كتب : باكينام خالد – محمد شوقي
كشف أحدث استطلاع أجرته بي دبليو سي " PWC " في 19 دولة من بينها أربعة دول في منطقة الخليج عن التحولات الكبيرة التي طرأت على طريقة عمل الموظفين وتوقعاتهم من قبل الشركات والمؤسسات التي يعملون لديها عقب انتشار جائحة كوفيد-19 حيث أظهر الاستطلاع حاجة المؤسسات إلى تسريع جهود تعزيز وتطوير برامجها لتنمية المهارات الرقمية لمواكبة التغيير الناتج عن التقنيات الجديدة.
أظهر الاستطلاع الذي يحمل عنوان "آمال ومخاوف - رؤى من دول مجلس التعاون الخليجي" حالة التفاؤل والمشاعر الإيجابية بين العاملين في منطقة الخليج تجاه المستقبل على الرغم من انتشار هذه الجائحة، إذ أعرب 61% من الموظفين عن حماسهم وثقتهم فيما يحمله لهم المستقبل، بينما أعرب 27% فقط عن قلقهم. بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لسرعة التحول الرقمي الذي سببته الجائحة، يعتقد 71% من المشاركين في الاستطلاع أن التقنيات الجديدة تحمل في طياتها فرصاً أكثر مما تنطوي عليه من مخاطر، في حين قال 40% من المشاركين أن مهاراتهم الرقمية قد تطورت وتحسنت خلال هذه الفترة.
وعلى الرغم من هذه المشاعر الإيجابية، أعرب 58% من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم المتزايد حول اندثار العديد من الوظائف خلال السنوات الخمس المقبلة بسبب التطور والتقدم التقني.
من جهته قالت رندا بحسون، شريك في بي دبليو سي الشرق الأوسط ومدير برنامج عالم جديد ومهارات جديدة، قائلة: "لطالما كان تمكين التحول الرقمي وتنمية الاقتصاد الرقمي ركيزة أساسية من ركائز أجندات الإصلاح الوطنية في منطقة الخليج، وقد أسهمت جائحة كوفيد-19 في تسريع هذه الجهود بالتزامن مع تطور سلوكيات سكان المنطقة من الشباب البارعين في استخدام التقنية".
لقد كان واضحاً أن الشركات والمؤسسات التي امتلكت المهارات والتقنيات اللازمة أثناء مرحلة الانتقال إلى العمل عبر الإنترنت والعمل عن بعد تمكنت من الانتقال بسلاسة إلى هذا الأسلوب الجديد في العمل. في حين اضطر الآخرون إلى محاولة مواكبة هذا التغير ومجاراته. وفي حين أصبح العمل عن بُعد واقعاً يلزم التعايش معه في الوقت الحالي، أشار 72% من الموظفين إلى تفضيلهم نموذج عمل يجمع بين العمل داخل المكاتب والعمل عن بُعد، بينما أشار 9% فقط إلى رغبتهم في العودة للعمل من المكتب بدوام كامل، وأشار 19% إلى رغبتهم في العمل عن بُعد بصورة كاملة.
في ظل هيمنة جيل الألفية وجيل "زد" الأكثر براعة في استخدام المهارات والتقنيات الرقمية على القوى العاملة في وقت الأزمة وحالة عدم اليقين، زادت أهمية التعلم الرقمي من أي وقت مضى وتحتم على الشباب إتقان المهارات الرقمية بأسرع حتى يتمكنوا من مواكبة هذا العالم الرقمي. ويلقى هذا التوجه قبولاً لدى شريحة واسعة، حيث أعرب 86% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن ثقتهم بقدرتهم على التكيف مع التقنيات الجديدة التي يتم استحداثها في أماكن عملهم. وأشار 60% تقريباً من المشاركين في الاستطلاع ضمن الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاماً، وتمثل هذه المجموعة فئة "الجيل الرقمي"، ويعدون ملمين بأبعاد التفاعل المستمر عبر الإنترنت في حياتهم العملية والخاصة واعتيادهم على التغيير التقني السريع. ونظراً لأن هؤلاء الشباب لا يزالون في بداية حياتهم المهنية، فقط أظهرت نتائج الاستطلاع نظرة هذه الفئة إلى المستقبل الرقمي حيث انهم يرون آفاقاً جديدة للعمل وهم عازمون على استغلالها على الوجه الأكمل.
مع استمرار الناس في التعامل مع تداعيات الجائحة العالمية، بدأ الموظفون في مطالبة شركاتهم بتقديم المزيد، مما أدى إلى زيادة الضغط على قادة الأعمال ومطالبتهم بإحداث التأثير وتقديم الدعم والمساعدة في حل مشاكلنا المجتمعية الأكثر إلحاحاً، إذ عبر الجميع عن رغبتهم في أن يكون لعملهم وللشركات التي يعملون بها بصمة فارقة في حياة مجتمعاتهم. لذا أعرب 75% من الأشخاص على مستوى العالم عن رغبتهم في العمل لدى مؤسسة تسعى لتقديم مساهمة إيجابية في المجتمع – واتفق 81% من الأشخاص في دول مجلس التعاون الخليجي مع هذا الرأي.