الذكاء الاصطناعي ومستقبل العاملين المستقلين

  • نبضات

    الذكاء الاصطناعي ومستقبل العاملين المستقلين

    بقلم : خالد حسن

     

    يبدوا أن لسان حال الكثير من العاملين المستقلين الرقميين ، او ما يعرف بالعاملين عبر منصات العمل الحر عبر الانترنت والذين يمارسون العمل الحر ويعملون لحسابهم من خلال ما يقدمون من خدماتهم عبر التعاقدات الخاصة ، ان المصائب لا تأتى فرادى فما بين محاربتهم من قبل شركات التكنولوجيا والتى تراهم مجرد مجموعة من الهواة الغير قادرين على تقديد حلول وخدمات تكنولوجية متكاملة لمؤسسات الاعمال وانهم يفسدون تطور وتنمية السوق التكنولوجيا وما بين تزايد تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي عليهم وتراجع حجم الاعمال المتاحة أمام هؤلاء العاملين المستقلين الرقميين وسحب البساط من تحت أرجلهم مع تزايد الاعتماد على تقنيات " AI " حيث تسبب إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي"  ChatGPT "  في خسارة بعض الوظائف مع انخفاض كبير وصل لـ21 % في الطلب على العاملين المستقلين الرقميين عبر الإنترنت مثل العاملين في المجالات الإبداعية، بعد أن تعالت مخاوف من خسارة كبيرة للوظائف وهو ما أكدته الأبحاث الجديدة وأظهرت أن هذه المخاوف في محلها.

    وفى هذا الاطار كشفت دراسة ، اجراتها كلية إمبريال للأعمال وكلية هارفارد للأعمال والمعهد الألماني للبحوث الاقتصادية ، أن المجالات المعرضة لخسارة الوظائف لصالح الذكاء الاصطناعي، مثل الكتابة والبرمجيات وتطوير التطبيقات شهدت انخفاضًا بنسبة 21٪ في قوائم الوظائف، بينما شهدت إدخال البيانات ومهام تنفذ على وسائل التواصل الاجتماعي انخفاضًا بنسبة 13٪. انخفضت أدوار ترتبط بالتصميم والصور، بما في ذلك التصميم الجرافيكي والنمذجة ثلاثية الأبعاد، بنسبة 17٪. وأكدت اتجاهات بحث غوغل انخفاضًا أكبر في القطاعات التي يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعتمده.

    ووجدت الدراسة ان حجم الخسارة مع رصد الطلب على العاملين المستقلين الرقميين في الكتابة والترميز وانخفاضها بنسبة 21٪ منذ إطلاق ChatGPT في نوفمبر 2022.

    وحللت الدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على منصات العمل الحر عبر الإنترنت”، ورصدت ما يقرب من مليوني وظيفة شاغرة في 61 دولة من يوليو 2021 إلى يوليو 2023. وصنفت الوظائف إلى أدوار معرضة للميكنة، والعمل اليدوي، وتوليد الصور، واكتشفت انخفاضا كبيرا في الوظائف الشاغرة عبر هذه القطاعات بعد إطلاق أداة تشات جي بي تي.

     

    وأشار رئيسة فريق الباحثين للدراسة انع على الرغم من حداثة توفر تشات جي بي تي في السوق منذ أكثر من عام بقليل، إلا أنه أظهر تأثيرا كبيرا في سوق العمل موضحه انه رغم مسارعة بعض الشركات في التحول من العاملين المستقلين إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنه لا يزال يتعين أن نرى ما إذا كانت المنظمات راضية عن جودة العمل الذي يوفره الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعاملين المستقلين، وما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر”.

     

    كذلك على الرغم من أن نتائج بحثنا تشير إلى أن سوق العمل تبدو قاتمة، إلا أنه كلما اجتاحت التكنولوجيا المهن التي تتقادم ستظهر مهن جديدة. بالنسبة للعاملين المستقلين، فعليهم أن يتكيفوا مع مهاراتهم التي يتوجب أن تواكب المشهد المتغير، وسيستمرون في تأمين العمل في المستقبل”.

     

    ونوهت الدراسة الى انه يمكنك حماية مهنتك من تحديات الذكاء الاصطناعي من خلال تنويع مجموعات مهاراتك والتخصص في المجالات التي يكون فيها الإبداع البشري والذكاء العاطفي ضروريين، مثل التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات المعقدة وإنشاء محتوى دقيق، والتفكير النقدي. كما أن تبني أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وجودة عملك يمكن أن يحول التهديدات المحتملة إلى مزايا.

    يعد بناء علامة تجارية شخصية والتواصل على نطاق واسع أمرًا بالغ الأهمية أيضًا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى فرص لا تستطيع الخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التنافس معها. من المهم أيضًا أن تتذكر أن تشات جي بي تي نادرًا ما ينتج ما تبحث عنه الشركة بالضبط. قد تحتوي الصور التي ينشئها على عيوب، أو إصبع أكثر من اللازم على اليد، أو خلل غريب، كما يمكن أ، تتضمن المقالة التي يولدها محتوى غير صحيح. كما يمكن أن يقدم الكود المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي أخطاء منطقية ونحوية، ومشاكل في الكفاءة وحتى ثغرات أمنية، وكلها يمكن أن تكون مكلفة في المستقبل.

     

    وكشف تقرير جديد صادر عن معهد إدارة المشاريع (PMI)، عن الدور المحوري الذي يلعبه روّاد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في توجيه انتشار هذه التقنية. ويوضح التقرير مساعي الرواد لتحسين الأداء وتعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي، عدا عن مشاركتهم في حفز تحول الشركات اذ يعتبر سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي من القطاعات الناشئة السريعة التي تبشر بإحداث تحول جذري في اقتصادات العالم. وقد أدركت المؤسسات التي تُبادر إلى تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي حجم الفوائد الكبيرة التي تحققها لهم هذه التقنية لناحية الإنتاجية والكفاءة والتعاون والإبداع.

    قفزت الاستثمارات في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة إلى 24 مليار دولار في الربع الثاني من 2024 ( أبريل إلى يونيو الماضيين)، وهو ما يزيد عن الضعف مقارنة بالربع السابق، مما يسلط الضوء على الاهتمام المتزايد بهذه التكنولوجيا الجديدة .

    ونما إجمالي تمويل الشركات الناشئة بنسبة 16٪ على أساس ربع سنوي ليصل إلى 79 مليار دولار في الربع الأخير، مدفوعًا في المقام الأول بالاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، والذي أصبح القطاع الأكبر لأول مرة مستحوذا على أكثر من 30%، يليه الرعاية الصحية والتقنية الحيوية.

    فى النهاية رغم انه من الصعب تحديد عدد " العاملين المستقلين" الا ان الواقع يؤكد انه منذ جائحة كوفيد -19 فانه العالم شهد تضاعف العاملين عبر مفهوم " العمل الحر " حيث أصبح المستقلون خيارًا شائعًا بشكل متزايد للشركات من جميع الأحجام حيث إنها توفر طريقة مرنة وفعالة من حيث التكلفة للوصول إلى خدماتهم دون الحاجة إلى التزام طويل الأجل. ومع ذلك فانه مع تزايد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، فى العامين الماضين ، فانه بات يمثل اهم تحدى لمستقبل منظومة العاملين المستقلين .

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن