-
-
بقلم : اشرف عثمان
سنتكلم اليوم مرة أخرى عن تطوير الاعمال و اهمية التحليل المسمى PESTEL analysis Political, Economical, Social, Technological, Environmental, and Legislative و الذي يتناول النواحي السياسيه و الاقتصاديه و و الاجتماعيه و التكنولوجيه و البيئيه و التشريعيه
في أحد الاجتماعات العامه مع الرئيس السيسي ذكر ان الدوله لن توافق على اقامة اي جامعه الا باتفاقية توأمه بينها و بين احدى افضل ٥٠ جامعه عالميه. فور سماعي هذا الخبر وجدت فيه مثالاً على موضوع التحليل المتكامل لبيئة الاعمالPESTEL.
ما قاله الرئيس هو توجيه سيصدر به قانون قريباً، و بموجبه لن يتمكن اي رجل اعمال او مؤسسه استثماريه من انشاء اي جامعه الا بالامتثال لهذا التشريع المستحدث في بيئة الاعمال. السؤال الآن هو كيف سيتمكن عالم الاعمال من التعامل مع هذا التشريع؟ ما الذي سيحدث للجامعات الموجودة بالفعل ؟ و كيف تستطيع هذه الجامعات التنافس مع الجامعات الجديده التي ستكون متميزةً عن غيرها؟
هناك ثلاثة مراحل زمنيه للتعامل مع هذا الحدث؛ المرحلة الاولى هي ما قبل حدوثه ، الثانية هي اثناء حدوثه و الثالثة بالطبع هي بعد حدوثه.
سنبدأ بالمرحله الاولى و هي قبل حدوث التشريع و هو ما يعني العمل على حدوثه في المقام الاول او استشراف و توقع حدوثه و يتأتى ذلك في العاده لمن هم في المجال التعليمي او من يزاولون افضل الممارسات في تنمية الاعمال best practices in business development. و الذين يقومون بنظره تحليليه دائمه للأسواق او للشركات الاستشاريه المتخصصه في اصدار تقارير تحليليه عن الأسواق و الصناعات المختلفه
كيفية توقع حدوث هذا التشريع او العمل على ايجاده ليس بالأمر السهل، حيث يكون ذلك بالتواجد بالقرب من صانعي السياسات وامدادهم بالرؤى الاستشرافيه و النظره العمليه التحليليه التي تخلق نوعاً من البصيره العمليه Insight يشمل ما فعلته الدول و المؤسسات المتقدمه في المجال.
بالعمل القريب مع صانعي السياسات يمكن للبعض التأثير على مثل هذه القرارت التي تتحول الى تشريعات او الشعور بأن مثل هذا التشريع سيرى الضوء قريباً و بالتالي الاستعداد لانتهاز الفرصه لتحقيق مكاسب عمليه منه. ماهي هذا المكاسب العمليه التي ستعود على من يعلم القرار قبل صدوره:
-
العمل على اتفاق التوأمه قبل أي جهة اخرى )و هو امر يحتاج الى الكثير من العمل و يستغرق وقتاً طويلاً في مفاوضات شاقه لاقناع هذه المؤسسات العالميه التي استحقت كونها احدى افضل المؤسسات/الجامعات في مجالها على مستوى العالم
-
بسبب كونكم على علم بالحدث المؤثر قبل صدوره سيمكنكم وضع عوامل تفضيليه تخلق نوعاً من التميز عن الشركات اللاحقه و التي ستعرف بالخبر بعد صدور القانون
-
استخراج التصاريح اللازمة قبل المنافسين
-
نظراً لطبيعة القرار الفريدة من نوعها على البيئه العمليه و التعليميه في مصر فستتمكنون من تعيين المواهب اللازمه والمتميزه لمؤسستكم (لجامعتكم في هذه الحاله) قبل غيركم من اللاحقين
-
ينطبق نفس الامر على كيفية انشاء الجامعه (الأرض، طبيعة المباني، الاجهزه، أسلوب العمل، المواد اللازمه للدراسه) كل هذه العوامل ستكون اسهل في الاقتناء و التفاوض مع مزوديها بسبب الميزه الناتجه من معرفة قرار التوأمه قبل صدوره
في المقال القادم سنتكلم عن ما يمكن عمله اثناء معرفة وجود مثل هذا القرار الذي ينص على وجوب التوأمه بين أي جامعه مصريه ستنشأ و بين واحده من افضل ٥٠ جامعه في العالم