أخر الأخبار

" Cairo ICT " .. قصة نجاح لقطاع التكنولوجيا المصرى

  •  بقلم  : خالد حسن



    بدأت علاقتى مع معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا " Cairo ICT " منذ عام 1998 تحديدا ، على حين انطلقت نسخته الاولى فى عام 1996 ، حيث كان يشكل معرض نوعى متخصص مختلف عن باقي 
    المعارض التقليدية حينئذا  والتى يكون  هدفها الأول هو المستهلك النهائى
    ومعيار النجاح هو تحقيق العارضين لمزيد من المبيعات اثناء فترة المعرض .


    ولأول مرة نجد معرض يضع فوارق واضحة بين مفهوم المعارض التى تركز على استعراض التقنيات الحديثة بمشاركة كبرى الشركات واللاعبين العالميين والاقليمين والمحليين ايضا من خلال قاعات عرض منظمة بصورة احترافية ، على
    غرار ما كنا نشاهده فى معارض دولية للتكنولوجيا مثل سيبت "CeBIT " فى المانيا و معرض كومدكس" CES " فى مدينة لاس فيجاس الامريكية وايضا معرض "
    جيتكس دبي " ، بالاضافة الى مكان مخصص لتلبية احتياجات المستهلك النهائى
    من شراء احتياجاته من أجهزة الكمبيوتر والهواتف ومستلزماتها بعروض سعرية
    متنوعة .



    وبمرور الوقت نجح فريق العمل القائم على تنظيم " Cairo ICT " فى لفت  الانظار بقوة الى فرص النمو المضطردة والواعدة فى سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرى سواء من خلال تضاعف عدد الشركات المشاركة
    بالمعرض او من خلال دعوة وتوافد الوفود الرسمية الدولية وممثلى الشركات العالمية للتكنولوجيا ولاتصالات على المشاركة فى فاعليات المعرض وما تزامن معها من مؤتمر يناقش أهم القضايا المعنية بكيفية تعزيز عملية
    التحول الرقمي التى تقودها الحكومة المصرية لاسيما بعد تأسيس وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

    وفى الحقيقة لا يمكن ان ننكر الدور الحكومى ، خاص وزاة الاتصالات
    وتكنولوجيا المعلومات و عدد من الوزارات الاخرى ، على سبيل المثال وليس
    الحصر كالنقل والصناعة والمالية والانتاج الحربى والتجارة ، والتى تعاملت مع المعرض بوصفة المنصة الرئيسية لإطلاق  عدد من المبادرات والمشروعات
    القومية المعنية ببناء مجتمع المعلومات وتعزيز البنية التحتية
    التكنولوجية ونشر الخدمات الحكومية الالكترونية حيث ارتبطت الدورات
    اللاحقة ل " Cairo ICT" بالكشف عن عدد من أهم المبادرات الوطنية فى مجال سباق التحول الرقمي وبناء الاقتصاد الرقمي .



    وفى تصورى لم يكن الدعم السياسى من رعاية وافتتاح القيادة السياسية ممثلة
    فى السيد رئيس الجمهورية لعدد من الدورات الخاصة بالمعرض الا انه بمثابة شهادة موثقة واعتراف رسمي باهمية الدور الذى يقوم به " Cairo ICT " فى
    تسليط الضوء على الانجازات السنوية التى تتخذها الدولة المصرية ، حكومة
    وقطاع خاص ، فى مجال التحول الرقمي ومواكبة سرعة التغيرات العالمية فى
    هذا المجال وكذلك دوره فى استعراض الامكانيات والفرص المتاحة للمستثمرين
    وشركات التكنولوجيا العالمية والاقليمية للتواجد فى السوق المصرى والمشاركة بقوة فى عملية التطوير والتنمية خاصة وأنه يعد واحد من اكبر
    أسواق التكنولوجيا فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا .



    فى اعتقادى ان " Cairo ICT " نجح على مدار كافة دوراته فى أن يكون مرآة مشرفة وجادة تعكس مدى التقدم السنوى لقطاع التكنولوجيا والاتصالات المصرى
    ومدى امتلاكنا لكافة المقومات والامكانيات البشرية والفنية التى تتطلبها
    عملية التحول الرقمي ناهيك عن دوره فى التسويق والترويج للحلول
    الابتكارية والتطبيقات التى نجحت شركات التكنولوجيا المحلية فى تطويرها
    بعقول مصرية بالاضافة الى تعزيزه لمفهوم ريادة الاعمال ودعم أصحاب
    الافكار الابداعية فى مجال تكنولوجيا المعلومات واتاحة الفرص لاصحاب
    الشركات الناشئه للحصول على تمويل مناسب لدعم خططهم المستقبلية للتوسع محليا واقليميا .



