بقلم : خالد حسن
لعل من اهم مزايا قطاع تكنولوجيا المعلومات انه يمثل النواة الرئيسية لاحداث التغيرات فى كافة المجالات من خلال تطوير مجموعة من الحلول والتقنيات الابتكارية التى تستهدف تحسين نمط الانتاجية والحياة للجنس البشرى بما ادى الى نغير كلى فى الكثير من صور العمل والنقل والصحة والتعلم والبيئة والمناخ وحتى الترفيه والتسلية عبر من يعرف ببرمجيات الذكاء الاصطناعى " أرتيفيشال إنتليجانس " والتطبيقات التشاركية .
ويكثف العالم من جهوده للحفاظ على البيئة بوضع استراتيجيات مختلفة لمكافحة الانحباس الحراري وتقليص كمية المخلفات المتراكمة في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذه الجهود تعاني من قلة الحيلة لتوفير حلول مثمرة لإنهاء المشكلات كليًا. لكن هناك من يحاول جاهدًا المساهمة في مكافحة هذه المشكلات من خلال التقنيات الحديثة، فظهرت شركات بحلول مبتكرة للوقوف أمام التحديات وتجاوزها بشكل أو بآخر.
وفي إطار الاستعدادات التي تقوم بها الدولة المصرية لرئاسة وتنظيم قمة المناخ COP27 ، والذى ستسضيف مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل ، والجهود المبذولة لإشراك كافة الأطراف ذات الصلة في تعزيز العمل المناخي، وتشجيع الأفكار المبتكرة والحلول المستدامة، كشفت وزارات التعاون الدولي، والبيئة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن إطلاق مسابقة Climatech Run 2022 الدولية، والتي تستهدف الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ من قارة أفريقيا ومختلف أنحاء العالم، بهدف تحفيز وتشجيع الحلول الرقمية والكنولوجية المبتكرة والمستدامة لتعزيز العمل المناخي، ومواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنه.
وبالطبع تأتي هذه المسابقة " النوعية " تلبية للنداء العالمي بضرورة التصدي للتغيرات المناخية وابتكار الحلول المستدامة الهادفة للحفاظ على البيئة ومنح أولويات للتكنولوجيات الصديقة للبيئة والتي تمثل داعمًا لحلول التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، لذلك فإن المسابقة تعمل من خلال مسارين الأول إتاحة الفرص للشركات التكنولوجية العاملة في مجال المناخ للمشاركة، للمساهمة بالحلول التي يقدمونها في إتاحة آليات مستدامة ومبتكرة للتعامل مع التغيرات المناخية وزيادة الوعي بخطورتها وكيفية مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتسبب فيها، والمسار الثاني يستهدف المتخصصين في مجال الفن الرقمي.
وبالفعل نجحت الشرركات الناشئه خلال العقدين الماضى ، من خلال اكلاق برامج عالمية لتشجيعها ، لتركيز جهودها حول حل مشكلة النفايات التي تتسبب بموت الكوكب تدريجيًا، وظهرت العديد منها بحلول مختلفة تركز على جانبين؛ الأول يتعامل مع الناس، والثاني يرمي لحلول أكثر تقدمًا من خلال المساهمة بإعادة تصنيع النفايات والمخلفات، ما يعني تقليل حجم النفايات غير المستخدمة والمساهمة في تصنيع منتجات جديدة.
خلال السنوات القليلة الماضية ظهرت شركات ناشئة تهدف لتحفيز الناس على الاستفادة من المخلفات عبر إعادة تصنيعها، فأصبحت تمنحهم فرصة للحصول على مقابل لكل ما يقومون بتقديمه لإعادة التصنيع. وبمجرد القيام بذلك، تعمل تلك الشركات الناشئة على جمع المخلفات وتوريدها لمصانع وشركات تعمل على إعادة الفرز والتصنيع.
وتساهم هذه العملية بتقليل المخلفات غير المستفاد منها، ومن جهة أخرى توفر طريقة أقل تكلفة لصناعة منتجات بمختلف أنواعها مثل اللدائن والزجاج. وإن كانت هذه الطريقة متاحة لسنوات في عديد من بلدان العالم، إلا أنها بدأت تعتمد تقنيات حديثة مبنية على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتسريع عملية الإنجاز وتحفيز الناس على المشاركة بها.
