بقلم : خالد حسن
سلسلة الكتل، أو مصطلح بلوكشين " Blockchain" ،و هي عبارة عن تقنية تعمل على ايجاد ملف حسابى الكترونى موحد ، يتيح تسجيل كافة المعاملات الخاصة باى صفقة او تعامل تجارى بين الافراد او المؤسسات ، بما يسمح بتتبع الأصول في شبكة غير مركزية، حيث تكون هذه الاصول مواد ملموسة أو غير ملموسة، ويحتفظ كل طرف "فى الصفقة" بنسخة احتياطية مطابقة لجميع النسخ، حتى تتم عملية الاجماع على صحة المعاملة بين المشاركين، وتم ابتكار هذه التقنية لأول مرة لإيجاد بديل للعملة النقدية، وهي العملة الرقمية الأولى "البيتكوين"، والتي ابتكرها باحث يدعى "نكاموتو ساتوشي"، وتعتبر البتكوين واحدة من العديد من التطبيقات التي تعمل على تقنية البلوكتشين.
وتوجد عدة أنواع للبلوكشين الشبكة العامة، والشبكة الخاصة. حيث تكون شبكة البلوكشين العامة متاحة لجميع المشاركين، وتكون صلاحية قراءة وكتابة المعاملة متساوية على الجميع، وتمتاز هذه الشبكة بكونها لا مركزية، حيث يقوم المشاركين جميعا بمحاولة حل اللغز لاثبات صحة المعاملة، وبسبب وجود عدد كبير من المشاركين في عملية اثبات المعاملة، فقد يستغرق وقت الاثبات مدة طويلة تتراوح ما بين 10-60 دقيقة، على خلاف شبكة البلوكتشين الخاصة التي تتيح صلاحية قراءة وكتابة المعاملة لعدد من المشاركين دون البقية، وتدار الشبكة جهة مركزية حيث تعمل تقنية البلوكشين على مبدأ "الاجماع"، بحيث يجب على جميع المشاركين في الشبكة التوافق بأن هذه المعاملة صالحة وصحيحة.
ويؤكد خبراء التكنولوجيا أن هناك مجموعة من المزايا الإيجابية فى هذه التقنية لعلها اهمها القضاء على السلطة المركزية في تنفيذ وتسجيل المعاملات، بل ستتم عملية التحقق من مصداقية المعاملات عن طريق مجموعة من المشاركين بجانب المرونة الكبيرة ، والأمان، والشفافية والسرعة، والشفافية، و المستوى العالي من الأمان في التعامل فعلى جميع القواعد أن تبقى متاحة للجميع ومتوفرة عند الحاجة لها، ولا يمكن لأي عضو تغيير أي معاملة بشكل فردي، ففي حالة التغيير يتم طلب معاملة جديدة، ويتم التصديق على صحتها وتسجيلها، وتبقى هذه البيانات مشفرة بخوارزمية معقدة يصعب حلها.
كما تتصف "البلوكشين " بخاصية الاجماع، فيجب على أغلبية المشاركين الاجماع على صحة وصلاحية المعاملة حتى يتم تأكيدها وإضافتها إلى الكتلة، ثانيا خاصية الأصل، حيث بامكان المشاركين معرفة أصل المعاملة، وتاريخها، منذ نشأة المعاملة، ثالثا خاصية عدم القابلية للتغيير، وتعتبر هذه الخاصية أبرز ما يميز هذه التقنية، لذلك فانه من المستحيل إجراء أي تغييربأي معاملة بعد إثباتها واضافتها للكتل، وأخيرا خاصية النهائية، التي من خلالها يمكن للمستخدمين الحصول على أية معلومات متعلقة بهذه المعاملة في قاعدة بيانات واحدة دون الحاجة الى الرجوع لعدة مصادر.
ويحدد الخبراء عدة عدة بروتوكولات للتثقنية أهمها، بروتوكول إثبات العمل، يقوم من خلالها المشاركين بمحاولة حل عملية حسابية معقدة جدا قد تحتاج طاقة حاسوبية عالية، والمشارك الذي يقوم بحل المعادلة ينال عدد من البتكوين، وتعتبر هذه العملية غير مثالية، حيث أنها غير مستدامة لاستهلاكها مقدار عالي من الطاقة، ولتمركز المشاركين في عملية حل هذه المعادلات في مناطق معينة من العالم حيث تكون كلفة الطاقة أقل قيمة، أي تكون عائق لصفة اللامركزية التي تميز تقنية البلوكشين.
ومن أهم تطبيقات التقنية ، تطبيقات إدارة الهوية، والتصويت الالكتروني، والعقود الذكية، وتسجيل الأصول، وقد تطرق الباحث صالح راشد الهيملي إلى عدة تطبيقات للبلوكتشين في عالم الأمن السيبراني، كتطبيق التصديق الالكتروني اللامركزي، وتطبيق التوقيع الرقمي بدون مفتاح والذي يسهل عمل فريق الاستجابة للحوادث السيبرانية، وأخيرا التطبيق اللامركزي لحماية البنى التحتية.
ولكن هذا لا يعنى ان هذه التقنية خالية من السلبيات حيث من أهم هذه التحديات أن التقنية تظل غير ناضجة، ولم تجرى التجارب الكافية لاختبار التحديات الأمنية لهذه التقنية، ومن أبرزهذه التهديدات ظهور "الحواسيب الكمية"، والتي ربما تهدد عمل العديد من خوارزميات التشفير ماهيك عن انه حتى الان ليس هناك مواصفات فنية ومعايير موحدة عالمية يمكن الاعتماد عليها والاسترشاد بها لتطبيق هذه التقنية كذلك فان الكثيير من الحكومات مازالت متردده وعدم اخذ المبادرة فى منحها الاعتماد الكامل وتقنين التعامل بهذه التقنية حتى يمكن لمؤسسات القطاع الخاص الوثوق بالبلوكتشين والاستثمار فى الحلول المرتبطة بهذه التقنية .
فهل يشهد عام 2019 ، على المستوى المحلى ، بداية حقيقة لتعظيم الاستفاد من هذه التقنية فى ظل تزايد الحديث عن الرقمنة والتحول الرقمى لمختلف القطاعات الاقتصادية ؟