التكنولوجيا..وفرص الشراكة " المصرية – الصينية " .

  • بقلم : خالد حسن

     

    بعد ان تحولت الصين لمصنع العالم لتصنيع كافة مكونات الكمبيوتر والأجهزة الالكترونية تسعى بقوة لتكون لها اليد العليا ايضا فى مدال تطوير التقنيات الحديثة وتطبيقتها مثل الذكاء الاصطناعى والحوسية السحابية وتعلم الاله والروبوتات والالكترونيات الأمر الذى دفع بكافة الشركات العالمية المصنعة لتلك المنتجات بالإضافة لمعدات وشبكات الاتصالات إلى إقامة تحالفت إستراتيجية مع الشركات الصينية سواء فى مجال تطوير أو تصنيع أو توزيع وتسويق المنتجات التكنولوجية بما يؤدى إلى الحفاظ على القوة التنافسية لتلك الشركات فى الأسواق العالمية.

    وبالطبع فان المتابع لما يجرى فى سوق الالكترونيات المحلى ، بما فى ذلك اجهزة الكمبيوتر بكافة انواعها والهواتف المحمولة ، يمكنه أن يكتشف بسهولة إغراق المنتجات الالكترونية الصينية وسيطرتها المطلقة على السوق المحلى بما لا يدعو للشك فى أنه لا محالة لتغير هذا الوضع فى المستقبل المنظور إلا أن ما لا يدرك كله لا يترك كله .

    ومؤخرا شارك الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات فى فاعليات مبادرة التعاون الاقتصادي الرقمي ، في إطار القمة الثانية "لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" ، الذي عقد بالعاصمة الصينية بكين وتم توقيع مذكرة تفاهم وي مياو وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني لتعزيز تنمية تكنولوجيا وتبادل المنفعة بين البلدين بهدف دفع التعاون الاستثماري وتطوير التكنولوجيا واستكشاف السوق في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة لتحقيق وتطوير ودعم فرص التدريب ووضع السياسات والبحث والابتكار وريادة الأعمال لصالح القطاعين العام والخاص في البلدين وتشمل مجالات التعاون التركيز على دعم بناء البنية التحتية الدولية، ودعم خدمات الاتصالات الشاملة في المناطق الريفية للإسراع بنشر الإنترنت وتضييق الفجوات الرقمية والتعاون في تأسيس البنية التحتية للاتصالات مثل الكابلات الأرضية عبر الدول، والكابلات البحرية الدولية، ومواصلة تحسين البنية التحتية لتكنولوجيا بما في ذلك الشبكة الرئيسية للألياف الضوئية، وشبكة النطاق العريض الثابتة، وشبكة الاتصالات المتنقلة، ومركز بيانات الإنترنت الحكومي، والبنية التحتية للاتصال بالإنترنت، والإسراع بتعزيز دفع وتحويل الأموال عبر المحمول وتطبيقات الإنترنت الأخرى، وذلك بهدف تعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي.

    كما تتضمن مذكرة التفاهم التعاون في تخطيط وبناء المدن الذكية وتسهيل تطبيق التكنولوجيات الحديثة مثل: الحوسبة السحابية، والبيانات العملاقة، والانترنت عبر المحمول؛ وتعزيز تبادل الخبرات والتشاور بشأن البنية التحتية لتكنولوجيا ؛ والتعاون في قطاع الأقمار الصناعية كذلك الاتفاق على تنفيذ برنامج ابداع مصري صيني لتطوير حلول تكنولوجية لمواجهة التحديات المختلفة في نواحي الحياة باستخدام التكنولوجيات المبتكرة مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات العملاقة وغيرها، والتباحث حول التعاون مع الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التابعة لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية في تنفيذ برامج الابداع المصري الصيني .

     

    ومع التسليم بسيطرة الشركات الصينية على سوق تصنيع أغلب مكونات الكمبيوتر واجهزة الهواتف المحمولة والاجهزة الالكترونية فان الأمر يتطلب من شركات التجميع هذه الأجهزة الدخول فى تحالفات إستراتيجية مع الشركات الصينية بما يسمح بتطوير سوق الكمبيوتر والهواتف المحمولة المحليى والبدء فى تصنيع بعض المكونات محليا ، اعتماد على ما لدينا من سوق كبير، ناهيك عن رخص الايدى العاملة مقارنة بالصين ، خاصة مع تراجع الجنيه امام الدولار ، مع تقديم خدمات الدعم الفنى والصيانة على مستوى عالى حيث وذلك نظير أن تستفيد الشركات الصينية من تواجدها فى سوق الكمبيوتر والهواتف المحمولة المحلية والعمل على تنمية وزيادة قاعدة المستخدمين " سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات " .

    ولعله من المهم الاشارة هناك الى انه منذ اكثر من ثلاث اعوام نجحت بعثة من وزارة الاتصالات وشركات التكنولوحيا المصرية ،والتى زارت الصين ، فى تعزيز التعاون التكنولوجى والالكترونى مع كبرى الشركات الصينية المصنعة للمنتجات الالكترونية والهواتف المحمولة ودعوتهم لفتح مصانع لهم فى مصر ، ما اسفر عن توقيع اتفاقية تعاون بين مجموعة العربي المصرية ومؤسسة" TCL عملاق صناعة الشاشات ، في العالم لضخ استثمارات جديدة في مجال تصنيع الشاشات داخل مصر مع توقيع اتفاق بين شركة "سيكوط للالكترونيات المصرية مع مجموعة "ميجان" الصينية، لتصنيع مجموعة من الأجهزة الالكترونية الحديثة في مصر ومنها الهواتف الذكية .

    فى تصور أن قراءة واقع سوق المحلى للالكترونيات لن تسمح بقيام شركات وطنية لتصنيع أغلب مكونات الكمبيوتر والهواتف المحمولة وانما يمكن التركيز فقط على المكونات ذات القيمة المضافة وهنا ايضا تبرز اهمية اقامة تحالفات مع الشركات الصيينة للاستفادة من قدرات الكبيرة لتلك الشركات على التوزيع والتسويق اما داخل السوق الصينى أو خارجه .

    نؤكد مرة أخرى أن الشركات العالمية للتكنولوجيا أدركت حقيقة التطور القادم فى مجال تصنيع المكونات التكنولوجية وأن أحد لن يستطيع منافسة المقومات التنافسية للصناعة الصينية وقدرته على تخفيض التكلفة بدرجة كبيرة وبالتالى فانه من الأفضل أن نبحث عن نموذج للتعاون والتكامل مع الصناعة الصينية وليس التنافس معها والذى لن يكون فى صالحنا مطلقا .

    نأمل فى ظل هذا التقارب السياسى الكبير بين القيادات السياسية فى كل من مصر والصين ان ينعكس هذا على تعزيز التعاون التكنولوجى فيما بينهم وان ننجح فى اقامة شراكة تكنولوجية تستهدف توطين عملية تطوير التقنيات الحديثة فى مصر على غرار ما نجحت فى التجرية الصينية وان تتحول مصر فى المستقبل القريب الى دولة مصدرة للتكنولوجيا والخروج من دائرة الاكتفاد باستيراد التكنولوجيا من الخارج .

    كما نطالب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وغرفة الاقتصاد الرقمى باتحاد الغرف التجارية بعدم الموافقة على تسجيل أو التعامل مع أى شركة تعمل فى مجال استيراد مكونات الكمبيوتر " أيا كانت " دون التزام تلك الشركة بإقامة مركز لصيانة وتقديم خدمات ما بعد البيع لتلك المنتجات .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن