§ نبضات
§ عالم رقمي .. وسيناريوهات صفقة القرن " stc – Vodafone "
§ بقلم : خالد حسن
في أكبر سبق صحفي في مجال قطاع الاتصالات بمصر والشرق الأوسط وأفريقيا ، على الإطلاق ، نجح فريق جريدة " عالم رقمي" في إزاحة الستار عن المفاوضات بين شركة اتصالات السعودية " stc " ومجموعة Vodafone " العالمية لشراء الأولى لحصة الثانية في شركة "فودافون" مصر - والتي تبلغ قيمتها وفقا للعرض المقدم - بنجو 4.350 مليار دولار أي ما يعادل نحو 70 مليار جنيه وهو ما يعتبر أكبر صفقة في تاريخ قطاع الاتصالات المصري والإقليمي ومن هنا تأتي أهمية الانفراد الذي نجحت كتيبة " عالم رقمي " في الكشف عنه ودفع رئيس مجموعة فودافون العالمية للقدوم إلى مصر على وجه السرعة والالتقاء مع رئيس الوزراء لشرح وجهة نظر الشركة وما توصلت إليه المفاوضات وتوقيع مذكرة بدء إجراءات الفحص النافي للجهالة بين "stc "و" Vodafone".
v وتأتي أهمية المفاوضات - التي كشفت عنها جريدة " عالم رقمي" مطلع الأسبوع الماضي - لرغبة مجموعة السعودية للاتصالات " stc"للاستحواذ على 55 % من فودافون مصر ، وهى الحصة المملوكة لمجموعة " Vodafone " العالمية ، من عدة محاور أولها كبر حجم أعمال الشركات التي تتفاوض ناهيك عن كونهم من المشغلين العالميين ذوي الخبرات والذين نجحوا بالفعل في الخروج من أسواقهم المحلية والتواجد في عدد من الأسواق العالمية علاوة على أن كلا منهم يمتلك جيشا من الكفاءات والموارد البشرية العاملين وبالتالي فنحن نتكلم عن شركات ومستثمرين يتجاوز رأسمالها عشرات المليارات من الدولارات ، ومسجلة بالبورصة ، ويدركون ما يفعلونه جيدا والدخول في هذه الصفقة عبارة عن رؤية استراتيجية توسعية للتواجد الدولي لكل منهم وهى حسابات مالية لتعزيز القيمة المضافة لاستثماراتهم لا تخضع للعواطف أو أي معايير أخرى .
وفي الحقيقة هناك 4 سيناريوهات ممكنة لإتمام المفاوضات بين العملاقين "فودافون "و " أس تي سي" ، واتي ستستغرق نحو 5 شهور تقريبا ، قبل الإعلان عن نتائجها النهائية حيث يتمثل السيناريو الأول في إتمام الصفقة .. الاستحواذ وشراء شركة " stc " لحصة فودافون العالمية فقط بقيمة 2.4 مليار دولار وبموجبه ستدخل " stc " إلى سوق الاتصالات المصرية محل فودافون العالمية للمرة الأولى ، بعد محاولات دامت أكثر من 16 عاما عندما دخلت في منافسة في الحصول على رخصة المشغل الثالث ، وبالطبع من الضروري سيصاحب دخول مستثمر رئيسي جديد في فودافون مصر أن يسعي إلي كسب رضاء عملائه وتقديم عروض وخدمات جديدة وابتكارية وهذا ما يصب في صالح تطوير قطاع الاتصالات المصري وكذلك عملاء شركة " فودافون " مصر خاصة ونحن نتحدث عن ضرورة الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس لشبكات الاتصالات " 5G " خلال العام الحالي أو القادم على الأكثر .
أما السيناريو الثاني ، وهذا ما أتمناه شخصيا ، فيتمثل في أن ترغب شركة " المصرية للاتصالات " ، الشريك صاحب الأقلية في شركة فودافون مصر بنجو 45 % من أسهمها، في أن تقوم هي أيضا ببيع حصتها إلى شركة " stc " والتي تقدر بنحو 2 مليار دولار وبالتالي في هذه الحالة سنشهد دخول مشغل إقليمي جديد لسوق الاتصالات المصرية لديه أكبر حصة من المستخدمين ، نحو 44 مليون مستخدم ، وهو أيضا مطالب بإثبات إمكانياته وقدراته للاحتفاظ بمكانته وعملائه في السوق لاسيما في ظل وجود منافسة من 3 مشغلين كبار وهو ما يتطلب بالتأكيد بذل مجهود كبير من " أس تي سي " كشريك في عملية التحول الرقمي التي يقودها قطاع الاتصالات فى عملية التنمية الاقتصادية بصورة عامة وفقا لرؤية مصر 2030 والمساهمة في توفير حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحلول الرقمية لعملائها، بالإضافة إلى تقديم خدمات عبر مجالات متعددة تشمل الاتصالات، وتقنية المعلومات، والمدفوعات الرقمية، والإعلام الرقمي، والأمن السيبراني بالإضافة لخدمات لنشر وتحسين خدمات الإنترنت .
كما سيتوافر بموجب هذا السيناريو نحو 32 مليار جنيه للمصرية للاتصالات ، المملوكة بنسبة 80 % للحكومة ، وهو ما يفتح الباب أمام قيام المصرية للاتصالات بضخ استثمارات مالية جديدة لتلبي متطلبات خطة التوسع المستقبلية الخاصة بها ، خاصة في مجال البنية التحتية للاتصالات والإنترنت ، وكذلك تعزيز مكانتها في سوق الاتصالات المحمول عبر شركتها " WE " بجانب دعم سعر سهم المصرية للاتصالات في البورصة ، وهو ما طال انتظاره من جانب الكثير من المستثمرين في أسهم الشركة ، علاوة على توفير استثمارات مالية كبيرة تحتاج اليها الحكومة لدفع عجلة الإنجاز في العديد من مشروعاتها التي تخدم المواطن .
ويتمثل السيناريو الثالث في رفض " المصرية للاتصالات " بيع حصتها ورغبتها في شراء حصة مجموعة فودافون العالمية في " فودافون مصر" وفقا لحق الشفعة ، ورغم أنه سيناريو صعب التحقق ، خاصة أنها تمتلك بالفعل رخصة مشغل رابع " WE " ولكن يظل أمرا واردا خاصة أنه يضمن للمصرية للاتصالات الحصول على 44 مليون عميل بصورة فورية إلا أن قيمة الاستثمارات المالية المطلوبة 2.4 مليار دولار ، أي ما يعادل 38 مليار جنيه ، سيشكل تحديا كبيرا لإتمام هذا السيناريو كما أن تأثيره سيكون سلبا على الاستثمارات الأجنبية ونحن نحتاج إلى جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية ، وليس إحلالها باستثمارات محلية ، بما يساعد قطاع الاتصالات المحلي على مواكبة التطورات العالمية في سوق الاتصالات والإنترنت .
أما السيناريو الرابع ، وهو ما لا أتمناه شخصيا ، فيشير إلى عدم إتمام الصفقة بشكلها الحالي وعدم قدرة كل الأطراف للوصول على اتفاق نهائي وهو ما يعني أن يبقى الموضوع على ما هو عليه حالبا في قطاع الاتصالات المصري بل والأصعب أنه سيكون لدينا مستثمر رئيسي " وهو مجموعة فودافون العالمية " لا يستطبع ولا يريد ضخ استثمارات مالية جديدة في شركة " فودافون مصر" في ظل ما بواجه من ظروف مالية صعبة وتزايد أعباء المديونية التي تتعرض لها المجموعة على الصعيد العالمي وبالتالي فإن المستخدمين سيكونون أكثر المتأثرين سلبا لتراجع الاستثمارات الملاية المطلوب ضخها باستمرار لضمان الحفاظ على مستوي جودة الخدمات بل وتطويرها وتنويعها أيضا.
في تصوري أن السيناريو الثاني هو الأفضل لجميع الأطراف المعينة الحكومة سواء من خلال تحصيل حصتها في المصرية للاتصالات بجانب الرسوم والضرائب المرتبطة بتنفيذ هذه الصفقة وكذلك المساهمين ممثلا في كل من المصرية للاتصالات ومجموعة فودافون العالمية والحصول على التمويل الذي يحتاجون إليه لتمويل استراتيجيتهم المستقبلية في الأسواق التي يعملون بها وتحسين اوضاعهم المالية بجانب تعزيز القيمة المضافة لاستثماراتهم .
ايضا المشتري ممثلا فى " شركة الاتصالات السعودية stc " والتى تمتلك بالفعل فائضا ماليا تسعى لإعادة استثماره في كبان مربح مثل شركة " فودافون مصر " قادر على تحقيق عائدات مالية مربحه في ظل ما تمتلكه " أس تي سي " من تواجد فى كل من أسواق السعودية والكويت والبحرين والتي تتواجد بها الملايين من المصريين وبالتأكيد سيشكلون عملاء مستقبليين للشركة إذا نجحت في مخاطبتهم بباقات وعروض متميزة وأخيرا المستخدمين ، وبصفة خاصة عملاء فودافون مصر الحاليين ، والذين نتوقع ان يحظوا باهتمام كبير من جانب المستثمر الجديد لكسب ثقتهم من خلال تقديم عروض وخدمات ابتكارية تدفعهم إلى مزيد من الولاء والارتباط بالشركة سواء من خلال باقات جديدة أو خدمات أكثر وأكثر تطورا.