بقلم : كريم غنيم
استكمالا لسلسلة المقالات التي ترصد التغيرات الجوهرية في سلوكيات الأفراد ومؤسسات الأعمال في التعامل مع التحول الرقمي وتحليل أهم النتائج التي أسفرت عنها جائحة كورونا ومتابعة تأثيرها علي فرص الاستثمار .
اليوم نرصد تأثيرا سلبيا علي أحد القطاعات المهمة ونضع بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد القائمين علي هذا القطاع في تطور أعمالهم وإيجاد حلول لتحويل هذا التأثير إلى شيء إيجابي .
إذ كان تأثير جائحة كورونا واضحا في دفع العالم إلى العمل عن بعد واستخدام كل وسائل التكنولوجيا في تسهيل عمل الأفراد من منازلهم حتى بات جليا للشركات العالمية أن إنتاجية الموظفين يمكن أن تتعاظم وهم يعملون من منازلهم وأدى ذلك إلى أن كثيرا من متخذي القرار في كبري الشركات العالمية أن يوصوا بأستمرار العمل عن بعد في كثير من الوظائف حتي بعد انتهاء الجائحة .
وكان لذلك التوجه تأثير مباشر علي السوق العقارية المتخصص في بيع وتأجير المقرات الإدارية , حيث قل الطلب علي مساحات كبيرة كالسابق , وكما هو معروف للجميع أن القيمة الإيجارية لأسعار بيع الوحدات الإدارية مرتفعة للغاية في جميع أنحاء العالم وفي مصر أيضا .
ولذلك اهتم متخذو القرار في الشركات انتهاز الفرصة لتخفيض التكاليف والحفاظ في نفس الوقت علي إنتاجية الموظف وتوجيه الاستثمار في التكنولوجيا المستخدمة لربط الموظفين بالإدارة .
وبناء علي ما سبق أود أن أنصح مطوري السوق العقارية استحداث خدمات جديدة تساعدهم في تخطي هذه الأزمة وذلك عن طريق تقسيم الأماكن المتاحة إلى مساحات صغيرة وذلك لاستهداف قطاع الشركات المتوسطة والصغيرة التي بدأ عددها يزداد نتيجة الظروف الاقتصادية , وطبقا لآخر تقرير من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن عدد الشركات المتوسطة والصغيرة في مصر في حدود 2,6 مليون شركة يعمل بها 9,7 مليون موظف ويمثل هذا القطاع 37% من إجمالي الناتج المحلي بقيمة 1,2 تريليون جنية ويتضح حجم هذا القطاع وأهميته وإذا اهتم مطورو السوق العقاري بتلبية احتياجاته , سيستطيع السوق العقاري أن يعبر هذا التأثير السلبي للجائحة وتحويله إلى فرصة استثمارية كبيرة .
وأخيرا أتوجه إلي الحكومة المصرية بأهمية مواكبة المستحدثات الجديدة والعمل علي دراسة قوانين جديدة من شأنها العمل علي تأسيس شركات رقمية حيث بات هناك طلب في جميع بلدان العالم علي هذا النوع الجديد من الشركات التي تخدم فكرة العمل عن بعد وكذلك يخدم التجارة الإلكترونية .
وفي المقال القادم سنرصد ظاهرة أخري ناتجة عن تأثير التحول الرقمي في سلوك الأفراد والمؤسسات وفرص الاستثمار .