بقلم : فريد شوقي
على مدار العقدين الماضيين حرصت شبكات التواصل الاجتماعية العالمية على جذب مستخدمين جدد من خلال تقديم مجموعة من الخدمات بصورة مجانية اعتمادا على نموذج عمل يركز على اقناع الشركات المعلنة بان اعلانها سيشاهد من قبيل الملايين من المستخدمين وظل هذا النموذج يعمل بفاعلية وجميع الاطراف فى حالة رضا " بداية من المستخدمين مرورا بشبكات التواصل وصولا الى الشركات المعلنة ".
وكما اشرنا ، فى نفس هذا المكان منذ نحو عام ، الى انه يبدو ان هذا النموذج لم يعد يعمل بكفاءة ، لاسباب لا نعلمها حتى الان ، خاصة ما انتقال ملكية هذه الشبكات الى ملاك جدد يبحثون عادة عن كيفية تغطية قمة الصفقات واستعادة الاستثمارات التى تم ضخها بل وتحقيق مكاسب مالية جديدة من قاعدة المستخدمين الذين اعتادوا على استخدام هذه الخدمات واصبحت تشكل جزء مهم فى نمط تعاملهم اليوم مع الانترنت .
ومؤخرا وفي واقعة غير مسبوقة، كشفت تقريير لصحيفة "جارديان" البريطانية، عن أطلق عملاق شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تهديدا شديد اللهجة لأستراليا، متوعدا فيه بحرمان مؤسساتها الإعلامية وسكانها من نشر الأخبار المحلية والدولية.
وهددت شبكة "فيسبوك" بمنع المستخدمين من نشر الأخبار فيه، وعلى منصة "إنستجرام" التابعة له، في حال إقرار قانون إعلامي جديد سيجبر المنصات مثله على الدفع مقابل محتوى الأخبار المنشورة فيه وقالت الشبكة إن المحتوى الشخصي بين الأصدقاء لن يتأثر في أستراليا.
وذكر التقرير ان مؤسسات إعلامية كبيرة في أستراليا تدعم وتقف وراء مشروع القانون الجديد ، باعتباره وسيلة لتعويض الخسائر التي تكبدتها وسائل إعلام بسبب شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" التي استحوذت على الإعلانات.
وتظهر إحصاءات جمعتها جامعة كانبيرا، أن 39 % من الأستراليين يعتمدون على "فيسبوك" في الأخبار العامة، و49 % منهم يعتمدون عليه في أخبار فيروس كورونا على وجه الخصوص.
وقال المدير الإقليمي لـ"فيسبوك" في أستراليا ونيوزيلندا ويل إيستون، إنه "في حال تمرير هذا القانون، فسوف نمنع المؤسسات الإعلامية والأشخاص من نشر الأخبار المحلية والدولية مؤكدا هذا ليس خيارنا الأول بل إنه الأخير، لكنه الطريقة الوحيدة للحماية من نتيجة تتحدى المنطق وستؤذي على المدى الطويل قطاع الأخبار والإعلام في أستراليا".
وفي المقابل، قال وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدنبرغ، إن الحكومة ماضية في هذا التشريع، و"لن ترضخ للإكراه أو التهديدات القاسية".
ومن جهة أخرى، اعتبرت لجنة المستهلك والمنافسة الأسترالية أن تهديد "فيسبوك" جاء في توقيت غير مناسب و"أسيء فهمه".
وفى الحقيقية فان التحديات ووضع الضحافة فى مصر لا يختلف كثيرا عن استراليا ومن ثمة فن المؤسسات الصحفية المحلية فى حادة ماسة لتدخل كل من "نقابة الصحفيين " و " الهيئة الوطنية للصحافة "لضمان توفر شروط مفاوضات عادلة بين المؤسسات الإعلامية وعمالقة الإنترنت مثل "فيسبوك"، الذين يدفعون مبالغ ضئيلة لقاء هذا المحتوى وربما لا يدفعون اصلا رغم ان هذه المؤسسات الصحفية هي المصدر الوحيد للاخبار الموثوق بها والتى يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتمىاعي والتذ تذحر للاسف بالكثير من الاخبار المغلوطة والشائعات وترويج الشائعات وتقليب الرأي العام .