    ورغم كل التحديدات والصعويات التى واجهت المعرص على مدار تاريخى سواء من خلال دخول منافسين اقليمين أو عالمين جدد لاقامة معارض مثيلة ، منافسة ،
    او ترديد لعبارة " ان دور المعارض انتهى فان الأيام
    تثبت بل وتؤكد ان دور معارض التكنولوجيا يتزايد وعلى من يريد التأكد من ذلك القيام بزيارة كل من معرضى " جيتكس دبى " أو " ليب الرباض " ليدرك مدى الدعم الحكومى الذى تحظى به هذه المعارض من جانب كافة الجهات
    الحكومية والعمل على تعظيم الاستفادة منها لكونها أهم أدوات الترويج وأستعراض خططها وسعيها لمواكبة التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي الذي تشهده الدولة .



    كذلك نجح  " Cairo ICT " فى أن يرسخ نفسه كاحد من اهم الفعليات السنوية
    فى منطقة الشرق الاوسط وافريقيا والتى يحرص الكثير من شركات التكنولوجيا
    والاتصالات وكبار المديرين التنفيذين للعديد من مؤسسات الاعمال بمختلف القطاعات الاقتصادية على وضعها على اجندة اهتماماتهم والمشاركة فيه لاسيما مع نجاح المعرض فى التحول من مجرد حدث مهم للتكنولوجيا الى منصة واحدة


    شاملة وعملاقة تضم تحت مظلتها بالتوازي 6 فعاليات متنوعة على رأسها
    النسخة الـ 12 من المؤتمر والمعرض الدولي للمدفوعات الرقمية والشمول
    المالي الرقمي PAFIX، والنسخة الثانية من مؤتمر ومعرض الذكاء الاصطناعي
    ومراكز البيانات والحوسبة السحابية  AIDC، بالإضافة إلى معرض Connecta
    المتخصص في الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية والتكنولوجيا الترفيهية،
    وملتقى الإبداع وساحة الابتكار Innovation Arena، وحدث Cyber Zone
    التنافسي المبتكر في مجالات الأمن السيبراني، ومنتدى Shennovates  المخصص
    لدعم وتشجيع الفتيات والشابات بمجالات الابتكار.



    وعلى المستوى المهنى والذكريات الشخصية تزامن اطلاق جريدة " عالم رقمى "
    فى عام 2007 ، قبل شهر واحد فقط ، من انعقاد دورة " Cairo ICT " حيث كنا الجريدة الوحيدة وللمرة الاولى التى نجحت فى اطلاق ملحق يومى " ورقى "
    لتغطية كافة فعليات المعرض والمؤتمر الذى يتزامن معه كذلك قمنا للمرة الاولى ببث وتغطية كافة اللقاءات الصحفية واحداث المعرض ببث حي من خلال
    قناة الجريدة على اليوتيوب  .

    كذلك نجحنا فى نقل كافة أعضاء فريق العمل بالجريدة ، ضم 30 من زملاء صحفيين ومراجعيين لغويين وسكرتيرة التحرير ، ليتم تنفيذ أعمال التحرير والأخراج الفنى من خلال جناح " عالم رقمي " فى المعرض وهى تجرية كانت
    جريئة وفيها جزء من المخاطرة ولكن نجح فريق " عالم رقمي " فى الحفاظ على هذه التجربة الى وقتنا الحالى لتكون الجريدة الوحيدة التى تصدر نحو 48 صفحة كاملة على مدار أيام المعرض الأربعة لتكون بمثابة أداة رصد وتوثيق وأرشيف الكتروني لكافة فاعليات المعرض والمؤتمر .


    واذا كما بصدد اقامة النسخة ال 29 من معرض " Cairo ICT ’25" ، خلال الفترة من 16 – 19 نوفمبر الحالى تحت شعار "إمكانيات لا متناهية.. إعادة
    كتابة قصة الغد (Infinite Possibilities: Rewriting Tomorrow's Story )"،
    فانه يسعدنا ان يعلن الصديق والزميل الاعلامى اسامة كمال الرئيس التنفيذي
    لشركة تريد فيرز إنترناشونال، الشركة المنظمة لمعرض ، ان هذه الدورة هي
    الأضخم في تاريخ المعرض بمشاركة أكثر من 500 شركة عارضة متمنيا له ولفريق
    العمل نجاح هذه الدورة بمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من
    خلال جناح يضم أبرز الهيئات التابعة لها، وعلى رأسها هيئة تنمية صناعة
    تكنولوجيا المعلومات ، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات .



    فى النهاية لا ننسى أن نوجه الدعوة لأبنائنا وشبابنا ، من مختلف أعمارهم
    ومديرى مؤسسات الاعمال الباحثين عن تحسين الاداء وزياد القدرات التنافسية
    لمؤسساتهم وكافة الشغوفين بالتكنولوجيا في جميع المجالات والتخصصات
    بضرورة زيارة المعرض لاستكشاف الابتكارات الجديدة المشاركة فى الجلسات النقاشية لتسليط الضوء على مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء
    وتقنيات الجيل الخامس ، والأمن السيبراني، و البنية التحتية الذكية وحلول المدن الذكية، والرعاية الصحية الرقمية، وتكنولوجيا التعليم والتعلّم الرقمي، وحلول الحوسبة السحابية ومراكز البيانات، والتكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية، والتقنيات الخضراء وابتكارات الاستدامة.

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن