ريادة الأعمال .. وبداية عصر جديد من النمو الاقتصادي " 1 "

  • نبضات

    بقلم : خالد حسن

    لعلنا نتفق على أن " ريادة الأعمال " باتت تعد من القطاعات الهامة والواعدة في اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية على حد سواء، وتفسر هذه لأهمية الدور الكبير لريادة الأعمال في سياق التنمية الاقتصادية وتجديد النسيج الاقتصادي للدول والمجتمعات من خلال إعادة التوازن للأسواق ورفع من مستويات الإنتاج وتشجيع الابتكار والإبداع والقضاء على البطالة، وتوفر فرص عمل، فضلا عن التواضع في مؤهلات العمالة المطلوبة مما يعزز دورها في امتصاص البطالة التي في الأغلب تتصف بتدني مستواها التعليمي والمهني وخاصة البلدان النامية، وقدرة ريادة الأعمال في التأقلم تبعاً لاحتياجات السوق المتغيرة، والمساهمة في تلبية بعض من احتياجات المشروعات الكبيرة سواء بالمواد الأولية أو الاحتياجات الأساسية.

    ومؤخرا نظم المنتدى الاقتصادي العالمي ، فاعليات الاجتماع السنوي السادس عشر للأبطال الجدد لريادة الاعمال  2025 "The New Champions 2025 – Entrepreneurship for a New Era " ، بمشاركة أكثر من 1700 من قادة العالم  بما في ذلك كبار المبتكرين - والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والمنظمات الدولية ، لاستكشاف كيف يمكن لريادة الأعمال والابتكار إعادة إشعال النمو وسط مشهد جغرافي اقتصادي سريع التطور حيث جمع الاجتماع القادة لتبادل الأفكار ودفع العمل بشأن الأولويات المشتركة حول خمس ركائز مواضيعية: فك رموز الاقتصاد العالمي؛ والتوقعات المتعلقة بالصين؛ وتعطل الصناعات؛ والاستثمار في الناس والكوكب؛ والطاقة والمواد الجديدة.

    كما أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي وشركاؤه مبادرات وتقارير تتعلق بالتكنولوجيات الناشئة والتكنولوجيا المالية والتصنيع وانتقال الطاقة والاستدامة والنمو في منعطف حرج بالنسبة للاقتصاد العالمي، ومن خلال الحوارات رفيعة المستوى والمناقشات العملية ، ساعد الاجتماع القادة على التنقل في السياق الجغرافي الاقتصادي الجديد، وصياغة نماذج أعمال جديدة، وإقامة شراكات جديدة لتحقيق إمكانات التقنيات الناشئة بشكل كامل وإطلاق العنان لقوى جديدة للنمو .

    وتحت موضوع "ريادة الأعمال من أجل عصر جديد" ، استكشف قادة الجيل القادم ورجال الأعمال ، بمن فيهم قادة ومجتمعات المبتكرين للشركات اليونيكورن ، وهي شركات ناشئة خاصة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار ، ورواد التكنولوجيا أو ما يطلق عليهم " الأبطال الجدد " كيفية تسخير قوة التقنيات الناشئة وريادة الأعمال فيما يتعلق بالمرونة الاقتصادية ، تحول الصناعة والاستدامة.

    وركزت الجلسات اهتماما خاصا على الأسواق الناشئة فضلا عن الاتجاهات التي تشكل الاقتصادات الآسيوية والتوقعات الاقتصادية للصين.

    ووفقا ل بيتر برابيك ليتماث ، الرئيس المؤقت لمجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي ، فان المشهد العالمي المتغير ، يؤكدان  التكنولوجيا هي المفتاح لدفع التقدم المشترك" ، على حين يرى بوريك بريندي ، الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، في عالم يتسم بزيادة العزلة ، فقط من خلال الإبداع المشترك والتعاون العميق عبر القطاعات والمناطق يمكننا بناء حلول مرنة تفيد الجميع".

    وقال لي تشيانغ ، رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية، غالباً ما تكون التغييرات والتحولات مصحوبة بإعادة الهيكلة وإعادة التشكيل" وأن اقتصاد الغد العالمي لن يكون مجرد تكرار لقصص الماضي.

    واكد لورانس وونغ ، رئيس الوزراء ووزير المالية في سنغافورة ، أنه بشكل جماعي أعتقد أننا يمكن أن تحدث فرقا كما يمكننا إرساء الأساس لنظام عالمي جديد وأكثر استقرارا .

    ويرى عثمان سونكو ، رئيس وزراء السنغال ، العالم اليوم يتطور بسرعة كبيرة ، خاصة مع التقنيات الجديدة ، وعلينا حقًا التركيز على العدالة الاجتماعية وتعزيز رأسمالنا البشري حقًا .

    وتعتقد أنيت موسمان ، الرئيس التنفيذي لمجموعة APG ، انه إذا كنت ترغب في تحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي ، فأنت بحاجة إلى زيادة في الإنتاجية وأن AI هو السبيل للوصول إلى هناك .

     

    وفيما يلى سنسلط الضوء على الخمس ركائز التى نقاشها المنتدي أولها " فك رموز الاقتصاد العالمي " اذ انه في خضم التوترات التجارية، وارتفاع مستوى عدم اليقين في السياسات، وتباطؤ الإنتاجية والنمو، اتفق المشاركون على أن ريادة الأعمال والابتكار تقود مكاسب الإنتاجية ، حيث توفر المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي والأتمتة مسارات جديدة للمرونة الاقتصادية وخلق فرص العمل. ويتماشى هذا الرأي مع أحدث طبعة للمنتدى منتوقعات كبار الاقتصاديين وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي هو محرك للنمو الاقتصادي، إلا أن التقرير حدد أيضاً الذكاء الاصطناعي على أنه ينطوي على مخاطر خطيرة من خلال التضليل وزعزعة الاستقرار المجتمعي.

    وبما أن زيادة الانقسام الجغرافي الاقتصادي قد تغلق المسارات التقليدية القائمة على التصدير أمام التنمية الاقتصادية، فإن البلدان المتقدمة والناشئة على حد سواء بحاجة إلىنماذج جديدة للتحول الاقتصادي.

    وكان دور الاقتصادات الآسيوية مثل الصين وفيتنام وسنغافورة في الاقتصاد الأوسع نطاقا موضوعا رئيسيا في جميع أنحاء العالم، حيث اعرب المشاركون عن تفائلهم بشأن التعاون الإقليمي المتنامي وآسيا كمصدر للنمو الذي تشتد الحاجة إليه.

    وناقش أكثر من 70 من قادة الآسيان والصين مجالات جديدة للنمو الجيد عبر الإقليمي، في حين ناقش قادة من أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط والصين كيفية التغلب على التقلبات التجارية الحالية والسعي إلى التعاون الاقتصادي العالمي العملي.

    المنتدى مستقبل التكنولوجيا المالية العالمية وقدم التقرير بيانات ورؤى جديدة مستمدة من مسح عالمي شمل 240 شركة للتكنولوجيا المالية.

    تقرير آخر وسلط الضوء على المفهوم العام لتأثير العملة وتبادل الأثر، ودراسة اعتبارات الاقتصاد الكلي، إلى جانب أطر قياس الأثر والعوامل السياسية والحوكمة.

    "تعتمد مرونة آسيان على الاستثمار في الابتكار والتحول الرقمي والتصنيع المتقدم، فضلاً عن تعميق التعاون الإقليمي فنحن نشهد حقبة جديدة من التكنولوجيا الجديدة وهذا سيجلب تغييرات وفرصا للنظام النقدي الدولي.

     

    وتمثل المحور الثانى فى " توقعات حول الصين  " اذ من المتوقع أن تساهم الصين بما يقرب من 30٪ من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2025، مما يجعل مسارها الاقتصادي عاملا حاسما في تشكيل الأسواق العالمية وسلاسل التوريد وناقش المشاركون استراتيجية الصين الاقتصادية للتحول نحو النمو المدفوع بالتكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم والتكنولوجيا النظيفة ، من بين أمور أخرى ، في صميم سياستها الصناعية.

    وكان دور الصين الحاسم كمحرك للنمو العالمي موضوعا أساسيا طوال الاجتماع، ولا سيما كيف أن التحول نحو الاستهلاك المحلي إعادة تشكيل أنماط التجارة، مع ما يترتب على ذلك من آثار على المصدرين والشركات متعددة الجنسيات العاملة في البلاد.

    وحددت الكلمة الرئيسية لرئيس مجلس الوزراء لي تشيانغ الأولويات الوطنية وأشاد بفضائل الحوار على المستوى الدولي حيث أطلق المشاركون نسخة شبكة المنارات العالمية في الصين ووضعوا استراتيجيات شاملة للخدمات المالية لدعم اقتصاد طول العمر ، مع الاعتراف بأهميته مع تحول التركيبة السكانية في الصين. كان المشاركون حريصين على التعرف على التقدم الذي أحرزته الصين في إنتاج الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية وتأثيرها الاقتصادي العالمي. الجلسةائتلاف المحرك الأول تم إدخالها رسميًا إلى النظام البيئي الصناعي الصيني ، مما يمهد الطريق لمشاركة صينية أعمق.

    ومن ثمة يتطلب منا بناء حقبة جديدة مزدهرة تبني روح ريادة الأعمال للابتكار في الحلول ورعاية ثقافة" والجدير بالذكر أننا بحاجة إلى تعزيز المزيد من الشراكات المربحة للجانبين في حماية البيئة وتشكيل الحوكمة العالمية للتكنولوجيا وفيما يتعلق بالتوترات التجارية، فيجب علينا تسليط الضوء على مفهوم "الابتكار في الأزمات". فالكثير من الاختراقات التكنولوجية تحدث في أوقات الأزمات  ناهيك عن "التنمية الاقتصادية عالية الجودة والمبتكرة في الصين" أصبحت بالفعل نافذة للعالم لرؤية والشعور بحاضر ومستقبل الاقتصاد الصيني".

     

    للحديث بقية ...

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن