كتب : رشا حسين
استضافت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي، المؤتمر الإقليمي للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022 والذي شارك فيه أكثر من 150 من الشباب من مختلف أنحاء المنطقة، إضافة إلى 30 متحدثاً من الخبراء والمختصين وكبار الشخصيات. وتناول المؤتمر، الذي استمر ليومين، عدداً من الموضوعات المتعلقة بتنمية مهارات الشباب في ما يخص سياسات المناخ العالمية، وتمكين الشباب وإيصال أصواتهم وآرائهم لتضمينها في سياسات العمل المناخي.
ألقى سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذي شارك في استضافته كلٌ من "المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر" و"Act Sustainable"، بالتعاون مع "مركز الشباب العربي"، و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، و"اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"، والمجموعة الاستشارية الشبابية المعنية بتغير المناخ (YOUNGO).
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد الطاير أن "المؤتمر الإقليمي للشباب" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022، والذي يقام في دولة الامارات العربية المتحدة يشكل نقلةً نوعية في تعزيز وتشجيع المشاركة الشبابية ضمن أجندة العمل المناخي الدولية، وبناء اقتصاد أخضر وأكثر استدامة. كما يتيح الفرصةً لتمكين جيل الشباب من المساهمة في صنع السياسات المناخية المحلية والإقليمية، وفي عملية المفاوضات المناخية. ويكتسب هذا التوجُّه أهمية كبيرة لكون الأجيال الشابة ستتحمل العبء الأكبر من تداعيات التغير المناخي، مما يوجب ضمان المشاركة الشبابية في صنع السياسات وإعدادهم للاضطلاع بدورهم كقادة للمستقبل، ورواد للاقتصاد الأخضر حول العالم.
وقال الطاير: "نعمل في المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر على تسهيل التحول نحو الاقتصاد الأخضر على نطاقٍ عالمي، وتتطلب هذه الغاية تعاوننا بشكلٍ وثيق وتوطيد أواصر شراكاتنا، مع التركيز على إشراك جيل الشباب. وفي إطار هذه الجهود، يجمع المؤتمر لهذا العام الشباب وقادة المستقبل من 22 دولةً من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف بناء تحالفاتٍ وشبكاتٍ جديدة، وتعزيز وعي جيل الشباب حول الاستدامة. ويتيح هذا المؤتمر منصةً لبناء القدرات والتدريب على صياغة السياسات، لتحضير الشباب للمشاركة في مؤتمر شباب المناخ ومؤتمر الأطراف. وتكمن الغاية الرئيسية للمؤتمر الإقليمي للشباب في بناء شبكةٍ لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإعدادهم وتدريبهم لاستضافة وقيادة مسارات مؤتمر الأطراف ومؤتمر شباب المناخ المقرر إقامتهما في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة خلال العام الحالي. كما يشكل المؤتمر الإقليمي للشباب منصةً عالمية لتعزيز مشاركتهم في العمل المناخي متعدد الأطراف."
أضاف نولي في دولة الإمارات أهميةً كبيرة لتبني منهجيات الاقتصاد الأخضر في سبيل دفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز المرونة في مواجهة التغير المناخي. وننتهج مساراً طموحاً نستهدف من خلاله ترسيخ مكانة الدولة كوجهةٍ عالمية رائدة ونموذجٍ يُحتذى به في قدرة الاقتصاد الأخضر على تحقيق الجدوى الاقتصادية، بالتوازي مع حماية البيئة لأجيال المستقبل. وتستلهم سياساتنا واستراتيجياتنا الوطنية الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة لإرساء دعائم الاقتصاد الأخضر المستدام. وأود أن أوجه الدعوة لقادة الشباب عالمياً للانضمام إلينا في هذه المسيرة، لنعمل يداً بيد على بناء غدٍ أفضل لنا ولأجيال المستقبل، والاستمرار في دعم حلول الاقتصاد الأخضر عالية الكفاءة لتلبية احتياجاتنا الاقتصادية والبيئية، والمضي قدماً في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030."
أشار ستواصل المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر المساهمة في توجيه دفة التحول المنشود، وتسهيل التعاون بين صانعي السياسات وجيل الشباب وكافة المعنيين. وإننا ننظر بثقة حيال الآفاق الكبيرة التي تمتلكها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتقديم حلول نوعية، والإسهام في مساعدة العديد من الدول على الحد من وطأة التغير المناخي والتأقلم مع تداعياته، وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ. ويتطلب هذا المسعى تمكين جيل الشباب بدول المنطقة من لعب دورٍ محوري في صياغة السياسات الرامية لدعم نموذج الاقتصاد الأخضر المستدام. إنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة حريصةٌ على إنجاز التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وماضيةٌ في دعم المُلتقيات الدولية، وإتاحة منصاتٍ تجمع وتستقطب جيل الشباب لتعزيز الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة. وآمل أن نتمكن خلال اجتماعنا اليوم من اتخاذ المزيد من الخطوات الطموحة، وتسريع وتيرة الانتقال إلى منظومة الاقتصاد الأخضر."
أوضح مؤتمرات الشباب الإقليمية والمحلية تُعقد في إطار التحضير لمؤتمر الشباب العالمي، أكبر وأهم مؤتمر للشباب يتمحور حول العمل المناخي متعدد الأطراف للأمم المتحدة. وتهدف مؤتمرات الشباب إلى توسيع الحوار المناخي ليشمل المجتمعات المحلية، وجمع المقترحات والمعطيات الخاصة بها ليتم تضمينها في سياسات المناخ الوطنية والإقليمية، بما يمهد الطريق للمفاوضات المتعلقة بالمناخ.