محمد الخولي
تعد استضافة مصر لأول مرة الدورة السادسة والأربعين والسابعة والأربعين من البطولة الأكبر والأهم في مجال البرمجيات على مستوى العالم "المسابقة الدولية للبرمجة (ICPC)"، دليلاً واضحاً على مدى اهتمام الدولة المصرية بتعزيز بيئة الابتكار وتحفيز الإبداع في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبصفة خاصة مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي بهدف تسريع عملية التحول الرقمي في مصر وإعداد أجيال من المبتكرين والمبرمجين يساهمون بصورة فعالة في تطوير المستقبل الرقمي بمصر وتحقيق التنمية المستدامة.
ويؤكد حرص الدولة المصرية على تهيئة الأجواء المناسبة لفاعليات هذه المسابقة العالمية مدى جدية استراتيجيتها لتحقيق التحول الرقمي وتسخير كافة الإمكانات لدعم وتمكين الشباب وتعزيز قدراتهم لإطلاق العنان لإمكاناتهم الإبداعية وقدراتهم الابتكارية إيمانًا من الدولة بأن الشباب هم نواة المستقبل، ولذلك تحرص على أن تُتيح للشباب عبر جميع أنحاء العالم فرصة إبراز إبداعهم ومهاراتهم من خلال تعزيز روح التعاون وتبادل الخبرات بين الشباب من مختلف الدول، مما يُساعد على خلق جيل جديد قادر على تحقيق نمو مستدام وتنمية اقتصادية، تماشياً مع رؤية مصر 2030.
كما تأتي البطولة العالمية الأهم والاكبر التي استضافتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة الأقصر خلال الفترة من 14 إلى 19 أبريل 2024، لتوضح جهود شركة هواوي العالمية التي حظيت برعاية المسابقة الدولية للبرمجة (ICPC) وحرصها على تعزيز البيئة الرقمية في مصر ودول القارة الإفريقية وتكثيف استثماراتها في المواهب الرقمية والتكنولوجية وتعزيز قدرات المبدعين في مجال البرمجة، وذلك إيماناً من هواوي بأن الرقمنة محفز رئيسي للنمو في مصر والدول الإفريقية.
ونظراً لأن هذه المسابقة تعد هي الأكبر والأهم على مستوى العالم في مجال البرمجة، فقد كان حفلي افتتاحها وختامها حفلين أسطوريين يعكسان عراقة وأصالة التاريخ المصري وارتباطه بالنمو والتطور، حيث أقيم حفل الافتتاح بمعبد الأقصر بينما أقيم حفل الختام بمعبد حتشبسوت بحضور وزيري الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشباب والرياضة، ليعكس ذلك حرص مصر على الابتكار والنمو منذ عهد الفراعنة.
لقد شهد اختتام النسخة الموحدة من نهائيات المسابقة الدولية للبرمجة (ICPC) للعامين 2022 و2023 منافسات ساخنة في حل المسائل المعروضة بين 263 فريقًا يمثلون أكثر من 50 دولة، حيث حصد لقب النسخة 46 فريق جامعة بكين الصينية بعد تألقه في حل 10 من أصل 11 مسألة، بينما فازت المدرسة العليا للاقتصاد جامعة موسكو بلقب النسخة 47 بعد إنجازها حل 9 مسائل، وهو ما يجعل هذه المسابقة بمثابة منصة عالمية مميزة للتنافس بين طلاب الجامعات من جميع أنحاء العالم في مجال البرمجة وحل المسائل المعقدة، حيث تهدف البطولة إلى توفير منصة ممتدة لدعم التدريب على البرمجة عالية المستوى بالإضافة إلى تعزيز الابتكار لدى طلاب الجامعات الذين يُظهرون شغفًا بمجال البرمجة والخوارزميات، فضلاً عن اكتشاف المواهب المتميزة في هذا المجال.
وتتوافق أهداف هذه المسابقة مع استراتيجية شركة هواوي تكنولوجيز التي تولي اهتماماً كبيراً ببناء القدرات الرقمية للشباب والتدريب على التكنولوجيات المتقدمة بهدف تزويد المواهب الشابة بالمهارات التقنية والتكنولوجيا اللازمة للمساهمة في بناء مستقبلٍ رقمي وإعداد جيل جديد من الكفاءات والخبرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولذلك تحرص هواوي على رعاية هذه المسابقة منذ عام 2020 وحتى الآن.
ولذلك تأتي رعاية هواوي لهذه المسابقة العالمية، ضمن استراتيجية الشركة التي تحرص على توفير منصات ممتدة تضم مستقبل محطات المعلومات والحوسبة والاتصال لدعم التدريب على البرمجة عالية المستوى والابتكار لطلاب الجامعات، حيث تلتزم هواوي بتمكين الجيل القادم من المواهب التكنولوجية من خلال توفير فرص لهم لاستكشاف المجالات التي تساهم في تطوير العلوم والتكنولوجيا ودفع الصناعة لتلبية احتياجات الغد.
ولم تكتف شركة هواوي بنشاط الرعاية فقط لهذه المسابقة؛ وإنما تشارك أيضاً بتنظيم العديد من الفعاليات خلال المسابقة بما يساعدها على تحقيق استراتيجيتها وأهدافها، حيث قامت هواوي خلال فعاليات المسابقة بتقديم "تحدي ICPC مدعوم من هواوي" لتزويد الطلاب بمعرفة صناعية حديثة وتعزيز فهمهم العملي للتقدم التكنولوجي، بالإضافة إلى تحدي ICPC ومعسكرات التدريب وبطولة ICPC النهائية، مما يعكس التزام الشركة بتطوير مهارات البرمجة وتوسيع قاعدة المواهب العالمية لتلبية متطلبات العصر الرقمي.
وفي سبيل تحقيق استراتيجيتها لدعم ورعاية المواهب الرقمية، حرصت شركة هواوي خلال السنوات القليلة الماضية على تكثيف استثماراتها لتتجاوز 3 مليارات دولار سنويًا في مجال البحوث الأساسية، بما في ذلك دعم توسيع نطاق المسابقات الدولية، وهو ما يعكس سعي هواوي الدائم على ضم أفضل المواهب العالمية إليها لمواجهة التحديات المتطورة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما تحرص هواوي على التعاون مع العلماء والباحثين والمهنيين من جميع أنحاء العالم ودعم تطوير المواهب الشابة، حيث تؤمن هواوي تماماً بأن الانفتاح والتعاون هما المحركان الرئيسيان للتقدم العلمي والتكنولوجي لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ولذلك تتميز هواوي بأن لديها أكثر من 200 ألف موظف من الخبراء، فضلاً عن أن 20 في المائة من الإيرادات يتم تخصيصها للاستثمار في مجالات البحث والتطوير.
وتقوم هواوي بجهودها المستدامة في مصر بتمكين الشباب بالتعاون مع الحكومة، وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المحلية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني في إطار استراتيجيتها الخاصة بـنقل وتوطين التكنولوجيا والتي جاءت متوافقة مع رؤية مصر 2030 الخاصة بالتحول الرقمي. حيث تركز استراتيجية الشركة على محورين رئيسيين، وهما العمل على تطوير البنية التحتية للصناعات المختلفة في مصر، وتطوير قدرات الشباب ليكونوا مركزاً لمواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة.
ولقد أنشأت هواوي نموذجاً متكاملاً بدءًا من تعزيز قدرات موظفيها وتقديم كل سبل المساندة من تدريبات لتمكينهم في مجال التكنولوجيا والإدارة والمهارات التي تحتاجها بيئة العمل بشكل دوري، وصولاً إلى نقل خبراتها إلى الهيئات المختلفة، والعملاء، وشباب الجامعات.
