نبضات صناعة الالكترونيات .. والمنافسة العالمية

  • بقلم : خالد حسن

    غيرت الالكترونيات حياة الكثير من الناس اذ يتم الاعتماد عليها فى الكثير من المنتجات الاساسية فى محتلف نواحى الجياة بداية من المحمول واجهزة الكمبيوتر والروبوت مررورا بالاجهزة المستخدم فى مجال الصحة والترفيه والتغذية ووصولا الى السيارات والطائرات والصاورخ العابرة للقارات والمركبات الفضائيه .

    وبالتالى فان صناعة الالكترونيات اصبحت تشكل عنصر مهما واستراتيجيا عند الحديث عن تطوير اى صناعة وبدون صناعة محلية قوية للالكترونيات فانه من الصعب ان تواكب الصناعة المحلية القفزات الهائله فى المنافسة بالاسواق العالمية .

    نتفق جميعا على أن مفهوم الشراكة بين الشركات المحلية العالمية أصبح بالفعل أحد أهم الأدوات الحديثة لتسهيل الوصول إلي الأسواق العالمية حيث يمكن أن تلعب الشركات العالمية بما لديها من إمكانيات وقدرات كبيرة دورا مزدوجا هاما فهى تقوم فى المقام الأول بنقل التكنولوجيا والمعرفة الحديثة من الخارج إلى الداخل بجانب ما يمكن أن تقوم به من فتح منافذ جديدة لتسويق منتجات الشركات المحلية اعتمادا على قاعدة عملائها الواسعة على مستوى العالم .

    وهنا تأتى اهمية ما كشف عنه ، مؤخرا ، الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي من ان توطين صناعة الالكترونيات بات بمثابة مشروع قومى بدعم ورعاية من مؤسسة الرئاسة بهدف تنمية قدراتنا فى هذه الصناعة الاستراتيجية مؤكدا أهمية البحث العلمي والابتكار في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، مُشيرًا إلى الدور المحوري للوزارة في دعم البحث العلمي والابتكار في مصر من خلال التمويل التنافسي لمشروعات البحث العلمي، وتعزيز التعاون الدولي، لافتًا إلى دعم الوزارة للباحثين المصريين، وعمل الشراكات المحلية والدولية بأقاليم مصر السبعة، فضلًا عن تشجيع التعاون بين الباحثين المصريين والباحثين والخبراء الأجانب في العديد من الدول؛ لتطوير مجال البحث العلمي وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال وربط المنتج البحثي بالصناعة، وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع، ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي، والذي يأتي ضمن أولويات الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.

    وفي هذا الاطار كشف الدكتور حسام عثمان نائب وزير التعليم العالي لشئون الابتكار والبحث العلمي، إلى نجاح المراكز والمعاهد والهيئات البحثية في تحقيق العديد من الابتكارات العلمية خلال عام 2024، ومنها تمكن معهد "بحوث الإلكترونيات " من توطين منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد، وتصميم جولة افتراضية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي عبر نظاراتMeta Quest 2 والتصوير البانورامي ثلاثي الأبعاد يُعد أداة قوية وفعالة في العصر الرقمي، حيث يستخدم لعرض إمكانيات المعهد والتسويق له بشكل مرئي وتفاعلي. 

    وتنفيذًا لمبادرة توطين صناعة تكنولوجيا الإلكترونيات، قدم معهد بحوث الإلكترونيات ومدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات، دعمًا شاملاً لرواد الأعمال والشركات الناشئة، حيث يضم المعهد أكثر من 230 خبيرًا و28 مختبرًا مجهزًا بأحدث التقنيات؛ بهدف تقديم خدمات متنوعة؛ ويهدف البرنامج الذي ينطلق من مقر المدينة إلى دعم الشباب، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، من خلال تقديم منح لدراسة مجالات (الخلايا الشمسية، الميكروإليكترونكس، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني)، فضلًا عن إطلاق مبادرة "ابدأ مشروعك الخاص لتأسيس شركتك" لدعم الأفكار الإبداعية والنماذج الأولية، والتي تهدف إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع واقعية، بالإضافة الي تحقيق المعهد  المركز الأول في نهائي الدوري المصري لريادة الأعمال، حيث أن المشروع الفائز يعمل على تطوير بطاريات ليثيوم أيون قابلة لإعادة الشحن، تستخدم مواد صديقة للبيئة، أطول عمرًا، تعمل بكفاءة في درجات الحرارة العالية، وأرخص سعرًا، ويعزز من أداء ومتانة البطاريات في الظروف المناخية الصعبة.

    كما حقق معهد بحوث الإلكترونيات انجازٔا جديدٔا يسجل للمره الأولي بحصوله على شهادة اعتماد الجودة ISO/IEC 17025:2017 لثلاثة معامل مركزية من المجلس الوطني للاعتماد إيجاك من بين 28 معملٔا بالمعهد، كذلك حصل المعهد مؤخرًا على شهادة الأيزو 14001:2015 لمعايير نظام إدارة البيئة، وكذلك شهادة الأيزو 45001:2018 لإدارة السلامة والصحة المهنية، وحصل المعهد على اعتماد مركز التدريب التابع له، ليصبح مركز تدريب حكومي معتمد على المستوى القومي من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بالإضافة إلى  قيام لجنة الجودة بالمعهد بتطوير نظام الجودة.

    وربما نتفق جميعا على أننا بدأنا بالفعل فى وضع بصمات لمنتجات مصرية فى العديد من المنتجات والصناعات التقليدية إلا إننا نختلف فى عدم نجاحنا حتى الأن بالقدر الكافى فى فتح أسواق جديدة لتلك المنتجات ولاشك أن هذا يعود بشكل كبير للزخم الكبير الذى تعانى منه الأسواق العالمية والتشابه فى السلع التقليدية المعروضة علاوة على صعوبة المنافسة مع دول أخرى تمتلك مزايا تنافسية ربما لا تتوافر لدينا سواء من ناحية حجم الإنتاج أو السعر  .

     

    فى تصورى هذا النمو المتوقع يدعونا إلى التأكيد أنه حان الأوان للتركيز على استراتيجية جديدة للتعامل مع تطوير صناعات المنتجات الالكترونية ، وخاصة الاجهزة الالكترونية المنزلية والسيارات ، ولعل قطاع المعلومات وتصميم الدوائر الإلكترونية يعد من أهم القطاعات المحلية المؤهلة للقيام بدور فعال فى تطوير هذا الصناعة المحلية بما يساعدها على امتلاك كافة المقومات اللازمة لإقامة صناعة تصديرية – وليس صناعة محلية - فى المقام الأول سواء من ناحية الكوادر البشرية المؤهلة أو من ناحية الطلب المحلى و العالمى المتزايد.

     

    فى اعتقادى أهم ما تحتاج إليه قطاع تصميم الدوائر الالكترونية - للقيام بدورها فى تنمية صناعة المنتجات الالكترونية والسيارات - هو وجود برنامج قومى تشارك فى صياغته كافة الجهات المعنية بهذا القطاع" حكومية أو خاصة " على أن يرتكز هذا البرنامج على مجموعة من الآليات التى يتم الاعتماد عليها بشكل كبير فى تدعيم القدرات التصديرية لهذه الصناعات وأولها أن نعمل على تشجيع حجم الطلب المحلى فى مجال الاعتماد على صناعة تصميم الدوائر الالكترونية – من خلال تقديم دعم مالى وفنى أو منح تخفيضات ضريبية -  بما يسمح للمؤسسات المحلية لتجميع المنتجات الالكترونية بوجود حافز يساعدها على القيام تطوير منتجاتها بصورة دائمة وفقا لاحتياجات المستخدمين "سواء بالسوق المحلى أو العالمى" .

     

    أيضا من الضرورى أن يكون لدى مؤسساتنا الصناعية - العاملة فى إنتاج المنتجات الالكترونية  - القناعة بأهمية انتقال هذه الصناعة من مرحلة التجميع لمرحلة التصميم كخطوة أولى نحو التميز وخلق اسم تجارى مصرى يستطيع المنافسة بالخارج كما نعتقد انه من المهم أن نحاول دراسة تجارب الدول التى سبقتنا فى هذه توطين هذه الصناعات وتعظيم الاستفادة من التحالف و الشراكة مع الشركات الاجنبية العالمية .

    نتصور أن الشركات المصرية العاملة فى مجال قطاع الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات -بشكل خاص- أدركت قيمة هذا التحالف الاستراتيجي مع الشركات العالمية فنجد أن اغلب الشركات المحلية للمنتجات الإلكترونية بدأت نشاطها كمجرد وكيل أو موزع لمنتجات الشركات العالمية فى السوق المصرى ثم ما لبث الأمر أن تطور هذا التعاون إلى قيام الشركات المحلية لزيادة القيمة المضافة فى المنتج بفتح مصانع محلية لتجميع مكونات هذا المنتج والتى يتم استيرادها من الخارج واليوم نحن فى احتياج لتطوير شكل هذه العلاقة بين الشركات المحلية العالمية لاسيما بعد الاهتمام الكبير الذى توليه الحكومة لتنمية وتوطين التكنولوجيا ويتمثل الشكل الجديد المطلوب لهذه الشراكة فى ضرورة قيام بعض الشركات المحلية بمحاولات جادة لتصميم  واتتاج بعض مكونات تلك المنتجات بهدف تعظيم القيمة المضافة لا يتحقق إلا من خلال عنصر التصميم الابتكار والتميز .

    فى النهاية نتطلع فى ظل اعلان وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن دعمها لتوطين صناعة الالكترونيات ومع حرص هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات على تطوير القدرات الابتكارية والحلول التكنولوجية للشركات المحلية وبناء براند نيم لمنتجات نهائيه مصممة ومصنعة بايدى مصرية أن يتم تشجيع شركات الالكترونيات المحلية للتواجد بقوة فى مجال تطوير مستلزمات صناعة المنتجات الالكترونية و السيارات والتى باتت تعتمد بصورة كبيرة جدا فى تطويرهاعلى صناعة تكنولوجيا الالكترونيات . 

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن