كلمات ومعانى
بقلم : فريد شوقى
منذ ظهور الانترنت الى النور ، فى أواخر الثمانيات من القرن الماضى ، وبمرور الوقت أصبح الإنترنت خدمة أساسية فلا يمكن الاستغناء عنها فى أى مكان وفى أى وقت لاسيما وأن النظرة المستقبلية للتكنولوجيا الجديد تجدها دائما مرتبطة بشكل ما أو بأخر بشبكة الإنترنت .
وكشفت مؤخرا البيانات الجديدة الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT)، أيضاً عن نمو عالمي قوي في استخدام الإنترنت، حيث ارتفع العدد المقدر للأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت إلى 4,9 مليار نسمة في 2021، مقارنةً بما يُقدر بنحو 4,1 مليار نسمة في 2019 ويعد هذا الأمر بمثابة أخبار جيدة للتنمية العالمية. ومع ذلك، تؤكد بيانات الاتحاد أن القدرة على التوصيل لا تزال غير متكافئة إلى حد بعيد.
ومن بين العدد البالغ 2,9 مليار نسمة الذين لا يزالون غير موصولين، يعيش ما يقدر بنحو 96 % في البلدان النامية. وحتى من بين هؤلاء البالغ عددهم 4,9 مليار نسمة والمحسوبون على أنهم "يستخدمون الإنترنت"، فإن مئات الملايين قد لا يحصلون على فرصة للتوصيل بالإنترنت إلا بصورة متقطعة، عن طريق أجهزة مشتركة، أو باستخدام سرعات توصيلية تقوض بشكل ملحوظ من جدوى توصيلاتهم.
واكد هولين جاو، أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات "في حين أن ما يقرب من ثلثي سكان العالم موصولون الآن بالإنترنت، فإن هناك الكثير مما يجب القيام به لتوصيل الجميع بالإنترنت". وأضاف "سيعمل الاتحاد مع جميع الأطراف للتأكد من أن اللبنات الأساسية في مكانها لتوصيل العدد المتبقي البالغ 2,9 مليار نسمة. ونحن مصممون على ضمان عدم تخلف أحد عن الركب".
ونوه التقرير الى يشير الارتفاع الحاد غير المعتاد في عدد الأشخاص الموصولين بالإنترنت إلى أن التدابير المتخذة أثناء الجائحة - مثل الإغلاق الواسع النطاق وإغلاق المدارس، جنباً إلى جنب مع حاجة الناس للنفاذ إلى الأخبار والخدمات الحكومية وآخر المستجدات الصحية والتجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت - ساهمت في حدوث "طفرة في التوصيلية من جراء جائحة فيروس كورونا" أدت إلى توصيل ما يقدر بنحو 782 مليون نسمة إضافيين بالإنترنت مقارنةً بعام 2019، بزيادة قدرها 17 %.
على حين أشار الاصدار 2021 من تقرير حقائق وأرقام، وهو يمثل نظرة عامة سنوية للاتحاد عن حالة التوصيلية الرقمية في جميع أنحاء العالم، إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت ينمو على مستوى العالم بأكثر من 10 في المائة في السنة الأولى للجائحة - وهي أكبر زيادة سنوية حتى الآن خلال عقد من الزمن.
وكان النمو القوي منذ عام 2019 مدفوعاً إلى حد كبير بالزيادات في البلدان النامية، حيث ارتفع انتشار الإنترنت بأكثر من 13 %. ففي البلدان الـبالغ عددها 46 بلداً التي حددتها الأمم المتحدة على أنها أقل البلدان نمواً، تجاوز متوسط الزيادة 20 %
وتُظهر هذه الإحصائيات تقدماً كبيراً في الوفاء برسالة الاتحاد المتمثلة في توصيل العالمحيث أنه لا تزال هناك "فجوة توصيلية" واسعة في أقل البلدان نمواً، حيث لم يتصل ثلاثة أرباع السكان بشبكة الإنترنت بالمرة. وتتعرض النساء، بشكل خاص، في أقل البلدان نمواً للتهميش، حيث لا تزال هناك أربع من كل خمس نساء بدون توصيل بالإنترنت ويواجه الكثير من هؤلاء "المستبعدين رقمياً" تحديات هائلة بما في ذلك الفقر والأمية ومحدودية الوصول إلى الكهرباء ونقص المهارات الرقمية والوعي.