مخاوف "كورونا " تستنزف الاقتصاد العالمي

  •      بقلم : فريد شوقي

    رغم أن الخبراء والأطباء يؤكدون أن فيروس " كورونا " ، الذي ضرب نحو 80 دولة على مستوى العالم ،  لا يتصف بالقوة وإنما يستطيع الانتشار بسرعة أكبر بكثير من نظرائه من الفيروسات وأنه لا يعدو أن يكون أحد فيروسات الأنفلونزا لاسيما أن اكثر من 98 % ممن أصيبوا بالفيروس تم شفاؤهم بالفعل بعد أخذ العلاجات المناسبة إلا أن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن الآثار السلبية والخسائر المالية لانتشار فيروس " كورونا " تفوق عشرات أضعاف الخسائر البشرية والتي تجاوزت نحو 3 آلاف حالة وفاة على مستوى العالم غالبيتهم في الصين يليها إيران ثم كوريا ثم إيطاليا .

    وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت الأسهم العالمية قرابة 6 تريليونات دولار من قيمتها، لتسجل أسوأ خسارة أسبوعية منذ 2008، وتخارج المستثمرون من صناديق الأسهم العالمية بقيمة 20 مليار دولار. وفقا لما أكده "بنك أوف أميركا " موضحا أن مخاطر حدوث ركود عالمي ترتفع، وخفض توقعاته للنمو العالمي لأدنى مستوى منذ الأزمة المالية في عام 2008، في غضون ذلك شهدت السندات مرتفعة المخاطر ثالث أكبر نزوح للتدفقات على الإطلاق بواقع 6.9 مليار دولار في الوقت الذي يتوقع فيه «بنك أوف أميركا»، «ارتفاعاً» في احتمالات التعثر في السداد.

    والخسائر التي تكبّدتها الأسهم الأوروبية ،الأسبوع الماضي، نحو 12 - 13%، هي الأكبر منذ الأزمة المالية في 2008 - 2009 عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة الركود كذلك وتراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية، مسجلةً خسائر تراوحت بين 3 و5%. وعرفت بورصة نيويورك أسبوعاً أسود مع انخفاض مؤشر «داو جونز» بنسبة 12% خلال الأيام الخمس الماضية.

    وسجّلت السندات الألمانية لعشر سنوات والتي تُعد مرجعاً في السوق الأوروبية تراجعاً بنسبة 0,62%، واقتربت بذلك من أدنى مستوياتها التاريخية الصيف الماضي، فيما تراجعت السندات الأمريكية للفترة نفسها بنسبة 1,18%.

    وعُلقت الرحلات الجوية في الصين، حيث كانت المراكز التجارية مقفرة، وأُغلقت المدارس في كل من الامارات وايطاليا واليابان وأُلغيت الفعاليات والمعارض الدولية،  وبات العالم مشلولاً مع تفشي «كورونا»، مما أثّر على استقرار الاقتصاد العالمي وفي جنيف، أُلغي معرض السيارات الذي كان مقرراً من 5 إلى 15 مارس كما ألغى المنتدى السنوي للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في لوزان. كذلك أُلغى في برلين المعرض الدولي للسياحة الذي كان مقرراً بين 4 و8 مارس.

    ووسط توقعات أن تؤدي اضطرابات في الإمدادات، ناجمة عن "كورونا"، إلى فاقد مبيعات حجمه (4.24 مليار دولار) لتجار التجزئة بأوروبا في الأسابيع الست المنتهية 20 أبريل ولا تزال الصين تكافح لاستئناف الإنتاج بكامل طاقته.

    وتشير التقديرات في البحث الذي أجراه وكيل الشحن الرقمي «زنكارجو»، ومقره بريطانيا، وفقا لما ذكرته رويترز " إلى أن التأثير التراكمي لفاقد المبيعات بالنسبة إلى تجار التجزئة بين 9 مارس و20 أبريل في ألمانيا حيث يتجاوز 728 مليون إسترليني وأكثر من 445 مليون إسترليني في فرنسا و253 مليوناً في بريطانيا، حيث من المتوقع بلوغ إجمالي الخسارة في بريطانيا والاتحاد الأوروبي 3.264 مليار إسترليني موضحا ان العوامل الرئيسية للتراجع حتى الآن هي انخفاض طاقة الإنتاج (في الصين) في الوقت الذي تجد فيه المصانع صعوبة بسبب عجز في العمال وقواعد تنظيمية جديدة. لكن بينما تقترب طاقة الإنتاج من 85% في تلك المناطق، نتوقع الآن أن ينجم الضرر عن اضطرابات النقل». استندت "زنكارجو" في تقديراتها للفاقد المتوقع إلى البضائع التي نفدت بسبب عجز في الإنتاج والنقل.

    وبالتالي فإنه يبدو أن الجميع يريد التخلص من فيروس " كورونا " قبل تفاقم آثاره السلبية على الاقتصاد العالمي خاصة أن الجميع لا يستطيع تقدير حجم الخسائر المرتبط بانتشار هذا الفيروس في ظل تزايد المخاوف والهواجس على مستوى جميع البشر من الإصابة بهذا الفيروس الجديد وعدم اكتشاف العلاج الخاص به . 

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن