بقلم / فريد شوقى
لطالما كان السؤال الموجه لشركات الصينية المنتجة للهواتف المحمول ، والتى تسحوذ على نحو 60 % من حجم سوق الهواتف المجمولة العالمى ،والذى يناهز نحو 1.8 مليار جهاز فى عام 2017 وسيصل الى 1.9 مليار جهاز فى 2018 وفقا لمؤسسة " جارتنر " ، ما هى رؤيتها لتطوير نظام تشغيل خاص بها كبديل لنظام التشغيل " اندرويد " الذى تتطوره شركة " جوجل " الامريكية .
ورغم ان الاجابة كانت دائمة تتمثل فى اننا لسنا فى حاجة الى تطوير نظام تشغيل جديد ، طالما نحصل على نظام اندوريد بصورة سهلة خاصة وانه يسيطر على 90 % من سوق انظمة التشغيل للاجهزة المحمولة ، سواء الهواتف او التابلت ، المتداولة فى الاسواق .
ويبدوا ان الرياح تاتى احيانا بما لا تشتهى السفن فان جميع شركات الاتصالات الصينية ربما ستواجه صعوبات كبيرة فى ظل انطلاق الحرب التجارية لفرض رسوم تجارية بين الولايات المتحدة والصين والتى ضمت اكثر من 128 سلعة من كل دولة ولكن الاخطر هو ما كشفت عنه ،مؤحرا ،وزارة التجارة الخارجية الامريكية .
حيث أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن شركة " ZTE " ،الصينية المتخصصة فى مجال انتاج الهواتف المحمولة ، انتهكت شروط التسوية مع الحكومة، وأنها تخضع لحظر لمدة سبع سنوات يمنعها من الحصول على أي سلع أو تقنيات أمريكية لاستخدامها في منتجاتها.
ووفقًا لتقرير جديد من وكالة رويترز فإن وزارة التجارة الأمريكية منعت الشركات الأمريكية من بيع قطع الغيار والبرمجيات إلى " ZTE " لمدة سبع سنوات، وجاءت هذه الخطوة بعد انتهاك الشركة الصينية لاتفاق تم التوصل إليه بعد أن تم ضبطها تقوم بشحن بضائع أمريكية إلى إيران بشكل غير قانوني.
كما اقترحت هيئة تنظيم الاتصالات في الولايات المتحدة قواعد جديدة تمنع البرامج الحكومية من إجراء عمليات الشراء من الشركات التي تقول إنها تشكل تهديدًا أمنيًا لشبكات الاتصالات في الولايات المتحدة، الأمر الذي سوف يضر على الأرجح كل من شركة ZTE ، والتى تمكنت من شحن 46.4 مليون هاتف مما يجعلها تحل في المركز السابع في قائمة الشركات المصنعة للهواتف العاملة بنظام أندرويد وشركة هواوي " Huawei Technologies " الصينية المصنعة للهواتف الذكية والتى تمكنت من شحن نحو 75 مليون هاتف فى عام 2017 وتحتل حالبيا المرتبة الثالثة بالسوق العالمى للهواتف .
ويبدو أن شركة " ZTE " ربما لا تتمكن بسبب قرار وزارة التجارة الأمريكية من استخدام نظام التشغيل أندرويد من جوجل في أجهزتها المحمولة، وذلك بحسب مصدر مطلع على المحادثات بين الشركتين، كما أن هناك تردد إلى حد كبير لدى جوجل و ZTE حول ما إذا كان ما زال بإمكان صانع الهواتف الصيني الاستمرار في استخدام نظام التشغيل أندرويد.
وتبعًا لكون نظام أندرويد عبارة عن نظام تشغيلي مفتوح المصدر، فإنه من الصعب تصور أن أي كيان، سواء كان حكومي أو غير ذلك، قادر على منع شركة ZTE من استخدامه، بحيث يمكن للشركة الصينية أخذ جميع التعليمات البرمجية المصدرية وبناء نسخة خاصة بها، تمامًا كما تفعل شركة أمازون مع نظام التشغيل Fire OS.
ويشير المصدر إلى مجموعة من تطبيقات وخدمات أندرويد ذات المصدر المفتوح، بما في ذلك متجر جوجل بلاي، التي ترخصها جوجل للشركات على شكل حزمة خدمات جوجل المحمولة، بحيث يعد نظام التشغيل أندرويد بدون هذه الحزمة غير مجدي بشكل فعال في السوق التنافسية، على الأقل خارج الصين.
و لم تحدد ZTE وجوجل حتى الآن ما إذا كان طلب وزارة التجارة سيحول دون استخدام ZTE لنظام أندرويد (نظام أندرويد مع حزمة خدمات جوجل المحمولة) على هواتفها الذكية، وهناك إجماع واسع بالفعل على أن الأمر سيوقف شركة ZTE من استخدام رقاقات كوالكوم، وهو ما يعد ضربة لقطاع الهواتف الذكية والأعمال التجارية لهذا القطاع في الولايات المتحدة.
فى اعتقادى انه حان الوقت لايجاد نظام تشغيل للهواتف المحمولة يتاسب مع الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعى وتعليم الالة والتى ستشكل نحو 80 % من مكونات الهواتف الذكية فى عام 2022 وان على الشركات الصنية المصنعة للهاتف المحمول تحمل مسؤوليتها فى تطوير نظام تشغيل جديد يرضى تطلعات مئات الملايين من المستخدمين للاجهزة المحمولة ،سواء الهواتف الذكية او التابلت ، فهل تتعلم الشركات الصينية الدرس وتسعى الى ان يكون هذه التحدى هو فرصة مثلى لها للدخول بقوة فى سوق انظمة التشغيل وكسر احتكار جوجل لهذا السوق . ..سنرى ماذا سيحدث .