بقلم : خالد حسن
والحلم ولاحظات بها الكثير من الزهو والبعض منها لا يخلو من الالم ولكنها تظل من اهم الذكريات التى اود الاحتفاظ بها وتشعل دائما بداخلى حالة من الشغف والتفاؤل والارادة والتصميم على الاستمرار انها ذكرى اطلاق جريدة " عالم رقمى "
ويمر شريط الذكريات ، لنحو 15 عام ، للامام للتوقف عند ايام كنا نقضيها متواصلة فى الجريدة مستيقظين ، بدون العودة لمنازلنا ، لاصدار الاعداد التجربيبة .. وايام نتابع فيها اعمال التجهيز لمعدات ومستلزمات الجريدة ..وساعات لاجتماعات مجلس التحرير مع الزملاء لتخديد الموضعات الخاصة بالعدد الجديد ولكن من احل الساعات هى التى كنا نقضيها لنقل خبراتنا فى مجال الصحافة المتخصصة لشباب الصحفيين حيث قررنا الاعتماد على نحو 45 شاب وشابه ، من احدث الخريحين ، لتكون القوة الاساسية لفريق العمل بالجريدة مدعما بعدد من القامات الصحفية واصحاب الخبرة فى بلاط صاحبة الجلالة والمتخصصين فى مجال تكنولوجيا المعلومات .
وفى على مدار مسيرة جريدة "عالم رقمي " منذ خروج الجريدة للنور لم نواحه مثل هذا الكم من التحديات الذى تم شهدناه خلال العام الماضي " 2020 و الحالى 2021 والتى صاحبت ظهور جائحة فيروس " كوفيد – 19 " والتي وجهت عدة ضربات لمنظومة الصحافة ككل وأثرت على كافة المستويات المتعلقة بالاليات الخاصة بمهنة الصحافة .
وفى الحقيقة فان من اهم الاثار السلبية للجائحة هو التراجع الكبير فى عائدات الاعلانات والرعاية ، ما يعد المصدر الرئيسى بتمويل غالبية الجرائد ، ولكن بشىء من التنظيم والادارة والتكاتف بين كافة العاملين بالجريدة نجحنا فى تجاوز هذا الشهور ، الصعبة خلال عامي 2020 و2021 ، بل واستطعنا بالفعل فى الوفاء بكافة التزاماتنا تجاه الزملاء الصحفيين ودخولهم لنقابة الصحفيين وهو ما نفخر به من هذا النموذج من التعاون الذاتي من اجل استمرار هذا الكيان الذى احتضن الجميع على مدار مسيرته ولم يستغني ان اى احد من ابنائه بل على العكس دائما كان داعما لهم وفعالا فى تنمية قدراتهم المهنية ومهاراتهم الشخصية .
وبالطبع يعد احد اهم أسباب قدرتنا على مواجهة أزمة " كوفيد _19 " هو ما تبنته الجريدة من مفهوم " العمل عن بعد " منذ اكثر من 10 سنوات حيث كانت كافة تكلفات الزملاء المحرريين تتم عن طريق ارسال البريد الالكترونى او الاجتماع الافتراضى كما أن كافة الاعمال الصجفية ترسل بصورة الكترونية ليتم مراجعتها وتصحيحها لغويا وارسالها لسكرتيرة التحري ، لتصيم المادة ، والطباعة كل ذلك بصورة رقمية تمام بدون ان يضطر اى زميل صحفى ، فى اى قسم ، الي الحصور لمقر الجريدة بل ينجز عمله ويرسلها الي زميله التالي حتي تصل الجريدة الى المطبعة وهذا النموذج فى الرقمنة كان فى الحقيقة هو احد اكبر المزايا والحوافز التى ساعدتنا على كافة المستويات في تجاوز التدعيات السلبية للجائحة والتى نتطلع ان يتخلص الجميع منها مع نهاية العام الحالي .
من المهم ان نشيرا الى انه منذ ان كانت " عالم رقمى " مجرد فكرة فى عام 2006 الى ان تحول الحلم الى مشروع ملموس وصدر الاصدار التجربيى فى مطلع اكتوبر 2007 وبالمناسبة كان ذلك على هامش المشاركة المصرية فى فاعليات معرض أسبوع جيتكس للتقنية دبى ، اذ تقام حاليا الدوة ال 41 للمعرض فى امارة دبى ، حيث حرصنا ان يكون العدد الاول للجريدة قادر على التعبير بقوة عن صناعة تكنولوجيا المعلومات المحلية وما تمتلكه من مقومات وامكانيات بشرية وفنية يمكنها تقود منطقة الشرق الاوسط وافريقيا لدخول ثورة المعلومات .
هدفنا .. كان جرئيا من إصدار هذه الجريدة .. ألا وهو مساعدة القراء - بكافة فئاتهم ومستوياتهم العلمية والعملية - للاستفادة مما يجرى حولنا فى العالم الرقمى والشبكات سواء أكان مستخدما عاديا للكمبيوتر أو يبحث عن الوسيلة المناسبة لتطوير مهاراته الذاتية فى عمله أو المؤسسة التى ترغب فى زيادة قدراتها التنافسية من خلال تحسين الإدارة بها والتميز والجودة فى منتجاتها .
وكنا حريصن على مشروع الجديدة ان يشكل كل عام قيمة مضافة حقيقة سواء على مستوى خدماتنا التى نقدمها للقارىء او على مستوى تطوير قدراتنا والعاملين فى الجريدة او تحسن مناخ العمل كشركة تعمل فى مجال انتاج المحتوى الرقمى وبما يتواكب مع الاندماج بين ثورة الاتصالات والاعلام وان يكون لنا مكانا متقدما فى ظل الزخم الكبير ،الذى تعانى منه يشدة مهنة الصحافة بشكل عام ، وهو ما يعرف بشبكات التواصل الاجتماعى العالمى " السويشال ميديا " .
وخلال العام الماضى نجاحنا ،بالشراكة مع شركة " سمارت "، في تقدم مفاجئه ساره لجميع المهتمين بمتابعة اخبار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال اطلاقنا على تطبيق الاجهزة المحمولة " عالم قمي " سواء لمستخدمى انظمة " اندوريد" أو " iOS " والتى يمكن تحميلها من متجر التطبيقات لكل من شركة " ابل " https://apps.apple.com/eg/app " ومتجر "جوجل "
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.sis.digitalworld
وعلى مدار السنوات الماضية حرصت " عالم رقمى " على تطوير كوادرها البشرية بما يتسق مع التطورات السريعة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لقناعتنا ان الصحفى المتخصص ليس هو فقط الصحفى المهنى الذى يريد أن يعرف قبل أن يريد أن يكتب. أو من يسعى للإحاطة بجميع جوانب مادته قبل أن يحدد ما هو مفيد للعلم وما هو مفيد للنشر وأنما هو الصحفى الذى يمتلك نفس عالي ومقدرة على التعمق والتحليل والبحث والوصول الى تحقيقات متفردة وأفكار مبتكرة.
رؤيتنا ..لدور الصحافة المتخصصة .. كانت وستظل أننا شركاء للتنمية وعنصر فعال فى عملية اتخاذ القرار من خلال نقلها نبض واحتياجات المواطن بالاضافة لدورها فى تسليط الضوء على الخدمات المتنوعة والمتطورة التى يقدمها القطاع لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة لذا لم ولن تبخل " عالم رقمى " فى تقديم دعمها لتوفير الادوات التكنولوجية اللازمة لتحسين اداء الصحافة المتخصصة وكذلك الدورات التدريبية لمواكبة التقنيات المتسارعة فى هذا المجال لتكون الصحافة المصرية المتخصصة على قدم المساواة مع نظيرتها العالمية .
ورغم الجدل الذى يثار - بين الحين والحين - حول مستقبل الصحافة المتخصصة ، والتى خرجت للنور فى نهاية الثمانيات من القرن الماضى ، فى ظل كثرة الصحف اليومية الشاملة الا ان الصحافة المتخصصة سيظل لها رونقها وبريقها لدى القارىء الذى يبحث عن المحتوى الجيد والعمق والتحليل فى المعلومات التى يتم نشرها ، وليس مجرد سرعة معرفتها ، ويتطلع الى معرفة كافة الاراء حول قضية محددة .
ومن هنا فان الصحافة التكنولوجية المتخصصة يجب النظر اليها باعتبارها صحافة التحليل والمناقشة لبلورة الأفكار والحلول الابتكارية القادرة على معالجة المشاكل المجتمعية وتكون أحد الاليات المساعدة فى عملية تطوير وتنمية القطاع ،المعنية بمتابعة أحداث ونقل أخباره ، من خلال مواد تحريرية ذات مضمون يحترم عقلية من يقراه من متخصصين ناهيك عن دورها فى الحفاظ على المهنية المتخصصة للصحفى وجعله قادرة على المشاركة والمساهمة ، عن وعى وفهم ، فى كافة قضايا الخاصة بالقطاع المتخصص به ناهيك عن حرصنا على تدعيم الجريدة باكبر عدد من مقالات الرأي المتميزة المعنية بالتطور المستقبلي للتكنولوجيا ودورها الايجابى فى حياتنا .
فى اعتقادى.. فأن التحدى المستقبل الذى سيواجه الصحافة المتخصصة هو قدرتها توضيح الفكرة، وبساطة العرض للتقنيات الحديثة ،بمعنى أنه يمكن لأي قارئ مهما كانت درجته تعليمه أو ثقافته أن يفهم موضوعاتها ببساطة، كما ان للكتابة التكنولوجية المتخصصة ضوابط أولها التبسيط سواء تقريب المفاهيم وتبسيط المطلحات أو الأرقام أو الحقائق أو المعلومات، بجانب الالتزام بالدقة، لا سيما عند التعامل مع المصطلحات ناهيك أن أهم عوامل نجاح الصحافة المتخصصة هو " أنسنة" الموضوعات، بمعنى عدم التعامل معها على أنها أرقام جافة، أو معلومات مجردة، وإنما ربطها بالواقع "الإنسانى" الذي تنبثق منه، ويتفاعل معها، مع استقصاء تأثيراتها الاجتماعية على حياة الأمم والأفراد، من حيث السلب والإيجاب، بحيث يكون "الإنسان" هو "البطل"..لا المصطلح التكنولوجى، أو الرقم .
وفى الحقيقة رغم ان " عالم رقمى " كانت بمثابة نقلة نوعية جديدة للصحافة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المقروءة وللمرة الاولى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية ، منذ صدور العدد الاول من الجريدة ،بوصفها الجريدة الاسبوعية الاولى تصدر ياللغتين العربية والانجليزية ، ونجاحه فى اعداد وتاهيل كوادر بشرية متخصصة ببلاط صحابة الجلالة فانها اصبحت مرأة تعكس واقع وتحديات وطموحات قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المحلى واطلاله على التطور التكنولوجى الاقليمى والعالمى ومازالنا قادرين على إعداد الكوادر الصحفية رغم الظروف الصعبة التى خلفتها جائحة" كوفيد- 19".
فى الختام ..لا يسعنى إلا أكرر ، كل عام ، شكرى العميق لجميع من ساهم فى خروج واستمرار هذا الجريدة من كتيبة الصحفيين والعاملين بالجريدة و أصداقاء مخلصيين من خبراء ومديرى شركات الاتصالات و التكنولوجيا وجهات وطنية ومسؤوليين حكوميين ، ورؤوساء وزراء ووزراء ومستشاري الاعلام كانت لقناعتهم الشخصية باهمية الشراكة الاعلامية، دور جوهرى تطوير وتنمية الصحافة المتحصصة فى مجال التكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانجاح واستمرار " عالم رقمى " وحده كأحد منابر الاعلام المتخصص فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليس فى مصر فقط ولكن فى منطقة الشرق الاوسط .