وبدأت بعض الشركات المعتمدة على منهجية مشابهة بالظهور في المنطقة العربية مؤخرًا، كشركة " بلستكة " المصرية التي تمنح المستخدمين نقاطًا مقابل المخلفات المراد التخلص منها بمجرد وضعها في أماكن محددة عبر التطبيق، ومن ثم تتيح الاستفادة من النقاط في توفير خصومات للمستخدمين في مطاعم ومتاجر مختلفة.
وبعد مرحلة جمع النفايات يتساءل البعض كيف يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من هذه الفرصة فى مجال مكافحة التغيرات المناخية ؟ والحقيقة أن هناك شركات ظهرت في عدة دول تعمل على تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي وتعلم آلي تساهم بفرز المخلفات بكميات كبيرة خلال فترة وجيزة عبر التعرف عليها.
فهل يمكن ان تقودنا التقنيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي " AI " إلى طريق الأمان فى مجال مكافحة التغير المناخ ؟ الذى نعانى منه جميع بين فيضان وانهيارات هنا وجفاف ونقص فى الامطار هناك ورياح هنا وأعصاير هناك وموجات هوائيه حارة ملتهبة هنا وموجات هوائيه باردة هناك
فهل سنتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحيل البيانات من العودة الى ما كان كوكب الارض عليه بعد اكتشفنا لكافة الآثار الضارة والكبيرة جدًا التى تسبب فيها الانسان ؟
لهذا من المهم أن نفهم كيف يمكننا استخدام التقنية بشكل صحيح كأداة ووسيلة لمساعدتنا جميعا " أطفال وشباب ورجال وشيوخ ومؤسسات القطاع الحكومى والخاص والمجتمع المدني ، على حماية كوكبنا من التاثيرات السلبية التى ادت الى هذه التغيرات المناخية الجوهرية وعلينا جميع التعلم والتطور من اجل مستقبل افضل للبشرية وان نستخدم التقنية لمساعدتنا على فهم أفضل التوجهات لخدمة متطلبات دعم الاقتصاد الاخضر وتأهيل انفسنا وتمكين البشر من المهارات اللازمة التي يتطلبها ذلك.
ويالطبع يمكن ان تتيح لنا تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى " AI " تحسين الترابط بين قطاعي التوظيف والصناعة والتعليم من خلال تحليلات البيانات لنتمكن جمعيا من اأن يكون لدينا ذات المستوى من الوعى بخطورة ظهرة التغير المناخ وانها مسؤولية مشتركة يجب ان نتكاتف جميعا للحد من اثارها والا سيكون الجميع متضرر .
فى اعتقادي ان تقنيات " AI " ، والتى تعد بمثابة حجر الاساس للثورة المعلوماتية الرابعة التى نعيشها حاليا ، يمكن ان تفتح الباب امام شركات التكنولوجيا الناشئه لتطوير مجموعة من الحلول والتطبيقات الابتكارية التى تساعد المجتمع على المشاركة بفاعلية فى مكافحة ظاهرة التغير المناخي وهوما ما يمكنان نطلق عليها حلول المدن الذكية او النظيفة والتى تعتمد بصورة اساسية على توظيف التكنولوجيا بصورة مثلي من اجل ترشيد استخدام الموارد " مياه ، كهرباء ، غاز ، وقود احفوري ..." والاعتماد علي موارد الطاقة المتجددة .
فى تصورى ان هذه المسابقة يمكن ان تكون بداية لتحفيز شركات التكنولوجيا الناشئه لتسخير امكانياتها لتوظيف تقنسات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات لتطوير التطبيقات التي تمثل أولوية بالنسبة للحفاظ على حياة البشر ، وليس التطبيقات الترفيهه ، و أبرزها التطبيقات المتعلقة بالرعاية الصحية، والزراعة، والنقل المرور بالإضافة تعزيز التعاون الثنائى والدولى بين كافة المؤسسات البحثية والتعليمية المحلية والاقليمية والعالمية ؟
فى النهاية نؤكد أن مكافحة التغيرات المناخية باستخدام التكنولوجيا تعد فرصة حقيقة كبيرة امام شركات التكنولوجيا لاسيما الناشئه ، وتؤكد الحاجة لمزيد من الأفكار والشركات التي تركز على حل مشكلة لا تؤثر على مكان واحد بل على البيئة كاملة.