بقلم : خالد حسن
كل عام وأنت طيب.. رمضان كريم
منذ أيام قليلة استقبلنا شهر الخير والبركات والحسنات والغفران والعتق من النيران...شهر " رمضان المعظم " والذى يسارع الجميع فيه لعمل الخير .
وطبع هذه هو العام الثانى الذى يأتى فيه شهر رمضان المبارك بعد انحصار جائحة فيروس "كورونا " حيث كان من أهم ايجابيات وباء " كوفيد _19 " هو زيادة قدرات مؤسسات الاعمال بشكل عام " سواء الحكومية او الخاصة ، على اعادة هيكلة اليات العمل بها ليتم زيادة الاعتماد على مفهوم " العمل عن بعد " ، سواء من خلال سماح مؤسسات الأعمال للموظفيها بالعمل من منازلهم لثلاث ايام فى الاسبوع او عن طريق الاستعانة ببعض الكوادر البشرية من مقدمى الخدمات عبر منصات العمل الحر ، الأمر التى يتربط بضرورة التوسع فى تبنى حلول وتطبيقات عملية التحول الرقمى كأحد اهم الحلول التى ساعدت بقوة فى مواجهة جائحة " كوفيد – 19 " على المتسوى المحلي .
وفى ظل التحديدات والظروف الاقتصادية الراهنة في الوقت الراهن، أصبح العمل عن بعد الخيار الاكثر مرونة للكثير من مؤسسات الاعمال والشركات التي ترغب في الحصول على أفضل المواهب العالمية بأقل التكاليف، وتوفير نفقات البنية التحتية، مع زيادة الإنتاجية وتحسين الاحتفاظ بالموظفين إذ كشفت الدراسات المتخصصة فى مجال العمل عن بعد أنّ 70% من الموظفين يعملون عن بعد مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل على مستوى العالم، وأكثر من 50% منهم يعملون عن بعد لأكثر من 3 أيام أسبوعيًا.
كذلك تؤكد الدراسات ان من أبرز فوائد نموذج العمل عن بعد هو الماساهمة فى تخفيض التكلفة التشغيلية لمؤسسات الاعمال خاصة مع ارتفاع تكاليف إيجارات المكاتب وكذلك عدم الاضطرار الى زيادة او تجهيز مقرات العمل من خلال السماح لبعض الموظفين بالعمل من منازلهم يعني حاجة أقل لمساحات العمل وهو ما ينعكس فى خفض التكاليف كما يتيح العمل عن بعد مزيدا من الخيارات لخفض التكاليف ولا يقتصر الأمر على تكاليف مساحات العمل فقط، لوازم تشغيل المكاتب وإدارتها وما يترتب على ذلك من نفقات على صعيد فواتير خدمات التشغيل وبدل مواصلات للموظفين وخدمات تشغيل وصيانة المعدات المكتبية وما إلى ذلك من التفاصيل يمكن الاستغناء عنها بشكل كلي بمجرد الاعتماد على فرق العمل عن بعد.
وبالطبع لم تكن مصر وكثير من دول العالم العربي بمنأى عن هذه التطورات إذ يزداد إقبال الشركات العربية وحتى الحكومات على نظام العمل عن بعد ونجد حكومات عربية تبحث امكانية التوسع فى تطبيق العمل عن بعد ليتيح للموظفين العمل من منازلهم لمد 4 ايام .
فمن المعروف أن العاملين عن بعد يتعرضون لقدر أقل من الإجهاد ؛ فتوفير وقت التنقل بين المنزل والعمل يتيح للموظفين أن يكونوا أكثر كفاءة وإنتاجية علاوة على ذلك، يسهل العمل من المنزل إدارة الحياة اليومية ؛ فبفضل هذه المرونة الإضافية ، يتمتع الموظفون بالقدرة على تكريس المزيد من الوقت لعائلاتهم وشغفهم ؛ ما يسمح لهم بالحصول على نمط حياة خالٍ من التوتر ، وأكثر سلامة وتوازناً بين العمل والحياة؛ ما قد يفضي إلى قدر أكبر من الرضا والسّعادة.
