عادت أخبار محطة فوكوشيما اليابانية المهجورة لتتردد بعد أن علمنا أن أماكن تخزين المياه المشعة قد تنفد قريبًا، واقترح مسؤولون يابانيون طرح المياه في المحيط في حالة الطوارئ.
ويرى خبراء الطاقة النووية أن الحل المقترح يمثل أرخص الحلول لكنه ليس أكثرها أمانًا؛ وفقًا لصحيفة كوريا تايمز ، وهو تحذير متشائم من إمكانية تقديم المنفعة على الإجراءات الصحيحة في الجهود الرامية إلى احتواء آثار كارثة نووية كبيرة.
وقال كيم إيك جونج، عضو لجنة السلامة والأمن النوويين في كوريا، إن إلقاء المياه المشعة في البحر هو أكثر الخيارات خطورة في إجراءات الحكومة اليابانية.
وأضاف «يمكن لليابان الاحتفاظ بالمياه المشعة في خزاناتٍ حتى يصبح مستوى الإشعاع منخفضًا إلى درجة كافية، كخيار آخر للتعامل معها. إلا أن هذا الحل مكلف ويستغرق وقتًا طويلًا، إذ يتطلب ذلك انتظار المياه نحو 300 عام قبل تصريفها.»
وتنتج محطة فوكوشيما 170 مليون طن من المياه المشعة يوميًا؛ وفقا للصحيفة، وترى الحكومة اليابانية أن معظم الملوثات أزيلت باستثناء التريتيوم؛ وهو مادة مسرطنة خطيرة مكلفة التنظيف.
وقال شون بورني الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر «هذا هو السبب الأساسي إذ لا يريدون دفع التكاليف الكاملة لتخزين المياه الملوثة ومعالجتها مع إزالة التريتيوم المشع.»
وتثير خطة الحكومة اليابانية مخاوف في كوريا الجنوبية بشكل خاص، الجار الأقرب لليابان، بسبب التأثيرات المباشرة للمياه المقرر طرحها على الحياة البحرية والنظام البيئي في مياهها الإقليمية، ما ينعكس على البشر أيضًا.
ويرى هيرواكي كويد، الأستاذ المساعد في معهد أبحاث المفاعلات بجامعة كيوتو في اليابان، أن الحكومة اليابانية ستمضي قدمًا في تصريف المياه الملوثة بالإشعاع قريبًا، ويتحتم علينا إيقاف ذلك.
وقال كويد إن «التعرض للإشعاع يبقى خطيرًا حتى في حالة الكميات الصغيرة جدًا. ولا ينبغي لأحد إفراغ تلك الإشعاعات في البيئة ومنها المحيط.»
وأعلنت الحكومة اليابانية خمسة خيارات للتعامل مع النفايات المشعة المتراكمة، ورأت أن تفريغها في المحيط الهادئ أكثرها منطقية بسبب تكلفة ذلك المنخفضة البالغة نحو 31 مليون دولار فقط، بناءً على حسابات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في العام 2016. وانتهت الوزارة إلى أن الخيارات الأخرى تنطوي على مخاطر متعددة أيضًا؛ وفقًا لتقرير منظمة السلام الأخضر الذي صدر في وقت سابق من العام الحالي.
وقالت مون مي أوك، النائب الأول لوزير العلوم وتقنيات المعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية، إن اليابان فشلت في إيجاد إجابة عن طريقة التخلص من النفايات المشعة منذ الانهيار في مفاعل فوكوشيما في مارس من العام 2011.
وأضافت «إنها قضية دولية مهمة تؤثر على البيئة البحرية في العالم بأسره، ولهذا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعضائها اتخاذ إجراء مشترك.»