يمكن الوصول إليه عبر متصفحات الإنترنت التقليدية مثل كروم أو فايرفوكس.
يحتاج المستخدم إلى متصفح خاص مثل Tor، يسمح له بدخول مواقع تنتهي عادةً بـ .onion، وهي مواقع مشفرة لا يمكن تتبعها بسهولة.
جعلت هذه الخصوصية من الويب المظلم ملاذاً لأنشطة غير قانونية مثل تجارة الأسلحة والمخدرات والبيانات المسروقة، وغالباً ما تُستخدم العملات المشفّرة مثل بيتكوين في عمليات الدفع لتأمين الهوية وعدم تتبعها.
رغم سمعته السيئة، إلا أن الويب المظلم لا يقتصر على الأنشطة غير القانونية.
فهناك من يستخدمه لأغراض نبيلة، مثل الصحفيين والمبلّغين عن الفساد الذين يحتاجون لإخفاء هويتهم عند تسريب وثائق أو معلومات حساسة، أو المواطنين في دول تعاني من الرقابة الصارمة على الإنترنت.
تشير دراسات إلى أن نحو 57٪ من محتوى الويب المظلم يتضمن أنشطة غير قانونية، لكن 43٪ منه يُستخدم لأغراض مشروعة تتعلق بالخصوصية أو حرية التعبير.