محمد العزب ..وكل هذا الحب

  • نبضات

    محمد العزب ..وكل هذا الحب

    بقلم : خالد حسن

     

    الشاب محمد العزب فقيد قطاع الاتصالات .. ربنا يرحمك ويغفرلك و يعفو عنك بقدر ما كانت ابتسامتك الجميل لا تفارقك وكلماتك الطيبة فى محادثتك وانسانيتك فى التعامل لمساعدة كل من يستعين بك .

     

    التقيت بهذا الشاب الخلوق منذ أكثر من 18 عندما كان فى بداية مسيرته المهنية بقسم العلاقات العامة فى الشركة المصرية للاتصالات ، تحت قيادة الصديق أحمد عطا حينئذا وكان عدد الصحفيين فى مجال الاتصالات والتكنولوجيا لا يتجاوز عدد اليد الواحدة ، وتتدرج فى مسيرته داخل الشركة حتى أصبح مديرا للعلاقات العامة عن جدارة واستحقاق رغم سنه الصغير وبات أحد اهم اعمدة القوى الناعمة للشركة على مدار كل هذه السنوات .

     

    وفى الحقيقة لن أتحدث عن مواقف شخصية تم بيننا على مدار هذه السنوات فهذا أمور لا تهم القارىء ولكن اود فى الحقيقة ان اتحث عن أهم ما يميز محمد العزب انه فعلا كما أحب ان اطلق عليه " ابن قطاع الاتصالات " فهو الوحيد من أقرانه فى جميع مشغلى شبكات الاتصالات الذى لم يهبط علينا ببرشوت من خارج القطاع مما جعله مميزا جدا فى إلمامه التام بالدور التاريخي للصحافة المتخصصة فى تنمية القطاع وإدراكه بكل كبيرة وصغيرة فى إدارة علاقته مع الزملاء الصحفيين ومعرفة قيمة وقدر كل زميل ونظرا لان بداية مشوراه كانت مع بداية نشأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول من هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية الى الشركة المصرية للاتصالات والعصر الذهبى لشراكة بين ثالوث التنمية لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا " الحكومة والشركات والصحافة " فان هذا اتاح له اكتساب خبرات كبيرة جدا ومتنوعة جعلته ينضج سريعا ويمتلك الكثير من القدرات الفنية والانسانية التى أوكد ولا مدير أخر لقطاع الاعلام فى قطاع الاتصالات يمتلك نصفها حاليا .

    وهذا ما يفسر هذا الكم من الحب الذى أتضح فى ابهي صوره عندما علمنا بمرضه المفاجىء ورحيله السريع عن دنيانا ، وهذا ما أتضح ايضا فى حرص الجميع على زيارته بالمستشفى وكذلك توديعه الي مثواه الأخير بمقابر الاسرة ،  فكان الامر بالنسبة لنا صدمة حقيقية لكل صحفى تعامل مع هذا الشاب الخلوق والذى برع فى اكتساب صداقة ومحبة كل من تعامل مع وكأنه يمتلك عصا سحرية  تعتمد على المصداقة والجدية والالتزام تجعلك تثق فى حديثه وانه لا يرواغ ولا ينافق لكسب فئه معينة او تحقيق مصلحة ما .

     

    ربما يكون العزب هو اكثر مدير  للعلاقات العامة بقطاع الاتصالات الذى مر عليه رؤساء كثر للمصرية للاتصالات ، اكثر من 10 رؤساء ، ولكنه نجح بدرجة امتياز فى ان يمتلك الحنكة والخبرة ليكون دائما جسر التواصل الذى لا ينقطع بين كل هؤلاء وبين الصحافة وأن يقدم لكلا الطرفين الصورة الصحيحة لتكون هناك علاقة مفتوحة قائمة على الاحترام والتقدير بينهم ولم يكن يلعب ابدا الدور السلبى لمدير العلاقات العامة الذى يظن ، خطأ ، أن دوره الأساسى هو القضاء على اى علاقة بين الصحافة ومدير الشركة لذا فان العزب كان مميزا فى أداء دوره بمنتهى الاحترافية ومحل احترام من الصحفيين .

     

    كذلك فان سر نجاح محمد العزب انه اراد دائما التواصل مع الصحافة فكان بابه وهاتفه وعقله مفتوحا للتعاون المباشر مع الصحافة وحرص على بناء وتاهيل فريق عمل متميز من الكوادر البشرية داخل المصرية للاتصالات يدرك حقيقة وجوهر العلاقات العامة بل حرص على توطيد العلاقة مع الصحافة بشتى الصور ولم يلجاء ابدا الى الاستعانة بشركة للعلاقات العامة لتتولى إدارة العلاقات العامة  لشركته مع الصجافة كما فعلت كل شركات الاتصالات الاخرى ، وأصبحت علاقتها سطحية مع الصحافة بل انها تسير من سىء الى أسوء ، وكان فى امكانه الاستعانة باحدى شركات العلاقات العامة ليريح نفسه ودمغاه كما يقولون فى شركات الاتصالات الاخرى ولكن اختار الطريق الاصوب وهى التعامل المباشر مع الصحافة وهذا هو جوهر رجل العلاقات العامة المتميز الذى لا يهرب من المسؤولية ولكن يتفاعل ويبتكر الحلول المناسبة لتعزيز علاقة شركته مع الصحافة .

     

    فى النهاية نجح الشاب الخلوق محمد العزب ، رغم عمره القصير ، فى أن يقدم نموذج ايجابى لرجل العلاقات العامة الذى استطاع أن يقدم شركته فى أفضل صورة ممكنة فى جميع الظروف والأوضاع وذلك عبر امتلاكه مجموعة من الصفات  ومنها "الأخلاق ، أن يكون اجتماعياً ، الإنصات جيدا ، سرعة البديهة ،  الموضوعية ، الهدوء ، حسن المظهر ومتحدث لبق جداً ،  الإلمام التام بسياسة الشركة وأهدافها بالاضافة الى القدرة على العمل تحت الضغط وهو فى اعتقادى مواصفات نادرا ما تجتمع لشخص واحد ولهذا كان كل هذا الحب الذى حظي به العزب .

     

    ورغم ألم الفارق الا اننا لا نستطيع الا ان نقول سبحان من كتب على نفسه الدوام وكتب على جميع الخلق الفناء..إن لله وإنا اليه راجعون.

     اللهم أسكنه وأمي وجميع أمواتنا الفردوس الأعلي من الجنة مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..وألهم أسرته وأصدقائه وأحبائه الصبر الجميل .

    خالص تعازينا للجميع .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن