بقلم : فريد شوقى
شهدت السنوات الخمس الماضية ازدهار لعدد من التقنيات الجديدة وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعى " AI " و" تعليم الالة " و " انترنت الاشياء" و"الحوسبة السحابية " والاجهزة المنزلية الذكية ورويدا رويدا بدأت هذه التقنيات التغلل فى حياتنا من خلال تطبيقات لها موجودة من المنتجات التى نستخدها ونتعامل معها بصورة يومية سواء فى صورة اجهزة الكترونية منزلية ذكية او الاجهازة القابلة للارتداء او الالات المستخدمة فى مختلف انواع واحجام المصانع ومؤسسات الاعمال .
وبالطبع فى عصر التحول الرقمى الذى نعيشه حاليا باتت حياتنا تتعلق اكثر بالمعلومات والبيانات وأصبح حماية هذه المعلومات ، سواء الخاصة بالافراد او المؤسسات ، يشكل واحد من اكبر التحديدات التى تواجه الغالبية العظمى منا لزيادة ثقتنا فى " العالم الرقمى " .
ولهذا بدأت شركات تكنولوجيا المعلومات فى البحث عن كيفية توظيف هذه التقنيات الجديدة فى كسب ثقة المستخدمين ، الغير محترفين ، للتكنولوجيا فى محاولة " جادة " للتهدئه من هواجس ومخاوف الاختراقات الالكترونية والجرائم الرقمية التى تحيط بكل من يستخدم الادوات التكنولوجية بكافة صورها ونشر ثقافة كيفيفة حماية بياناتهم الشخصية والتاكيد ان استخدام تقنيات الأمن الإلكتروني سوف تمنحهم قدرة أكبر على تجنب قضاء الكثير من الوقت في القلق بشأن فقدان البيانات الشخصية
وفى هذا الاطار كشفت ، مؤخرا ، دراسة جديدة اجراتها شركة " بالو ألتو نتوركس" ، العالمية المتخصصة فى امن المعلومات ، وبالتعاون مع مؤسسة "يوجوف" للأبحاث عن أبرز سلوكيات الناس تجاه تقنيات الأمن الإلكتروني الجديدة، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودور هذه التقنيات في حماية حياتهم الرقمية أن 26 % المشاركين ، حيث شملت أكثر من 10 آلاف شخص في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، يفضلون إدارة أمنهم الإلكتروني بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بدلاً من الاعتماد على القوة البشرية لتنفيذ ذلك. وأظهر المشاركون في إيطاليا أكبر قدر من الثقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي (38%)، في الوقت الذي أشار فيه 21% فقط من سكان المملكة المتحدة إلى تفضيلهم تقنيات الذكاء الاصطناعي على البشر لحماية حياتهم الرقمية.
أوضحت الدراسة أن الناس الأكثر انفتاحاً على تقنيات الذكاء الاصطناعي يتمتعون بنظرة إيجابية حول الدور الذي يلعبة الأمن الإلكتروني في حياتهم اليومية. حيث أشار ما يقرب من ثلث المشاركين ممن يفضلون إدارة أمنهم الإلكتروني بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى أنهم يشعرون بأن عمليات التحقق من مستويات الحماية لبياناتهم لها تأثير إيجابي كبير على تجربتهم الإجمالية على شبكة الإنترنت، مقارنة بـالمعدل العام البالغ 20 %.
ولعل اهم اكدت عليه الدراسة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت تلعب دوراً هاماً بالفعل في قضايا الأمن الإلكتروني وإدارتها، مع قدرة هذه التقنيات على المساعدة في اكتشاف ومنع الهجمات الإلكترونية من خلال إمكانات وقدرات جديدة تتمتع بها هذه التقنيات ويعجز عنها العقل البشري.
ومن المشجع حقاً أن نرى تقلص الفجوة التي تفصل بين تقنيات الأمن الإلكتروني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتلك التي تتم إدارتها من قبل البشر، بالإضافة إلى إظهار الناس لموقف إيجابي أكبر تجاه عمليات التحقق من الأمن الإلكتروني التي تأتي مع تفضيل أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو توجه نأمل في أن يتبناه المزيد من الأفراد في المستقبل. البشر في طبيعتهم يتجنبون المخاطرة بشكل عام، لكن تطبيق ابتكارات جديدة دائماً ما يحتاج إلى اتخاذ خطوات جديدة، ولايزال الكثيرون يرون أن التغيير يشكل مخاطرة بالنسبة لهم.
فى النهاية تؤكد إن تحمل مسؤولية فقدان البيانات، والسعي نحو الحفاظ على أمن البيانات الشخصية، هي الخطوة الأولى نحو التأكد من أننا نستخدم أفضل الممارسات على مستوى أعمالنا التجارية، لذلك يحتاج المشاركون إلى التثقيف والتعليم المناسب لتعزيز مستوى شعورهم بالأمان عند استخدامهم شبكة الإنترنت".