بقلم : فريد شوقى
نحن نعيش الآن في عالم يوجد فيه أشخاص يملكون وظائف وليدة حديثًا مثل ” المؤثرين ” على وسائل التواصل الإجتماعي. في الأساس، هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على الشبكات الإجتماعية مثل إنستاجرام، حيث أن الأشياء التي ينشرونها، ويقولونها ويفعلونها، لديها فرصة في ” التأثير ” على المتابعين، مثل حضور حدث، وشراء منتج، وما إلى ذلك.
وبصرف النظر عن مستوى جودة المحتوى الذى يقدمه هؤلاء الا ان غالبيتهم هدفهم الاساسى هو جذب اكبر عدد من المتابعين او المشاهدين ، وذلك لضمان الدخل المادى الذى يحصلون عليه ، وفى سبيل ذلك لديهم الاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من اجل عيون المتابعين لدرجة ان بعضه للاسف لديه الاستعداد لاهانة نفسه بافعال وممارسات غير مقبولة اخلاقيا او مجتمعيا لمجرد تقديم شىء يلفت به الانظار وجذب المشاهدين !!
وشهدت السنوات الماضية نقلةً نوعية على صعيد التسويق بالاستعانة بالمؤثرين، وتنامي أهمية هذه المنهجية كأداة فعالة ضمن قطاع التسويق الرقمي، والتطور الكبير في أدوات رصدها وإدارة حملاتها بعد أن كانت تقتصر على المتابعة اليدوية.
وفي هذا السياق كشف أحدث تقرير لـ "ميلتواتر"، المزود العالمي لخدمات الرصد الإعلامي وتحليلات وسائل التواصل الاجتماعي، أن مجال تسويق المؤثرين يشهد نمواً كبيراً، حيث نشر المؤثرون أكثر من 3,798,505 من المنشورات الدعائية المدفوعة بزيادة 26.7%، إلى جانب زيادة القصص الدعائية بنسبة 33% بمعدل 16 قصة أسبوعياً، حيث تعكس هذه المؤشرات ازدهار سوق صغار المؤثرين ونمو قطاع وسائل التواصل الاجتماعي بصورة عامة.
كما أظهرت البيانات أن التغير المستمر في عادات المستهلكين دفع العلامات التجارية إلى اعتماد الاستراتيجيات الرقمية كأولوية وتعديل ميزانياتها بما يتوافق مع ذلك، آخذين في الاعتبار الدور المحوري الذي يلعبه المؤثرون في بناء خطط أعمالها. وبصورةٍ خاصة، أصبح صغار المؤثرين قناةً أساسية تساعد العلامات التجارية على التواصل الحقيقي مع المستهلكين، باعتبار أن 91% من المنشورات المدفوعة جاءت من هذه الشريحة من المؤثرين، والذين باتوا الخيار المفضل لدى العلامات التجارية نظراً لارتفاع عدد متابعيهم (5,000 – 30,000) ومدى وصولهم وتأثيرهم إلى (5,000 – 500,000).
ويساهم امتلاكهم جمهوراً مركزاً، رغم صغره، في تحقيق نسبة عالية من التفاعل، بما يعود على العلامات التجارية بعائد استثماري أكبر.
ووفقاً لـ "ميلتواتر"، فقد أدى ذلك إلى زيادة التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت "إنستجرام" أهم منصات حملات تسويق المؤثرين.
وأشارت التقارير إلى إطلاق أكثر من 1,800 حملة مؤخراً، استأثرت "إنستجرام" بـ 94% منها، في حين تضمنت 10% منها فقط محتوىً خاصاً بـ "يوتيوب" وغيره من المنصات. ووفق أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات، تستفيد 42% من الحملات من نمط 1-4 منشورات موجزة، في حين تستخدم 20% من الحملات 1-4 قصص. كما تشير البيانات إلى أن حملات المؤثرين تتركز بشكل كبير على "إنستجرام" ، في حين أن منصات مثل "تيك توك" تتميز بحملات تجريبية.
كما أشارت التقارير إلى أن العلامات التجارية تتجه في شراكاتها الإعلانية نحو "تيك توك" أكثر من "يوتيوب"، إذ تغطي "تيك توك" 13% من حملات تسويق المؤثرين، مقابل 10% فقط في "يوتيوب".
وتعد "تيك توك" منصةً حديثةً لم ترسخ مكانتها مثل "إنستجرام" بعد، ومع ذلك، فقد أدرجتها العديد من العلامات التجارية ضمن خططها التسويقية.
ومن الأمثلة على ذلك، انتشار فيديوهات "فين توك"، وهو نوع جديد من محتوى الفيديو يشارك من خلاله الخبراء نصائحهم المالية عبر فيديوهات "تيك توك" القصيرة والمسلية، والتي حققت أكثر من 1.8 مليار من المشاهدات على المنصة. إضافةً إلى ذلك، أثبتت البيانات تفوق "تيك توك" على "يوتيوب" من ناحية رواج حملات تسويق المؤثرين، مع سعي العلامات التجارية لتحديد استراتيجياتها وأوجه نجاحها الممكنة في هذه المنصة.