بقلم : خالد حسن
لعل من اهم مزايا قطاع التكنولوجيا انه يمثل النواة الرئيسية لاحداث التغيرات فى كافة المجالات من خلال تطوير مجموعة من الحلول والتقنيات الابتكارية التى تستهدف تحسين نمط الانتاجية والحياة للجنس البشرى بما ادى الى نغير كلى فى الكثير من صور العمل والنقل والصحة والتعلم وحتى الترفيه والتسلية عبر من يعرف ببرمجيات الذكاء الاصطناعى " أرتيفيشال إنتليجانس " والتطبيقات التشاركية .
ويتوقع خبراء التكنولوجيا ان العقد القادم سيشهد تغييرات مرعبة اذ ان كثير من الدول والشركات ، التى ستقف ساكنة ولا تحاول مواكبة التطو التكنولوجى وعمليات التحول الرقمى ، فسيكون مصيرها على غرار مصير شركة " كوداك" والتى اندثرت وخرجت من الاسواق ، رغم انها كانت فى وقت من الاوقات توظّف 170 ألف موظف وتبيع 85% من الصور الورقية في العالم ناهيك عن السيطرة سوق الكاميرات وبعدها بسنوات قليلة الشركة أفلست و"البيزنس موديل" الذي كانوا شغالين عليه إختفى! وما حدث لكوداك سيحدث لكثير من القطاعات في السنوات العشر القادمة .. والكثير لم يستوعب حجم التغيرات التي تتلاحق.
فهناك تكنولوجيا تبدأ بطريقة لم يتوقع لها النجاح ولكن فجأة تتحول لتسيطر وتدمّر كل ما تحتها "Disruptive" وسنراها بالذكاء الإصطناعي، الصحة، السيارات بدون سائق، طباعة الثري دي، الزراعة، التعليم...انه الجيل الرابع من الثورة الصناعية!
هذا ما يسبب حالة الخوف من التقنية. فهل ستقودنا التقنية إلى طريق الأمان؟ وهل سنتمكن من العودة إذا ما اكتشفنا أن الآثار الضارة كبيرة جدًا؟ ولهذا من المهم أن نفهم كيف يمكننا استخدام التقنية بشكل صحيح كأداة ووسيلة لمساعدة أطفالنا على التعلم والتطور في المستقبل. وحينها نستخدم التقنية لمساعدتنا على فهم أفضل التوجهات لخدمة متطلبات دعم الاقتصاد وتأهيل أطفالنا وتمكينهم من المهارات اللازمة التي يتطلبها ذلك. وسيتحسن الترابط بين قطاعي التوظيف والتعليم من خلال تحليلات البيانات في الصفوف، ليتمكن كل طفل من أن يصل إلى المستوى ذاته لكن بطريق مختلف عن رفاقه، إذ سيسلك سبيلاً مصمم خصيصًا له.
ولعل هذا ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال مشاركته مؤخرا فى فاعليات الدورة الثالثة لمنتدى شباب العالم ، للتاكيد على ضرورة تاهيل وبناء القدرات التكنولوجية لشبابنا وفقا لاحدث التخصصات التكنولوجية وعلى راسها تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى والتى تعد بمثابة حجر الاساس للثورة المعلوماتية الرابعة التى نعيشها حاليا ولذلك من المهم ان تستعد مصر لهذه القفزة القادمة من خلال اطلاق الجيل الجديد من الجامعات المصرية بالتحالف مع الجامعات العالمية المتخصصة فى احدث العلوم وتكنولوجيا المعلومات .
وبالطبع تدرك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهمية الاستعداد لهذا التغير الاستراتيجى وهو ما نستطيع لمسه من خلال النشاط الكبير للدكتور عمر طلعت خلال زيارته ، مؤخرا ، الى فرنسا ولقائه مع العديد من الكيانات التعليمية والشركات والمؤسسات الحكومية المعنية بالذكاء الاصطناعى وتوقيعه للعدد من الاتفاقيات منها عقد شراكة أكاديمية مع المؤسسية " ENSAE" الفرنسية لتقديم دورات تدريبية للشباب المصري في مجالات الذكاء الاصطناعي كما بحث تعزيز التعاون مع مركز "اورنج للابتكار التكنولوجي " في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية .
كذلك تم بحث آليات العمل المشترك في مجالات بناء القدرات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، كما تم مناقشة امكانية التعاون البحثي بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بالتطبيقات التي تمثل أولوية في الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها التطبيقات المتعلقة بالرعاية الصحية، والزراعة، والمرور بالإضافة تعزيز التعاون الثنائى فى مجال انشاء جامعة متخصصة في علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مدينة المعرفةبالعاصمة الادارية الجديدة .
وقعت وزارة الاتصالات خطاب نوايا مع وكلية المعلوماتية والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية" EPITA " لدعم التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب وتنمية المهارات لاسيما في التخصصات العلمية التكنولوجية ذات الصلة بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي للمساعدة في تطوير المناهج والدورات التدريبية في مجالات علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، والوسائط المتعددة، والأمن السيبراني، والأنظمة المدمجة، وهندسة البرمجيات وغيرها؛ بما في ذلك البرامج الخاصة "بتدريب المعلمين"، ليتم اتاحتها من خلال معهد "iTi " أو على شبكة الإنترنت.
وفيما يتعلق بأنظمة تشخيص أمراض العيون الأخرى بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي وقعت وزارة الاتصالات مذكرة تفاهم بين شركة (Ai Vision) الفرنسية لتعزيز أطر التعاون بين الجانبين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الكشف عن أمراض العيون، وبناء القدرات وتنمية المهارات على أن تقوم الوزارة ت بتعيين فريق من المهندسين المصريين سيضطلع بالجولة الأولى من تطوير منظومة الكشف المبكر عن اعتلال شبكية العين السكري في فرنسا لمدة 3 إلى 6 أشهر من خلال التدريب والتطبيق العملي .
وبالنسبة لمجال بناء القدرات وتنمية المهارات؛ ستتولى الشركة "إيه آي فيجين" التدريب والعمل مع الفريق المصري على الحلول التي تقدمها وكذلك على تقديم المزيد من برامج التدريب على تكنولوجيا الكشف عن أمراض العيون
وانطلاقا من اهمية تاهيل الكوادر البشرية بحث وزير الاتصالات المصرى مع الدكتور بنوا ديفود نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والبحث في كلية ايكول بوليتكنيك " Ecole Polytechnique " ، المتخصصة فى البحث والتعليم والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا، سبل التعاون بين الجانبين في مجال بناء قدرات الشباب المصري وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي" AI " والتي تسعى مصر من خلالها إلى إقامة شراكات عالمية في مجالات البحث والتطوير، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها بما يساهم في تمكين عمليات التحول الرقمي، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وفي سياق متصل التقى الدكتور عمرو طلعت مع الدكتور كزافييه فريسكيت المدير
التنفيذي لمركز أبحاث الذكاء الاصطناعي بجامعة السوربون ؛ حيث تم بحث امكانية التوأمة بين جامعة السوربون والجامعة المقرر اقامتها في مدينة المعرفة بالعاصمة الادارية الجديدة والتي ستتخصص في مجال علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كما تم مناقشة التعاون في مجال بناء القدرات لشباب الخريجين في البرامج المتخصصة في علوم الذكاء الاصطناعى .