بالإضافة إلى البيئة الخالية من التوتر، يؤكد الخبراء ان "العمل عن بُعد" يخلق شعوراً حقيقيّاً بالحرية، وإنجاز المهمّة يعني أنن كل شيء يسير وفقاً للخطّة. كما يستطيع العامل عن بُعد السّماح لنفسه بالنوم لساعة إضافيّة أو اثنتين، والجلوس براحة أمام جهاز الحاسوب، والاستعداد ليوم جميل "في العمل" كما يمكن للموظف أن يكون مستقلاً ومنتجاً في الوقت ذاته وأفضل ما في الأمر أنه لا يشتت انتباه زملائه كذلك يؤدّي مناخ العمل هذا إلى أداء احترافيّ، ويعطي شعوراً حقيقيّاً بالحرّيّة، دون وجود نشاطات زائدة عن الحاجة؛ إذ يتمتّع الموظّفون بحرّيّة تحديد جداول عملهم، وإعداد خطّة عملهم الخاصّة.
ومع اعتبار الكثيرون أن شهر رمضان الكريم هو شهر الإكثار من العبادة والعمل على تقديم يد المساعدة والتكافل بين جميع أفراد المجتمع كما الكثير من المصالح الحكومية والهيئات والبنوك وحتى بعض مؤسسات القطاع الخاص تقوم بتعديل مواعيد وتخفيض عدد ساعات العمل نظرا للصيام فاننا نتطلع ان يكون هذا الشهر الفضيل فرصةللتوشع فى تجربة العمل عن بعد
فى تصورى أن كافة المؤسسات الخاصة والجهات الحكومية يمكنها الاعتماد على مفهوم " العمل عن بعد " كبديل لنقص عدد ساعات العمل لاى ظروف اضطرارية اقتثصادية او صحية او اجتماعية وبالطبع نتوقع ونأمل فى ظل تزايد قناعة الجميع بجدوى الحلول التكنولوجية خلال العام الماضى أن تستعد كل جهة عمل من الأن لإطلاق وحدة عمل الكترونية تكون بمثابة احتياطى جيد لتقديم بعض خدماتها الأساسية بصورة كامله لعملائها سواء من خلال شبكة الانترنت أو وحدة خاصة ملحقة بالمبانى الحكومية أو حتى مراكز الاتصالات الجماهيرية التى باتت منتشرة بصورة كبيرة .
نتطلع ان يؤدي شهر " رمضان المعظم " الى تعميق مفهوم " العمل عن بعد " فى كافة مؤسسات الاعمال المحلية لاسيما وأن الكثير من المؤسسات والشركات العالمية أكدت ان " العمل عن بعد " بات مكون أساسي فى منظومة العمل التى تعتمد عليها هذه المؤسسات فى تحسين الانتاجية وزيادة كفاءة الاداء للموظفيين وتطوير بيئة العمل وتقليل التكلفة والاستهلاك وتخفيف الازدحام فى المكاتب ووسائل النقل ونفقات الانتقال بما يتناسب مع متطلبات العالم الرقمي الذى نعيشه حاليا .
فى النهاية بما تكون اقتنعنا بجدوى العمل عن بعد، لكن كيف نعرف إن كانت شركتنا مستعدة للعمل عن بعد؟ وكيف تضمن أنّ الانتقال إلى هذا النظام ؟
اعتقد ان الاجابة تكمن بمنتى البساط هل بدأت شركتك بالفعل فى عملة التحول الرقمي أم ما زالت تنتظر ؟وهل تمتلك بنية تحتية تكنولوجية لتيسير انشطة العمل باستخدام اجهزة الكمبيوت او الهواتف الذكية المتصلة بالانترنت ؟
كل عام وانت طيبون وندعوا الحنان المنان رب العرش الكريم أن يتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال فى هذا شهر رمضان المعظم .