نبضات

بقلم : خالد حسن

تحدثنا الأسبوع الماضي، في نفس هذا المكان ، عن أهمية توطين صناعة السيارات الكهربائية وكيف يمكن ان نتحول من دولة مستوردة للسيارات بنحو 5 مليار دولار سنويا الى دولة مصنعة لمكونات السيارات بل ودولة مصدرة للسيارات ايضا وذلك بالشراكة مع عدد من الشركات العالمية للسيارات .

وفي الحقيقة فان اجمالي حجم السوق المحلي للسيارات الكهربائية لا يتجاوز نحو 17 الف سيارة ، وفقا لبيانات مصلحة الجمارك ، حيث مازالت هناك هناك تحديدات رئيسية امام زيادة انتشار السيارات الكهربائية في السوق المصرى أولها هو مدى السير للشحنة الواحدة للسيارة في ظل عدم انتشار محطات الشحن الكهربائية لاسيما بالمحافظات والطرق الرئيسية والسريعة وثانيا قلة المعروض وارتفاع أسعار السيارات الكهربائية وعزوف اغلب الوكلاء عن اتاحة السيارات الكهربائية في السوق المصري ، علاوة عن غیاب توافر خدمات ما بعد البيع " اعمال الصيانة والدعم الفني وقطع الغيار لدى الوكلاء المحليين ومن ثمة فان كل هذه التتحديات تغذى عدم ثقة المستخدم النهائي في التنازل عن السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين ناهيك ان اسعار السيارات التقليدية لاسيما المستخدمة يكون عادة اقل من السيارة الكهربائية وفي حل ابتكارى لغالبية هذه التحديات كشفت عدد من الشركات الصينية المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربية عن ثورة جديدة في السيارات الكهربائية أطلق عليه " المركبات الكهربائية طويلة المدى " حيث ينها أن تسير بمدى 1100 كم في الشحن الواحدة وفى نفس الوقت مزودة ببطارية اقل بنسبة 50% مما يعنى انها أرخص بنحو 4 آلاف دولار مقارنة

 بالسيارة الكهربائية المعروفة حاليا . في هذا النمط من السيارات الكهربائية، لا يدفع محرك الوقود العجلات يعني كما في السيارات التقليدية أو الهجينة، بل يعمل كمولد كهرباء فقط. هذا أن السيارة الكهربائية طويلة المدى تحتاج بطارية أصغر بحوالي نصف بطارية السيارة الكهربائية العادية، فينخفض بذلك سعرها بنحو 4 آلاف دولار

 مقارنة بالسيارات التي تعتمد على البطاريات كلياً. وبفضل شحن المحرك للبطارية تلقائياً، لن يحتاج السائق للتوقف عند محطات الشحن خلال الرحلات الطويلة.

 وتشير التقارير، المتخصصة عن صناعة السيارات الكهربائية في الصين .

 الى ان السيارات الكهربائية طويلة المدى أصبحت أسرع السيارت نمواً من حيث المبيعات في الصين، وهي أكبر سوق للمركبات الكهربائية المعتمدة حصرياً على البطاريات حيث إن مبيعات المركبات الكهربائية طويلة المدى

ارتفعت بأكثر من ضعفين خلال السنة الماضية، لتشكل اليوم 30% من إجمالي مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن في الصين ومن المتوقع ان تصل هذه السيارات إلى الولايات المتحدة في مطلع العام المقبل من خلال طرح شركة ستيلانتيس" (STELLANTIS)، مالكة شركة "كرايسلر" المركبة "رامتشارجر " (RAMCHARGER) وهي نسخة كهربائية من شاحنة (1500) RAM)، وتقول الشركة إن مدى المركبة الجديدة نحو 1110 کیلومترات بالشحنة الواحدة وهي مصممة لجذب المترددين كي يدخلوا عصر السيارات الكهربائية.

وأكدت التقرير مؤسسة "بي إن إي إف تخلي أميركا عن سوق السيارات الكهربائية طويلة المدى لصالح الصين، كما كانت فعلت قبل عقد مع تقنية البطاريات التي تهيمن الصين عليها راهناً اذ بينما تتسابق شركات صينية كبيرة مثل "إس إيه أي سي موتور (SAIC MOTOR) و "جيجانج جيلي (ZHEJIANG GEELY) لدخول سوق المركبات الكهربائية طويلة المدى، تتصدر السوق الصينية شركة لي أوتو (LI AUTO) التي أسسها ملياردير قطاع التقنية لي سيانغ بفضل تشكيلة من السيارات الرياضية متعددة الأغراض التي تستخدم هذه التقنية حيث سجلت مبيعات لي أوتو" ارتفاعاً بحوالي 47% في يونيو، لتصل إلى 47774 سيارة، مدفوعة بالطلب على سيارتها الكهربائية طويلة المدى الأرخص ثمناً، وهي السيارة الرياضية

متعددة الأغراض "أل 6 التي يبدأ سعرها من 34500 دولار. كما ارتفعت مبيعات سيارات لي أوتو" بمقدار يزيد عن الضعفين خلال العام الماضي و حققت الشركة ربحاً إجمالياً سنوياً بقيمة 3.9 مليار دولار .

أشار التقرير ان السيارات التي صنعتها لي أوتو" أسهمت في جعل المركبات الهجينة القابلة للشحن أسرع أنظمة الدفع نمواً عالمياً، متفوقة على السيارات الكهربائية بالكامل والسيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي، حيث رفعت تقديراتها لمبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن بشكل كبير، متوقعة أن تصل إلى ذروتها عند 9.2 مليون سيارة مبيعة عالمياً بحلول 2030، مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تشير إلى 6.5 مليون سيارة في 2026.

قالت "بي إن إي إف"، بيعت حوالي 4.2 مليون سيارة هجينة قابلة للشحن في جميع أنحاء العالم العام الماضي. ويرى خبراء السيارات في هذه التقنية حلاً ربما يكون مثالياً لصنع المركبات المفضلة لدى الأمريكيين، أي السيارات الرياضية متعددة الأغراض والشاحنات الصغيرة. إن صغر حجم البطارية، وهي العنصر الأثمن في السيارات الكهربائية، يمكن هذه التقنية من تقليل من وزن وسعر السيارة وزيادة مدى القيادة حيث تعتمد هذه التقنية على تقنية البطاريات المتوفرة أصلاً لدى صانعي السيارات، ولا تتطلب ابتكارات جديدة بما أنها تجمع بين بطارية ليثيوم أيون تقليدية ومحرك احتراق داخلي فيما تجاهد شركات السيارات حول العالم لإقناع المستهلك العادي باقتناء

 مرکبات كهربائية برزت السيارات الكهربائية طويلة المدى كحل فعال للتغلب على أكبر عقبتين تعترضان الإقبال على السيارات الكهربائية وهما السعر والقلق بشأن المدى حيث يمكن شحن السيارات الكهربائية طويلة المدى عبر وصلها بالكهرباء حالها في ذلك كحال كافة المركبات الكهربائية العادية، لكن يمكن أيضاً ملء خزانها بالوقود لتشغيل محرك بنزين صغير يشحن البطارية أثناء القيادة، وهذا يتيح لها قطع مسافات أطول بكثير.

ولعل من أهم مزايا السيارات الكهربائية طولة المدى بما أنها تعتمد على طاقة البطارية معظم الوقت حيث أن 95% من رحلاتها تتم بالاعتماد على النظام الكهربائي بالكامل ، فهي صديقة للبيئة أكثر من السيارات الهجينة التقليدية، مثل "بريوس" التي تبيعها "تويوتا" منذ أكثر من ربع قرن حيث تعمل السيارات الهجينة التقليدية بمحرك احتراق داخلي مدعوم بمحرك كهربائي صغير يشحن من خلال نظام السيارة الكهربائي والطاقة الحركية الناجمة عن المكابح في المقابل، تسهم المركبات الكهربائية طويلة المدى بانبعاث كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري لأن محرك الاحتراق الداخلي يعمل فقط من حين لآخر لشحن البطارية.

في النهاية يمكن ان تؤكد ان السيارات الكهربائية - طولة المدى» يمكن أن تكون الحل المثالي لظروفنا المحلية الحالية وعدم وجود شبكة لمحطات شحن السيارات الكهربائية بصورة مرضية سواء على الطرق السريعة وطرق السفر وايضا عدم توافرها داخل الكثير من المحافظات ، خارج القاهرة والاسكندرية ، مما يشكل تحدى كبير لعملية شحن السيارات الكهربائية بالكامل وهو بالتأكيد ما يؤثر سلبيا على معدل نمو الطلب على السيارات الكهربائية ويثير الكثير من المخاوف لدى المستخدم النهائي والذي يبحث عن وسيلة انتقال دائمة ونظيفة وقابلة للعمل في اي وقت وای مکان واد لم يمكن متاحا تزويدها بالشحن خارج المنزل فعلى الاقل يكون مدى السير بالشحن كبير نسبيا .