الذكاء الاصطناعى .. والعدالة الضريبية

  • بقلم : خالد حسن

     

    يعتقد الكثير من دافعي الضرائب لاسيما من الشركات الصغيرة والمتوسطة الملتزمة ، باستخراج بطاقة ضريبية وسجل تجارى وفاتورة الكترونية ناهيك عن ضريبية القيمة المضافة ،  ان العبء الضريبى يقع عليهم فقط وانهم الاكثر تعرضا للمحاسبة الضريبية مقابل ان هناك الكثير من المؤسسات الكبري والاثرياء الذين نجحوا حتى الان فى التهرب من المجتمع الضريبيى او اخفاء حقيقة دخلهم ومن ثمة فان عدم تحقق العدالة الضريبية يجعل دافعى الضرائب غير راضين عن استمرار تحمل العبء الضريبى فى حين ان هناك من يجنى الكثير من الارباح بدون سداد الضرائب المستحقة .

    ومع تطبيق وزارة المالية لمنظومة الضرائب الالكترونية والفاتورة الالكترونية فانها ساهمت بالفعل فى تعظيم العائد من الضرائب من نفس المجتمع الضريبى ، الملتزم اصلا بكافة القوانيين ، ولكن ماذا عن التهريبين والذين لم ننجح حتى الان فى الوصول اليهم وهنا ربما ياتى دور الحلول التكنولوجية التى تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي  اذ لا يساعد الذكاء الاصطناعي في اكتشاف حالات التهرب فحسب، بل يساعد أيضًا في تجنب عمليات تدقيق دافعي الضرائب الذين يتبعون القواعد والتشريعات الضريبية اذ اصبحت تقنيات علوم البيانات وخدمات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من جهود التحول الرقمي وأداة ناجحة لامتلاك استراتيجية بيانات حديثة قادرة على تقديم أفضل تنظيم للبيانات وربطها بكفاءة .

    وكشفت وكالة الإيرادات الداخلية بالضرائب الأمريكية " IRS " عن استعدادها لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي " AI "  لتدقيق 75 من أكبر الشراكات في الولايات المتحدة، بما في ذلك تلك بين صناديق التحوط، والمستثمرين العقاريين، والشركات المتداولة علناً، وشركات المحاماة الكبرى، والتي تتباهى جميعها بأصول تبلغ في المتوسط ​​حوالي 10 مليارات دولار.

    أوضحت عن أن حصيلة تهرب المليارديرات في الولايات المتحدة من دفع الضرائب بلغت نحو 150 مليار دولار سنويا، اذ ستبدأ الوكالة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأثرياء، الشركات الكبيرة، لضمان الوصول إلى العدالة الضريبية بين دافعي الضرائب.

    اكد داني ويرفيل، مفوض مصلحة الضرائب الأمريكية، إن عمليات تدقيق حسابات دافعي الضرائب الذين يكسبون مليون دولار أو أكثر سنويا انخفضت بنسبة 80% على مدى السنوات العشر الماضية، بالتزامن مع ارتفاع أعداد الذين يجنون مليون دولار أو أكثر سنويًا بنسبة 50% خلال تلك الفترة الزمنية.

    وتتوقع مصلحة الضرائب الأمريكية أن تجمع 561 مليار دولار إضافية من عائدات الضرائب على مدى العقد المقبل، من خلال البرنامج الجديد الذي وافق عليه الكونجرس حيث أطلقت الوكالة العديد من البرامج التي تستهدف دافعي الضرائب ذوي العوائد الأكثر تعقيدًا للقضاء على التهرب الضريبي والتأكد من أن كل دافعي الضرائب يساهمون بحصتهم العادلة.

    أشارت الوكالة، إلى أنه مقابل كل دولار إضافي يتم إنفاقه على التدقيق، تجمع الوكالة حوالي 6 دولارات من الإيرادات موضحا أن التهرب الضريبي من قبل المليونيرات والمليارديرات الأمريكان، يزيد العجز الحكومي المتزايد ويخلق تشوهات في النظام الضريبي كما أن نقص التمويل بسبب التهرب الضريبي لسنوات حرم الوكالة من التكنولوجيا والموارد اللازمة لتمويل عمليات التدقيق – خاصة العوائد الأكثر تعقيدًا وتعقيدًا، والتي تتطلب المزيد من الموارد.

    بالإضافة لجهودها التي تستهدف دافعي الضرائب الأثرياء والشراكات، ستقوم مصلحة الضرائب الأمريكية بتوسيع نطاق تركيزها ليشمل الأصول الرقمية. وتشير الوكالة إلى أن نسبة مذهلة تبلغ 75٪ من دافعي الضرائب الذين يشاركون في عمليات تبادل الأصول الرقمية يفشلون في الامتثال لقوانين الضرائب. يؤكد هذا التوسع على التزام مصلحة الضرائب الأمريكية بضمان الإبلاغ عن جميع أشكال الدخل، بما في ذلك تلك الناتجة عن الأصول الرقمية، وفرض الضرائب عليها بشكل صحيح.

    وفى المقابل كثف بعض الجمهوريين في الكونجرس انتقاداتهم لمصلحة الضرائب، ويقولون إن موجة عمليات التدقيق الجديدة ستثقل كاهل الشركات الصغيرة ببيروقراطية غير ضرورية وسنوات من التحقيقات غير المثمرة ولن تزيد الإيرادات الا ان الوكالة اعنت عن برنامج لتدقيق حسابات أصحاب الطائرات الخاصة، الذين ربما يستخدمون طائراتهم للسفر الشخصي ولا يحسبون رحلاتهم أو ضرائبهم بشكل صحيح.

    وقال ويرفيل إنه بالنسبة لبعض الشركات والمالكين، فإن الخصم الضريبي من طائرات الشركات يمكن أن يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات موضحا إن المجال الآخر الذي يحتمل أن يكون مليئا بالتهرب هو الشراكات المحدودة، مضيفا أن العديد من الأثرياء يقومون بتحويل دخلهم إلى الكيانات التجارية لتجنب ضرائب الدخل مؤكدا إن الوكالة تستخدم الذكاء الاصطناعي كجزء من البرنامج لتحديد العائدات التي من المرجح أن تحتوي على تهرب أو أخطاء بشكل أفضل. لا يساعد الذكاء الاصطناعي في اكتشاف حالات التهرب فحسب، بل يساعد أيضًا في تجنب عمليات تدقيق دافعي الضرائب الذين يتبعون القواعد.

    وبالطبع فان تطوير المنظومة الضريبية الإلكترونية الحالية والارتقاء بالإدارة الضريبية، يعمل على تعزيز الحصيلة الضريبية والتيسير على المتعاملين مع مصلحة الضرائب المصرية من خلال اتباع أحدث الوسائل الإلكترونية على النحو الذي يضمن خلق منظومة ضريبية عادلة لجميع  الممولين او المكلفين .

    فى النهاية نتطع ان تعمل مصلحة الضرائب المصرية على شحذ قدراتها التنفيذية باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتخطو أيضًا خطوات واسعة في تمجال حسين خدماتها لدافعي الضرائب عن طريق تبنى خطط لتنفيذ برامج الصوت والدردشة المتطور اذ ستساعد هذه الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي دافعي الضرائب في عمليات الدفع والتحصيل، وتهدف في النهاية إلى تقليل أوقات المكالمات وتبسيط تجربة دافعي الضرائب بدلا من الوضع الحالى والذى يحتاج الى مراجعة فى تقدم خدمات الكول سنتر والرد على استفسارات الممولين .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن